حافظوا على حق الأجيال ومستقبل الإصلاح.. بوصلة المواقف..!
كتب / جليل هاشم البكاء ...
لأننا على يقين بضرورة الإصلاح، ندرك أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حقٍ مكتسب أو واجبٍ وطني، بل هي الركيزة الأساس لحماية مستقبل الأمة وصون إرادتها. فالإصلاح لا يتحقق بالشعارات ولا بالأمنيات، وإنما عبر الفعل العملي والموقف المسؤول، وأول ميادين الفعل هو صندوق الاقتراع، حيث تتجسد إرادة الناس وتُرسم ملامح الغد.
إنّ الانتخابات هي الوسيلة السلمية والأفضل التي أتاحها النظام الاجتماعي والسياسي للمواطن كي يعبّر عن إرادته، ويمنح الثقة لمن يراه أصلح وأقدر على حمل هموم الناس ومواجهة الفساد. ومن دون هذه المشاركة الواعية، يُفسح المجال للمفسدين والطغاة كي يملؤوا الفراغ، فيعيدوا تدوير الفساد ويغلقوا أبواب الأمل أمام المصلحين والغيورين على وطنهم.
وحين يعزف المصلح عن المشاركة أو يقاطع العملية الانتخابية بحجة اليأس أو الاعتراض، فإنما يترك الميدان فارغًا لأولئك الذين لا يؤمنون إلا بالسلطة، ولا يسعون إلا إلى تكريس مصالحهم. فالتاريخ يعلمنا أن الفاسد لا ينسحب من تلقاء نفسه، ولو غمرت البلاد بحار من الدماء، لأنه لا يرى في السلطة وسيلةً لخدمة الناس، بل غنيمةً لا يريد التفريط بها. أما المصلح، فإن مسؤوليته تفرض عليه البقاء في الساحة، والعمل من داخلها، مهما كانت العقبات، لأن الإصلاح لا يتحقق بالغياب، بل بالحضور الفاعل والمثابر.
إنّ الحفاظ على الانتخابات ومبدأ التداول السلمي للسلطة هو الضمانة الوحيدة لاستمرار الإصلاح، ولتهيئة الطريق أمام الجيل القادم من المخلصين الذين يؤمنون بالإصلاح ويأملون بتحقيقه واقعًا ملموسًا. فحين نحافظ على هذه الوسيلة ونشارك فيها بوعي ومسؤولية، فإننا نحمي الوطن من الانحدار إلى الفوضى،
ونغلق الأبواب أمام المتربصين بمصالح الناس.
لذلك، لا بد أن يكون صوتنا الانتخابي تعبيرًا عن إيماننا بضرورة الإصلاح، وإرادتنا في مقاومة الفساد عبر الأدوات المشروعة والسلمية. فالمشاركة ليست خيارًا ثانويًا، بل هي واجب وطني وأخلاقي، لأنها تمثل الحدّ الفاصل بين طريق الإصلاح وطريق الفساد، بين الأمل واليأس، بين الحياة التي نصنعها بإرادتنا والمصير الذي يفرضه علينا الآخرون.