الى محور المقاومة
كتب / سامي جواد كاظم
من خلال هذه المعلومة التاريخية سيتضح المقصود مما اريد ، القنصل ( مارسيوس سنسورينوس) قنصل ايطاليا سنة 149 قبل الميلاد ، قبل الميلاد يعني ليس مسيحيا لربما يهوديا او ملحدا ، لما دنا من أبواب قرطاجة كانت أغنى مدن العالم القديم وأكثرها نضارة في الفنون والتجارة ومحبي السلم، وبعد أن امتدح ( سنسور ينوس) لهؤلاء فوائد السلم، ولعن فظائع الحرب قال لهم: «ألقوا سلاحكم وسلموها إلي، فستأخذ روما على عاتقها أمر حمايتكم.» فأجابوه إلى طلبه، ثم قال لهم: «سلموني سفنكم الحربية، فهي كثيرة عظيمة النفقة لا فائدة منها بعد أن تعهدت روما بالدفاع عنكم ضد أعدائكم.. ففعل المسالمون ما أشار به عليهم، وحينئذ قال لهم: «تحمدون على خضوعكم، ولم يبق علي إلا أن أطلب إليكم أن تقوموا بتضحية أخرى وهي أن روما – دفعا لكل عصيان – أمرتني بأن أهدم قرطاجة، فهي تسمح لكم بالإقامة في اى مكان تختارونه في الصحراء على أن يبعد ثمانين درجة من البحر. هنالك أدرك القرطاجيون أخطار المذهب السلمي، وقد حاولوا عبثا أن يدافعوا عن أنفسهم، فقرطاجة حرقت مع من فيها من السكان وغابت عن التاريخ.( روح السياسة غوتساف لوبون ص ٢٥٩)
ان امريكا والكيان الصهيوني وميليشيا الناتو لا يريدون أي قوة بيدها سلاح لا تخضع لهم ، ولان ايران واليمن دولتان ذات سيادة فالاستهداف الارهابي بكل صوره عسكريا اعلاميا اقتصاديا موجه لهم من قبل (الصهيوامريكناتو) ، اما بقية التنظيمات المقاومة المسلحة الشريفة التي لم يتمكن الارهاب الصهيوامريكي من مواجهتم وكما هو معلوم للجميع فانهم لجأوا الى قتل المدنيين وتجويعهم ، وهذا ما حصل مع بيروت وغزة وحتى اليمن بل وحتى الاعتداء على ايران استهدفوا مدنيين ، والحديث عن هدنة ومفاوضات وما الى ذلك يجب ان يكون بعيد كل البعد عن الاسلحة ، فاياكم ان تكونوا مثل قرطاجة ، وقد وقع غيركم في هذه المكيدة ، وانا لست هنا من باب نصيحة محور المقاومة فانهم ادرى واعلم بالامور مني لكن بالنسبة للمغفلين والواهمين ممن لا يفهم ما تريده امريكا فيعتقدها مثل سنسوريونوس رجل يحب السلام .
حاولت امريكا ابتداء تهجير اهالي غزة الى سيناء وفشلت خطتهم وجاء ترامب ليهرج بطرهاته بانه سيجعلها جنة وقد فتحوا بعض المعابر للهجرة ظنا منهم ان يخدعوا اهل البلد ، وفشلت كل مخططاتهم لماذا ؟ لان المقاومة بيدهم سلاح ، وهذا اسلوبهم الدنيء الذي اعتمدوه في الثلاثينيات بمباركة والاتفاق مع عبد الله ملك الاردن عندما خدعوا اهالي فلسطين بسحب اسلحتهم على ان يكونوا بحماية الجيش الاردني واخيرا قام الجيش الاردني بتسليمهم للجزار الصهيوني الذي ارتكب اشنع المجازر بحقهم مجزرة دير ياسين والخليل والاقصى وغيرها .
هل هنالك دولة بلا سلاح تعيش عزيزة ضمن هذا الظرف الارهابي الذي اوجدته امريكا والصهيونية ؟ مستحيل الدولة التي بلا سلاح لقمة سائغة للارهاب .
يتحدثون عن بوادر ايجابية بخصوص هدنة ام وقف اطلاق نار في غزة لا اعلم بالضبط دائما الخبائث تكون سرية ، فان كانت هدنة اقول لحماس انكم مخدوعون وستمزقون بريق السابع من اكتوبر ، وان كان وقف اطلاق النار فاياكم ان يكون سلاحكم ضمن الشروط فتكونوا مثل قرطاجة وتعيدون احياء المجازر بحق الشعب الفلسطيني .
المشكلة ان الصهيوامريكة جهة غير موثوقة وغير ملتزمة فلا اعلم ما جدوى الحوار معها دون وجود كفيل محايد وما جنوب لبنان ببعيد عنكم ليثبت خسة الصهاينة .