عندما يتبول البرلمان على الشعب.. يقنعنا الإعلام ان السماء تمطر !
كتب / الياس خضير ..
في مشهدٍ يعكس التناقضات العميقة في السياسة العراقية، يبدو أن تصريحات رئيس مجلس النواب ا، محمود المشهداني، التي وصف فيها العراق بأوصاف مخجلة كـ"اشخ على العراق"، قد أثارت موجة من الجدل والانتقادات الحادة. ورغم أن هذه التصريحات تُعد مسيئة وغير مقبولة، إلا أن هناك من يسعى للتغطية عليها عبر وسائل الإعلام الموالية والمنافقين الذين يتقنون فن إقناع الشعب بأن السماء تمطر بينما الواقع يعكس غير ذلك.
ولا يزال العراق يعاني من أزمة سياسية خانقة، حيث تتواصل الحروب الباردة بين القوى السياسية في مجلس النواب، وهو ما ينعكس بوضوح في التصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، في لقاءٍ علني. حين قال "اشخ على العراق"، وهو تصريح غير مسؤول وغير لائق من شخصية سياسية بارزة تشغل منصب اعلى سلطة تشريعية .
التصريحات أثارت عاصفة من الغضب بين أبناء الشعب العراقي، الذين اعتبروا أن هذا الكلام يعكس احتقارًا لكل من خدم في هذا البلد العظيم، ويؤكد على فجوة عميقة بين السياسيين والشعب. لكن ما هو أغرب من هذا التصريح هو محاولة وسائل الإعلام والمنافقين من الطبقة السياسية تبرير هذه الكلمات وتلميع صورة المشهداني، وكأنها مجرد زلة لسان!
الإعلام، بدلاً من أن يكون سلطة رادعة ويعكس هموم الشعب، أصبح جزءًا من الآلة السياسية التي تسعى لتضليل الجماهير وتغطية الفساد وتقديم صورة مشوهة عن الواقع. في هذا السياق، تبدو بعض القنوات الإعلامية وكأنها تستنجد بكل الأساليب لتجميل الصورة القاتمة التي رسمها هؤلاء السياسيون في تاريخهم، محاولين إقناع العراقيين بأن الأمور على ما يرام، حتى وإن كانت السماء تمطر بـ"الكذب والتضليل".
وفي ظل هذه الجلبة السياسية يُطرح السؤال الأهم: هل يُعتبر الإعلام رافعة للحقيقة أم أداة تبرير للمخطئين؟ في ظل تزايد المحاولات لتغطية الفساد والتضليل، أصبح الإعلام في العراق يلعب دورًا مزدوجًا، فهو يملك القدرة على تسليط الضوء على الأخطاء وتفنيد الحقائق، ولكنه أحيانًا يصبح مسرحًا لتقليص وطمس الحقيقة.
ومن يزرع الرياح لا يجنح إلا العواصف، والشعب العراقي أصبح يدرك تمامًا هذه اللعبة السياسية التي يسعى فيها البعض لطمس الحقائق. تصريحات محمود المشهداني تُعد غيضًا من فيض من التصريحات والسياسات التي تكشف عن مدى التدهور الذي يعيشه النظام السياسي في العراق، الذي يعاني من تهميشٍ للشعب، وازدراء لمطالبه. وفي النهاية، ستظل الحقيقة دائمًا أكبر من محاولات التغطية والتشويه، والشعب لا يزال في انتظار من يُحاسب ومن يُعاقب على هذه التصرفات غير المسؤولة.