edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. أنقرة تبني السدود، وبغداد تبني الأعذار
أنقرة تبني السدود، وبغداد تبني الأعذار
مقالات

أنقرة تبني السدود، وبغداد تبني الأعذار

  • 18 تشرين الأول 15:30

كتب / طه حسن الأركوازي ||

 
في كل مرة يظن العراقي أنه بلغ قاع الأزمات ، يكتشف أنه ما زال هناك قاعٌ أعمق ، وهذه المرة لا دخان حرب ولا صوت أنفجار ، بل عطشٌ يسري بهدوء بين الأنهار اليابسة ، تركيا قررت أن تشن حربها الأكثر خُبثاً وهدوءاً “حرب الماء ، حربٌ بلا رصاص” ، لكنها تقتل ببطء أشد من الرصاص .
لقد أنخفض خزين العراق المائي إلى حدودٍ تقشعر لها الأبدان نحو 4% من الطاقة الكلية رقمٌ صغير في هيئة الأرقام ، لكنه يختصر مأساة بلدٍ كامل فالمحافظات الجنوبية التي كانت تزهو بنخيلها وأنهارها باتت اليوم تلهثُ خلف قطرة ماء صالحة للشرب ، البصرة تلك المدينة التي راجت تسميتها «فينيسيا الشرق» ، تحولت إلى خير شاهدٍ على التهافت البائس بين أمواج الملح وصرخة العطش ، وذي قار التي ألفت الكتابة والحضارة ، تكتب اليوم رسالة أستغاثة على رمالٍ متشققة .
والحكومة ، كعادتها أكتشفت الكارثة مُتأخرة بعد أن بلغ العطش أغلب البيوت والأراضي ، ثم جاءت الجولات الاعتيادية “لجانٌ ، بياناتٌ ، وفودٌ ذاهبةٌ إلى أنقرة عائدةً محملةً بعبارات المجاملة والدبلوماسية الرقيقة” ، وعودٌ تتبدد كما يتبدد السُحب فوق السدود ، المُبرر الرسمي الأبرز « التغير المناخي » ، وكأن المناخ بنى السدود ، ونسج السياسات ، بينما منطق الدولة يختبئ خلف عذرٍ جاهزٍ لكُل خجل سياسي .
الأسئلة البسيطة اليوم تبقى بلا إجابة ، لماذا يزداد عطشنا كُلما أمتلأت خزاناتهم .؟
ولماذا تتقلص أنهارنا مع أرتفاع منسوب بحُيراتهم الصناعية .؟
الحقيقة واضحة بذاتها فما يحصل من أبتزاز مائي مُمارس بوعي جيوسياسي ، وحكومةٌ عراقية ترد بأبتسامةٍ دبلوماسية ، حتى ليتبقى لنا أن نشكرهم على تقليص منسوب نهرنا وحجم طموحنا ، لكن جريمة العطش ليست فقط توقيع أنقرة ، توقيعٌ مزدوجٌ يقع على جبين بغداد ، الإهدار الداخلي أكمل ما بدأه الخارج ، طُرق ري بالية ، مشاريع مائية تُدار بعقليةٍ ما قبل الحضاره ، فسادٌ ومُحاصصة وإهمالٌ يلتهمون الجهد والموارد ، بينما تُصدر وزارة الموارد بياناتٍ موسمية ، يُروى الفلاحون أرضهم باليأس ، لا تخطيط ولا إصلاح ، وإرادةٌ وطنية تبدو كماءٍ على ورق .
الأزمة اليوم تتجاوز بُعدها البيئي والأروائي لتصبح مسألة “أمنٍ قومي” ، فالماء ليس رفاهية ، بل شريان حياة ومن يُسيطر على مصدره يُسيطر على مُقدرات دولة ، ومتى ضعفت الإدارة داخل الدولة ، صارت سيادتها عرضة للأبتزاز الخارجي ، لقد تحول العراق من بلد الأنهار إلى بلد البيانات ، ومن دولةٍ تتحدث عن السدود إلى منظومةٍ تبني أعذارها على هوامش المكاتب .
الطبقة السياسية تواصل التعاطي بعقلية «ننتظر المطر» ، كأن المطر وزارة جديدة تُضاف إلى محفظة الوزراء ، يغيب الفعل وتعمّ التبريرات ، يغيب الموقف وتحضر الابتسامة ، ويغيب الوطن وتكبر المصالح الحزبية ، حتى هتافات البصرة عطشاً لا تصل إلى مناصبٍ باتت أعينها معلقةً بتوازنات المحاصصة أكثر من مياه الدولة ، إن ما يحتاجه العراق ليس إجتماعاً آخر ، بل قراراً حاسماً يُعيد تعريف العلاقة المائية مع الجوار ، ويجعل أحترام الحقوق المائية شرطاً لا مساومة عليه ، مواردُ الدولة تُدافع عنها السياسات والعلاقات الاستراتيجية الصلبة ، لا بياناتٌ مُتحاملة على الواقع ، إذا فهمت أنقرة لغة القوة ، فليقم في بغداد من يفهمها أيضاً ليس بلغة التهديد ، ولكن بلغة الدولة التي تعرف كيف تحمي مواردها وتدافع عن سيادتها .
أخيراً وليس آخراً .. إلى من يتقنون فن التبرير أكثر من فن الإصلاح نقول “حين تجف الأنهار لا تبحثوا عن المطر ، ابحثوا عن أنفسكم” ، العراق لا يحتاج إلى من يفاوض بأسمه ، بل إلى من يُقاتل ويُقدم من أجله ، وإن لم تسقوه بالماء ، فأسقوه على الأقل بجرعة من الكرامة والمسؤولية …!

الأكثر متابعة

الكل
"المعلومة" تنشر أسماء عقود محافظة بغداد

"المعلومة" تنشر أسماء عقود محافظة بغداد

  • محلي
  • 30 تشرين الثاني
التعليم تعلن نتائج القبول المركزي لطلبة الدور الثالث

التعليم تعلن نتائج القبول المركزي لطلبة الدور الثالث

  • محلي
  • 30 تشرين الثاني
توقعات الطقس.. العراق مقبل على حالة جوية ممطرة شاملة

توقعات الطقس.. العراق مقبل على حالة جوية ممطرة شاملة

  • محلي
  • 5 كانون الأول
نائبة سابقة: التلوث في بغداد كان متوقعا في ظل وجود 21 نقطة تلوث تحيط بالعاصمة

نائبة سابقة: التلوث في بغداد كان متوقعا في ظل وجود...

  • محلي
  • 29 تشرين الثاني
دونم لسعدون ونوبل سلام لترامب وبراءة من الشرفاء..!
مقالات

دونم لسعدون ونوبل سلام لترامب وبراءة من الشرفاء..!

وضع المجاهدين في خانة الإرهـــاب..!
مقالات

وضع المجاهدين في خانة الإرهـــاب..!

الثقافة الرقمية والسيادة الوطنية.. من يُهيمن على عقول الشعوب؟
مقالات

الثقافة الرقمية والسيادة الوطنية.. من يُهيمن على عقول الشعوب؟

كتب / أحمد الساعدي  تشهد الساحة العراقية حراكا اقتصاديا وسياسيا عميقا يجري اغلبه بعيدا عن اعين الجمهور وبين تفاصيله يتشكل ميزان نفوذ جديد في البلاد وتحديدا داخل قطاع النفط الذي يمثل شريان الدولة الاول ومصدر القوة الاهم فيها وما جرى في الاشهر الاخيرة من تحر
مقالات

لعبة النفوذ الخفي في العراق بين واشنطن وموسكو من بوابة النفط

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا