عن “أدوات” و”أذرع” إيران في المنطقة..!
كتب / محمود المغربي
دائماً ما نسمع عن أدوات وأذرع إيران في المنطقة، ويُقصد بها أنصار الله وحزب الله والفصائل العراقية.
وبالطبع، مهمة الأذرع هي الدفاع عن الجسد، إلا أننا لم نشاهد تلك الأذرع تتحرك دفاعاً عن إيران عندما تعرّضت لعدوان عالمي، ولم تتمكن إيران من تحريك تلك الأذرع للدفاع عن نفسها، كما حرك الكيان الصهيوني وأمريكا الأدوات والأذرع التابعة لهما في المنطقة لإسقاط ومنع الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية من الوصول إلى الكيان الصهيوني.
كما لم نشاهد أنصار الله يتخذون قرارات بإغلاق البحر الأحمر وباب المندب، ولم يستخدموا كل ما يملكون من قوة لتدمير الكيان الصهيوني دفاع عن إيران، كما فعلوا في الدفاع عن قطاع غزة.
ولم يحرّك حزب الله ساكناً عندما تعرضت إيران للعدوان، وحافظ على الهدنة التي التزمت بها الدولة اللبنانية.
وكذلك فعلت الفصائل العراقية.
كما أننا لم نشاهد إيران تتدخل دفاعاً عن حزب الله، الذي تعرّض لعدوان سافر بسبب موقفه من غزة، واستشهد أغلب قياداته، ومن بينهم سيد المقاومة.
ولم تتحرّك إيران دفاعاً عن اليمن عندما واجه عدوانًا أمريكياً صهيونياً، وعندما تعرّض لعدوان من التحالف العالمي لمدة ثماني سنوات.
ولو كان هؤلاء أذرعاً لإيران كما يُقال، فهل كانت إيران ستقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد العدو يقطع أذرعها؟
أو هل كانت الأذرع لتقف متفرجة وهي ترى العدو يضرب الجسد الذي تتصل به؟
والحقيقة أن أنصار الله وحزب الله ليسوا أدوات أو أذرعاً لأحد، بل دول وأحزاب مستقلة، وتتحرك وفق قيم دينية ومصالح وطنية، ويجمعها مع إيران عدو وهدف ومصالح مشتركة، تتمثل في القضية الفلسطينية والهيمنة والغطرسة الأمريكية في المنطقة.
وهذا لا يعني أن أنصار الله وحزب الله والفصائل العراقية لن تتحرك لمساندة إيران في حال تعرضها لعدوان جديد واحتاجت إلى الدعم،
بل سوف تتحرك، وينبغي على جميع دول المنطقة أن تتحرّك لمساندة إيران في حربها ضد الكيان الصهيوني، باعتبار أن مواجهة الكيان الصهيوني والقضاء عليه مصلحة لجميع دول المنطقة والعالم،
وبسبب أن هذا الكيان يحتل الأراضي العربية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، وهو عدو لجميع دول المنطقة ويُشكّل خطراً على الأمن القومي العربي والإسلامي، ويهدد الأمن والاستقرار في الإقليم والمنطقة.
إضافة إلى أن مواجهة الكيان الصهيوني واجب ديني وأخلاقي.