انعدام الرؤية الإستراتيجية مثل الفساد..!
كتب / محمد عبد الجبار الشبوط ..
يمكن اعتبار انعدام الرؤية الإستراتيجية للدولة أحد المعيقات الأساسية لإقامة الدولة الحضارية الحديثة (د.ح.ح) في العراق، تمامًا كما هو الفساد. فكلاهما يعملان على تقويض البنية المؤسسية والمعنوية الضرورية لبناء دولة حضارية. ويمكن تفصيل ذلك كما يلي:
1. انعدام الرؤية الاستراتيجية
• يعني غياب تصور واضح طويل الأمد لما ينبغي أن تكون عليه الدولة والمجتمع.
• ينعكس ذلك في تخبط السياسات، وغياب الأولويات، وسوء استثمار الموارد.
• تتحول مؤسسات الدولة إلى أدوات إدارة يومية عاجزة عن إحداث التغيير الحضاري المطلوب.
• يؤدي إلى فقدان البوصلة الحضارية، فلا يعرف المواطن ولا المسؤول إلى أين يتجه المشروع الوطني.
2. الفساد
• يؤدي إلى تآكل ثقة الناس بالمؤسسات، ويخلق فجوة سميكة بين الدولة والمجتمع.
• يبدد الموارد التي يمكن أن تُستخدم في إقامة البنية التحتية والفوقية للدولة الحضارية.
• يُنتج طبقة من المنتفعين تقاوم أي إصلاح جذري أو تحوّل حضاري حقيقي.
الربط بين المعيقين:
• الرؤية الإستراتيجية الحضارية تقتضي محاربة الفساد بوصفه عقبة قيمية وسلوكية أمام التقدم.
• ومحاربة الفساد تتطلب وجود رؤية وطنية حضارية تحشد الإرادة السياسية والمؤسسية لتطهير النظام من آلياته البنيوية.
إذن، فإن غياب الرؤية الإستراتيجية وتفشي الفساد هما من المعيقات البنيوية لإقامة الدولة الحضارية الحديثة في العراق، ويجب معالجتهما عبر:
1. صياغة رؤية حضارية واضحة للدولة.
2. وضع خطط تطبيقية عملية تنبع من تلك الرؤية.
3. محاربة الفساد بمنظور قيمي، لا فقط إداري أو قانوني.