تصارع القادة وخلاف الرعية..!
كتب / علاء طه الكعبي||
ربما يدرك المتابع للوضع الحالي جيدا، حجم الخلاف السياسي، وتأثر الشارع بهما، وانقسامه إلى ثلاث أقسام بين مؤيد للتيار الصدري، وبين مؤيد للأطار الشيعي، وفريق كره الاثنان معا. وأكثر ما يزعج أن الحكومة تتفرج، والشركاء، المكونين السني، والكردي، متجاهلان الوضع وكأن القضية، هي مشكلة شيعية، بل العكس جعلت المكون السني يوحد قيادته بمحورين وربما يكونا بمحور واحد بالمستقبل القريب، وكذلك المكون الكردي الذي شهد اجتماعا بالايام الأخيرة ، مستغلا هذا الخلاف الشيعي لصالحه.
وهل يعلم الاطار والتيار وبقية القوى الشيعية، أن الشارع أصبح غير راغب للأثنين معا، وربما اذا جرت الانتخابات المبكرة التي يدعو لها الطرفان وبدون الجلوس لوضع الالية، أنها ستنهي الطرفان وسيتوفر حافز عند عامة الشعب اما أن يكون عازفا عن الانتخاب اصلا، أو انه سيذهب إلى خيار آخر وهو الذهاب الى غيرهما، اذا لم يغير الاطار شكل احزابه وقياداته على أقل التقدير بالشكل الظاهر، واستخدام ورقة تغير الوجوه، وتركيزي على الاطار بالذات، لان جمهوره، جمهور معاند، يناقش، ويدقق، رغم أمتلاكه قاعدة حشداوية ولائية، مختلفة القناعات، وهي لا تكفي لتصدر المشهد السياسي والحكومي، وهو يختلف عن جمهور التيار الذي هو ثابت، وربما يخسر التيار، الجمهور الساند له، وسيعتمد على قاعدته التي ربما ستشهد انقساما من بعض قيادات التيار السياسي والديني وهذا المتوقع.
الزعامة الشيعية، هل يظن السيد مقتدى الصدر أنه سيكون زعيما للشيعة، واي زعامة، سياسية، ام دينية، ام اجتماعية، ام يريدها بالمجمل، وهل هي بالقوة ام بالقناعة، وهل هو فعلا قادر على ذلك.
قالوا: من مد عينيه، إلى ما ليس في يديه، أسرعت الخيبة إليه، وعكفت الحزونة عليه.
وايضا قول مأثور، الحر عبد اذا ما طمع، والعبد حر اذا ما قنع.
الاطار، يبحث عن مخرج سياسي يرضي الكل، ويعرف النتائج التي ستحصل مستقبلا في حالة لو حدث انقساما شيعيا، وخصوصا أن بعض الدول الاقليمية والدولية تبحث عن هذه التفرقة، ودخول البعث الباحث عن الانتقام لجريذي العوجة، والمؤيد لاي جهة تحقق طموحها، ونحن نعلم أنها تكره كل الشيعة بدون استثناء، ولكن بتأيدها لاي جهة لتجعله وحيدا في التحكم الشيعي ومن ثم الخلاص من ذلك الوحيد الشيعي.
وكذلك التطبيع الذي أصبح على الابواب، ونرى أن المكون السني والكردي لا يمانع وجوده. والمعارض الوحيد له المكون الشيعي، مآرب واهداف بعيدة تذهب إليها الكثيرين من الراغبين بهذا الانقسام ، والتي طالما أراد الائمة المعصومون الحفاظ على وحدة هذا البيت الشيعي، بل دفعوا دماء وتنازلوا عن الكثير من اجل ذلك، ابتداءا من انتزاع الخلافة عن الأمام علي عليه السلام، إلى صلح الأمام الحسن، إلى الأمام الرضا وقبوله بولاية العهد المشترطة، حتى استشهاد الأمام الحسين جاء من اجل الحفاظ على التشيع الذي يمثل الخط النبوة. بل وحتى الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، الذي يشترط في ظهوره هو وجود القاعدة القوية، فمن يدعي انه من اتباع الأمام ومن المنتظرين له عليه أن يحافظ على تلك القاعدة بل لابد أن يوحدها، ويبعدها عن الصراعات السياسية، أما الدولة والاصلاح، فالايام كثيرة، والاربع سنوات ليست بعيدة ومن الممكن أن تذهب بسرعة البرق، أن كنا غير مهتمين فعلا بالمناصب. ولا يتوقف الاصلاح على احد، بل هو عمل جماعي، وثقافة عامة، وممكن أن يتحقق الاصلاح لو أن الثقة والرغبة تحققت، ولكن الأنا التي في داخلنا، والتي لا تحب أن يحسب النجاح على ايدي غيرنا، والتنافس غير الشريف، ومحاولة إسقاط بعضنا لبعض، هي من ستقصم ظهورنا لو استمر هذا التعنت والعناد النفسي.