أوقفوا مهزلة البرلمان.. فدم الشهداء ليس للمساومة..!
كتب / الإعلامي تحسين السيد ||
في قاعةٍ من المفترض أن تكون بيتًا للقانون، تحوّلت الكلمة إلى صرخة، والموقف إلى خصومة، والميكروفون إلى سلاح. هناك، تحت قبة البرلمان، لم تعد تُدار شؤون الناس بل تُفصّل أجندات الطوائف والمكونات على مقاس المصالح الضيقة.
قانون الحشد الشعبي، الذي كُتب بالحبر المستخرج من دماء الشهداء، أصبح ميدانًا لمعركة جديدة… ليس ضد الإرهاب، بل ضد الذاكرة الوطنية. معركة تقودها بعض العقول التي ما زالت أسيرة التقسيم، تُراوغ النصوص، وتكسر النصاب، وتهتف باسم “المكون” بدلًا من أن تشرّع باسم الوطن.
من تحت قبة البرلمان، خرجت رائحة الطائفية، وارتفعت الأصوات التي نسيت قسم الولاء للعراق، فصار البعض يجهض مشروع الحشد لا لأنه مخالف للدستور، بل لأنه يُذكّرهم بأن النصر لا يُبنى بالتواقيع بل بالتضحيات.
وفيما تواصل الكتل الوطنية جمع التواقيع، تواصل بعض الأطراف جمع الفتن. وما بين المندلاوي والمشهداني، سقطت هيبة الجلسة، وتحول البرلمان إلى ساحة صراع على منبر الشهداء.
لكن رغم الضجيج والفوضى، لا يزال هناك صوت عراقي صادق يقول: الحشد ليس بندًا في جدول أعمال، بل بندقية في قلب الدولة.
ولا بد أن يأتي اليوم الذي تُطوى فيه أوراق التحريض، ويُعاد للبرلمان معناه الحقيقي…
والا فأن مشروع نزع سلاح المنطقة وتفكيكُ الأنظمة يسير على قدم وساق ؛ وقد ينتهي الأمر في العراق بشكل يشبهُ السيناريو اللبناني ! الذي بدت ملامحه تتضح يوماً بعد آخر .