بين الفهم والعلم..!
العلم يعطي أرقامًا وتقارير، والفهم يكشف حقيقة الشعوب وما تختزنه من ذاكرة وتجارب. ومن هنا نفهم سرّ الحملات التي تُبَثّ ليلًا ونهارًا، تحاول أن تلبس الباطل ثوب الحق، وتُصوّر السلاح كأنه عبء، متجاهلة أنه الضمانة الوحيدة في بلد عاش كل أشكال العدوان والخيانة.
أما الفهم في جوهره ليس مجرد معرفة سطحية، بل هو إدراك عميق لمعنى الأشياء في سياقها. الفهم يعني أن ترى العلاقة بين الماضي والحاضر، أن تعي قيمة الدماء التي سقطت، وأن تفهم لماذا يصبح السلاح أكثر من أداة؛ يصبح رمزًا وقدرًا وهوية. من لم يملك هذا الفهم، سيظل يخلط بين ظاهر الأحداث وباطنها، بين الشعار المستورد والواقع المزروع بالتضحيات.
هناك فئة ما بيشبهونا يُسوَّقون في الإعلام ليس إلا محاولة مكشوفة لإقناعنا بالتخلّي عمّا هو جوهر وجودنا. لكن من يعرف تاريخنا يفهم أن هذا السلاح لم يكن خيارًا عابرًا، بل قدرًا فرضته دماء الشهداء وتضحيات الناس.
فليسمعها الجميع: هذه الحملات ستبقى تدور في الفراغ، لأن الحقيقة أبسط من كل تنظير وأقوى من كل بروباغندا:
افهموها بقى… ما في سلاح .