الأزمة السياسية امام متاهة الحوار: فرقاء يترفعون وغرماء لا يتقابلون
المعلومة/بغداد...
سجلت الازمة السياسية المتفاقمة في البلاد التي ولدتها انتخابات تشرين 2021، غيابا كاملا عن الحوار السياسي الذي كان سائدا خلال الدورات الانتخابية السياسية بين مختلف الفرقاء، الا ان الحوار كان الغائب الأبرز في التطورات الأخيرة.
تابع قناة "المعلومة " على تلكرام.. خبر لا يحتاج توثيقاً ..
ويؤشر الخبراء الى ان غياب الحوار فاقم بشكل كبير من الازمة السياسية ودفعها نحو منحدرات خطيرة وفي مقدمتها استخدام الشارع وزج الجمهور في اتون الصراع السياسي المزمن وصولا الى الاحداث المسلحة التي شهدتها المنطقة الخضراء خلال الأيام القليلة الماضية.
ورغم دعواته المستمرة للحوار الوطني، الا ان الاطار التنسيقي بدا وكأنه يأس من إمكانية جلب غريمه التيار الصدري الى طاولة الحوار وهو ما دفعه الى تعليق كل اشكال الحوار مع التيار بعد الاعتصام الذي نفذه انصار التيار امام مجلس القضاء الأعلى، قبل ان يعود الى مطالبة الصدريين بالعودة لطاولة الحوار على خلفية احداث الخضراء الدامة.
الكاظمي يفشل في رهان الحوار
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال قد عقد اجتماعا موسعا لقادة الكتل السياسية مؤخرا اطلق عليه تسمية "الحوار الوطني" لكن سرعان ما فشلت جهود الكاظمي ومساعيه في الجولة الثانية من الحوار التي قاطعها الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني واطرف أخرى.
وفي هذه الاثناء دخل رئيس الجمهورية برهم صالح على خط الحوار، مؤكدا في خطاب له أن "الانتصار لخيار الحوار مهما بلغت درجة الأزمة والخلاف"، منبهاً على أن "الحراك السياسي وتعدد مساراته يجب ألا يتحول إلى خلاف يهدد سلامة المشروع الوطني في بناء الدولة واستكمال مؤسساتها".
ويشير مراقبون الى ان رئيس الجمهورية متردد هو الآخر في الدعوة الى حوار وطني بين طرفي النزاع خشية ان تذهب جهوده سدى وعدم تلبية احد الأطراف لدعوته.
غياب الإرادة يفشل مساعي الحوار
ويرى المحلل السياسي صباح العكيلي في تصريح لـ/المعلومة/، ان الحوار الوطني مطلب سياسي للتهدئة وبالتالي لم نلمس إرادة قوية كما يطالب به غالبية الجمهور المستقل الذي يمثل غالبية الشعب العراقي لتصحيح مسار العملية السياسية.
من جانبه يقترح الباحث السياسي طارق الزبيدي أن "يكون المتحاورين من غير المرشحين للانتخابات على الاقل الانتخابات القادمة التي تسبق الحوار، لان المرشحين سوف يستثمرون الحوارات انتخابياً وبالتالي سوف تكون المزايدات الانتخابية حاضرة وبقوة اثناء الحوارا".
ويؤكد في تصرح لـ/المعلومة/، أنه "لا يوجد خيار ثاني كون الحوار وسيلة بشرية للتواصل بين عقلاء البشر بواسطة استخدام كل الوسائل السلمية المتاحة حيث هو النقيض لكل أشكال العنف والترهيب.انتهى / 25م