edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. دكتوراه بالواسطة… حين يصبح الجهل وجاهةً رسمية!
دكتوراه بالواسطة… حين يصبح الجهل وجاهةً رسمية!
مقالات

دكتوراه بالواسطة… حين يصبح الجهل وجاهةً رسمية!

  • إعداد: كتب /  دلوفان اسعد
  • 24 تشرين الأول 13:29

في زمنٍ كانت فيه الشهادات رمزًا للجد والاجتهاد، صارت اليوم في بعض جامعات إقليم كردستان غنيمةً يتقاسمها أصحاب النفوذ وأبناء وزوجات المسؤولين. لا علم، لا كفاءة، لا بحث حقيقي؛ فقط ألقاب تُمنح بالواسطة، وتُشترى بالنفوذ، وتُوزّع كما تُوزّع المناصب على طاولة السياسة. لقد تحولت الدراسات العليا في عدد من جامعات الإقليم إلى مسرحٍ عبثيٍّ يليق بزمن الانحدار.

طالبٌ لم يكتب سطرًا من أطروحته، يحصل على شهادة الدكتوراه بتوصيةٍ من والده “المسؤول الكبير”، وزوجة مسؤولٍ تُمنح لقب “باحثة أكاديمية” لأنها تعرف بمن يجب ان يتصل زوجها في الكلية، وابن نائبٍ يُصبح “دكتورًا” لأن اللجنة “تقدّر مقام العائلة”!

ما الذي تبقّى من قيمة الجامعة حين يُهان العلم بهذا الشكل؟

كيف يمكن لمؤسسةٍ أكاديمية أن تدّعي الرصانة وهي تمنح أعلى الدرجات لمن لم يجتز الإعدادية وتغلق الأبواب في وجه الأكفاء الفقراء؟ لقد صار المشهد مثيرًا للغثيان: أساتذة يُجبرون على تمرير الطلبة أصحاب الواسطة، ولجان مناقشة تُدجّن تحت ضغط المسؤولين، ورسائل علمية تُطبع كما تُطبع بطاقات الدعوة إلى حفلة. أما الطالب المجتهد، الذي لا ظهر له ولا واسطة، فيُدفن حلمه تحت أوراق البيروقراطية والتسلط الأكاديمي.

إن ما يجري اليوم في بعض جامعات الإقليم ليس مجرد خلل إداري، بل جريمة فكرية مكتملة الأركان. فهذه الشهادات المزوّرة والممنوحة بالمحاباة لا تقتل العدالة التعليمية فقط، بل تدمّر مؤسسات الدولة نفسها. فمن يتخرّج بهذه الطريقة سيجلس غدًا على الكرسي، ويقرّر مصير الناس بجهلٍ مركّب، ويُوقّع وثائق لا يفهم منها سوى اسمه. والأنكى من ذلك أن تلك الشهادات لا يعترف بها أحد خارج العراق، وكأنها إعلان رسمي عن انهيار المعايير الأكاديمية. فهي شهادات للتباهي الاجتماعي، لا للاستخدام العلمي. ورقٌ ملوّن لا يُفتح به باب علم، بل يُعلّق على الجدار بجانب صورة المسؤول الأب!

هل يعقل أن تُدار الجامعات بعقلية العشيرة والحزب والعائلة؟ كيف يمكن أن تنهض أمةٌ يعلو فيها صوت الواسطة على صوت الكفاءة؟ كيف يُصلح التعليم في بيئةٍ تُكافئ الولاء وتُعاقب العلم؟

لقد أصبحت الدراسات العليا في كردستان مرآةً فاضحة لفساد السلطة: من يملك السلطة يملك الشهادة، ومن لا يملك سوى الكفاءة يُقصى من المشهد. وأصبحت القاعات الأكاديمية امتدادًا للمكاتب الحزبية، حيث لا يُطرح سؤال علمي، بل سؤال: “ابن او زوجة من هذا الطالب او الطالبة؟”

في مثل هذا الواقع، لا عجب أن يتراجع مستوى البحث العلمي إلى الحضيض، وأن تُصبح رسائل الماجستير والدكتوراه نسخًا مشوهةً من الإنترنت. فحين تكون الجامعة ساحة للمجاملات، لا للعلم، تصبح الشهادة وسيلة للتسلق الاجتماعي لا للبناء الوطني.

يا جامعات الإقليم، أما آن لكم أن تستعيدوا هيبتكم؟

أما آن للعلم أن يتحرّر من قبضة السياسة والعائلة؟

إن قيمة الدكتوراه ليست في الحبر الذي تُكتب به، بل في الجهد الذي يُبذل لنيلها. ومن يمنحها لابن المسؤول أو زوجته أو ابن حزبه، لا يصنع عالمًا، بل يصنع كارثة فكرية ستدفع الأجيال ثمنها.

الأكثر متابعة

الكل
من يرى شياع السوداني في المنام ؟

من يرى شياع السوداني في المنام ؟

  • 18 آذار 2023
ماذا لو تحالف الشيعة مع أمريكا و(إسرائيل)؟

ماذا لو تحالف الشيعة مع أمريكا و(إسرائيل)؟

  • 9 آذار 2023
الخيانة العظمى والقضاء العراقي !!

الخيانة العظمى والقضاء العراقي !!

  • 23 أيار 2023
تفليش مصرف الرشيد !

تفليش مصرف الرشيد !

  • 14 آذار 2023
التعداد السكاني والمادة 49..!
مقالات

التعداد السكاني والمادة 49..!

العراق.. بين الدستور والعرف السياسي
مقالات

العراق.. بين الدستور والعرف السياسي

الحكومة العراقية القادمة…بين التحديات والفرص
مقالات

الحكومة العراقية القادمة…بين التحديات والفرص

الإطار التنسيقي و”مرشح التسوية”..تكتيك سياسي أم عجز عن الحسم؟!
مقالات

الإطار التنسيقي و”مرشح التسوية”..تكتيك سياسي أم عجز عن الحسم؟!

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا