التطبيع مقابل البقاء بالكرسي
كتب / نعيم الخفاجي
كنا نسمع حديث وزراء خارجيات أمريكا والناتو في ترديد مصطلح الأرض مقابل السلام، وذهب عرفات بدعم من غالبية ملوك ورؤساء دول الرجعية العربية، إلى مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو وفق مبدأ الأرض مقابل السلام، لكن بعد مضي أكثر من ثلاثين سنة، أصبحت القضية بالمقلوب، أرض كل فلسطين مقابل بقاء ملوك ورؤساء العرب في عروشهم، وإلا يتم استيدالهم بأشخاص اكثر ولاء وطاعة إلى الناتو وبني صهيون.
التسيد الإسرائيلي تحصيل حاصل، بظل رضا وموافقة عربية سنية في تسليم كل فلسطين لبني صهيون، وبلا شك أمريكا تدعم إسرائيل بكل الطرق والذي يرفض من ملوك ورؤساء العرب يتم تأديبه وادخاله معسكر ضبط لاعلامه بعدم التمرد على صانعيه.
الفيالق الإعلامية والوهابية يصرخون من قصف نتنياهو إلى دولة كَطر، ويقولون أن الوضع خطير، كيف إسرائيل هاجمت صديقتها دولة قطر، يقولون لولا غزوة السنوار لما تسيد علينا نتنياهو، وأن قصف قطر ماهو إلا احد تداعيات غزوة السنوار في السابع من أكتوبر.
ترامب صرح مرات عديدة أن ارض إسرائيل صغيرة تحتاج تكبيرها، أردوغان قال قبل ثلاث سنوات خارطة تركيا سوف تكبر أكثر من تركيا الحالية.
بعد دعم نتنياهو إلى الجولاني السفياني بالسيطرة على دمشق، شاهدنا إضافة مزيدا من الأرض لإسرائيل، مقابل وصول الجولاني السفياني لحكم دمشق، ومقابل بقاء عروش ملوك وحكام وأمراء العرب، نعم بعد الربيع وسقوط النظام البعثي السوري، بات واضحا، رضوخ المنطقة بأسرها للتطبيع مع نتنياهو وليس وفق مبدأ الأرض مقابل السلام وإنما كل فلسطين والجولان وجبل الشيخ والسويداء مقابل بقاء الجولاني في حكم دمشق، قادة اسرائيل، شارون ونتنياهو وابن غفير يقولون بشكل واضح ومنذ عام ١٩٩٤، وبشكل علني وواضح( لا مفاوضات، لا دولة فلسطينية، لا دولة واحدة).
آلان نتنياهو وترامب يقولون تفريغُ غزة من أهلها، وايجاد ترتيباتٌ شكلية مع بعض الدول العربية، إسرائيل اليوم باتت لا تحتاج إلى مبدأ الأرض مقابل السلام.
لذلك إسرائيل ضامنة رضوخ ملوك ورؤساء وحكام العرب والإقليم وعلى رأس الإقليم تركيا للسطوة الاسرائيلية، تغريدات ايدي كوهين والنشطاء الإسرائيليون يسخرون من العرب ويتحدوهم في إدخال كيلو رز إلى غزة دون موافقة نتنياهو وإسرائيل.
اليمين الإسرائيلي اغتالوا رابين وقضوا على أتفاق أوسلو، قادة إسرائيل قالوها بشكل صريح لن نقبل بمنطق شعبين في دولة واحدة، لذلك إسرائيل طلبت من الأردن ومصر وسوريا والسعودية ودول الغرب في استقطاب الفلسطينيين للعمل أو كلاجئين أو للهجرة للتخلص من وجود الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية.
بعد الربيع واسقاط نظام البعث السوري أصبحت دول العرب بحالة ضعف وانقسامات شديدة، تنذر في ولادة دول جديدة خاصة في سوريا والسودان.
نتنياهو وطيلة أكثر من ثلاثين سنة منذ توليه منصب رئاسة الوزراء لمرات عديدة على تدمير السلطة الفلسطينية، وتدمير فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
قصف نتنياهو لقطر ضربة تشبه قول المثل العربي( ضربة الحبيب زبيب) والغاية ان نتنياهو يلاحق قادة حماس في جميع دول العالم، إسرائيل اليوم سيدة على الدول العربية، نتنياهو هو من يقل إلى ترامب نبقي هذا الحاكم العربي أو نقوم بخلعه، زيارات ترامب إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وقطر انتهت في حلبهم في خمسة تريليونات من الدولارات وفوقهن مائة مليار دولار، قبل أيام تم توقيع تحالف سعودي باكستاني والفيالق الإعلامية السعودية قالوا نووي باكستان بات عند السعودية هههههه ونسى هؤلاء، أن باكستان يحكمها دستور والحُكم بيد نواب الشعب بالبرلمان وليس بيد رئيس الحكومة الباكستانية.
الحملة التي تقودها السعودية مع فرنسا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتكريس حل الدولتين، لايجدي نفعا ومصير ذلك الفشل.
نتنياهو سَخر من قضية حل الدولتين ههههه ولدى حديث نتنياهو لدى رده على سؤال صحفي، قال( أنهم يهددونا بحل الدولتين، ونحن سنغير الواقع على الأرض، لتصبح حدود إسرائيل من البحر إلى النهر. وليفعل العرب والعالم ما يشاء ههههههههههه).
تهافت أنصار الجولاني السفياني على توقيع اتفاقات مع نتنياهو قابلها السيناتور الأمريكي ديف ماكورميك، حيث قال إلى القاضي الشرعي للقاعدة الوزير السوري الشيباني، حيث، قال، من المبكر جداً الحديث عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، فشروط واشنطن واضحة بهذا الخصوص.
وأي زيارات أو تحركات سياسية لن تغيّر من الموقف شيئاً.
إن قانون قيـصر لا يقتصر على النظام السابق فقط، بل هو إطار تشريعي لحماية المدنيين السوريين، ويمثل حصيلة مشاريع قوانين مشتركة بين الحزبين في الكونغرس، موجّهة ضد كل من ينتهك حقوق الإنسان في سوريا.
لذلك نقول إلى الفيالق الإعلامية الاخوانية الوهابية، لا تراهنوا على توقيع اتفاق أمني بين الجولاني السفياني وإسرائيل.
إسرائيل لا توقع اتفاقيات لا سياسية ولا أمنية مع إدارات كارتونية ضعيفة ومتهالكة، بل تفرض شروطها بالقوة، وليست بحاجة لتوقيع اتفاق مع من لا يملك القدرة على حماية قصر الشعب القصر الجمهوري هههه الذي تحول إلى مضافة لتنظيم القاعدة.
حكومة الجولاني السفياني ضعيفة، لاتملك شعبية في دمشق وفي الجنوب والساحل السوري ولا في شمال شرق سوريا، بل الجميع ضد الجولاني السفياني، صدقوني الجولاني لايستطيع أن يفكر تفكير انه ند إلى اسرائيل هههههه الجولاني بلا شرعية ولا جيش، رعيل دبابات إسرائيلي يحتل دمشق، يقول الكاتب السوري عمر رحمون( ومن يراهن على توقيع اتفاق أمني بين الجولاني وإسرائيل ، فهو كمن ينتظر الشمس أن تشرق من مغربها).
في الختام على القوى الشيعية العراقية الكف عن أي أسلوب تصعيدي لأجل قضية فلسطين التي باعها وتنازل عنها العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف المليار مسلم سني،
