edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. حين تتحرك صفقة القرن 2 ويغيب العرب يقترب  هدم الأقصى
حين تتحرك صفقة القرن 2 ويغيب العرب يقترب  هدم الأقصى
مقالات

حين تتحرك صفقة القرن 2 ويغيب العرب يقترب  هدم الأقصى

  • 27 تشرين الأول 20:18

كتب / د. ميساء المصري
التحذيرات تتوالى، والصيحات تقترب.. وفي صفحات التوراة القديمة ينبعث صوت يصرخ عبر الزمن في سفر حزقيال (37:26)( وأضع مقدسي في وسطهم إلى الأبد.. ويعلم الأمم أني أنا الرب مقدس إسرائيل).هذه الكلمات ليست مجرد وحي، بل إنذار بعصر جديد، بساعةٍ تقترب فيها النبوءات من التحقق على أرض القدس، حيث يلوح في الأفق مشروعٌ لا ديني ولا سياسي فحسب، بل لاهوتي غارق في الرمزية والخطر، مشروع الهيكل الثالث الذي تنتظر قيامه قوى تتربص بالتاريخ ذاته. الهيكل الذي هو إعلانٌ عن مرحلةٍ جديدة من السيطرة الروحية والسياسية، تُساق إليها المنطقة بأكملها تحت غطاء (السلام والازدهار) كما تسميه صفقة القرن إياها، بينما هي في جوهرها نبوءة تحركها الصهيونية المسيحية لتسريع ما يسمى بـ(هرمجدون) النهاية الكبرى التي يُراد منها فرض مشيئة الرب كما يراها الإنجيليون المتطرفون و على رأسهم دونالد ترامب نفسه .
في جوهر هذه الصفقة تكمن فكرة هدم المسجد الأقصى، زمانيًا ومكانيًا، وتمكين اليهود من أجزاء محددة داخله كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل. ثم تأتي المرحلة الأخطر، إقامة الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى نفسه. هذه الخطة ليست مجرد طموح إسرائيلي، بل امتداد مباشر لتصوراتٍ لاهوتية رسّختها الصهيونية المسيحية في العقل الأمريكي منذ عقود، مؤمنةً بأن بناء الهيكل سيسرّع عودة المسيح ووقوع معركة هرمجدون، حيث يتواجه الخير والشر، ويُكتب مصير البشرية.
منذ عهد دونالد ترامب، اكتسبت هذه الرؤية دفعةً قوية. فقد نقلت إدارته السفارة الأمريكية إلى القدس، وأقرت بضم الأراضي المحتلة، و منحت إسرائيل تفوقًا دينيًا وسياسيًا على حساب المسلمين والمسيحيين العرب. لكن خلف هذه القرارات يكمن بعدٌ أعمق، فترامب كان يخاطب القاعدة الإنجيلية في الولايات المتحدة، التي ترى في (عودة اليهود إلى صهيون) و(إقامة الهيكل) الطريق الممهد لعودة المسيح الثانية. ومع كل خطوة سياسية، كانت فكرة النبوءة تقترب من الواقع الملموس، بينما العرب والمسلمون يكتفون بالبيانات والمناشدات والإستنكارات.

في قلب القدس الشريف، ما زال المسجد الأقصى صامدًا، شامخًا بين ركام السياسة والمؤامرات. لكن ما يجري تحته لا يقل خطورة عمّا يُحاك فوقه. فالحفريات والأنفاق التي تمتد في عمق الأرض تُضعف أساساته وتخلق تصدعات غير مرئية، تمهيدًا لانهيارٍ جزئي أو كلي في أي لحظة. يجري كل ذلك في صمتٍ هندسيٍ دقيق، مدعومٍ من مؤسسات رسمية ومتطرفة على السواء، تحت ذريعة (الترميم الأثري) حتى بات مفرغا من اسفله مع إضعاف البنية التحتية للمسجد من أجل إعداد الأرض لبناء جديد.
ترافق ذلك حملة نفسية وإعلامية متواصلة. تُقدَّم فيها فكرة الهيكل الثالث كحقٍّ تاريخيٍ ودينيٍ مقدس، من زيارات بن عفير وسوميتريش وتصريحاتهم الدينية اللامعقولة ، ليتشكل داخليا وخارجيا واقع جديد يجعل من التغيير أمراً مقبولاً ومألوفًا في نظر العالم، تمهيدًا للحظة الكبرى وهي هدم المسجد الأقصى.
المرحلة المقبلة قريبة. فالهدم لن يتم بضربةٍ واحدة، بل عبر خطواتٍ هندسيةٍ متقنة، و استبدال مناطق من الحرم بأساساتٍ جديدة تُخصص لبناء الهيكل. وعندما يحدث الإنهيار، ستُبرَّر الكارثة بخطابٍ إعلاميٍ متقن يتحدث عن مشروع إيماني يوحّد الشعوب  هو الديانة الإبراهيمية ، بينما في الحقيقة سيكون إعلانًا عن أكبر صدامٍ دينيٍ في العصر الحديث.

الفلسطينيون سيقفون أولًا في وجه المأساة، بأجسادهم وأرواحهم، بينما سيكتفي العالم العربي ببيانات التنديد والصمت. ستندلع احتجاجات ومواجهات، وقد تتفجر انتفاضة جديدة، لكنّ موازين القوة تميل بشدة. سيستغل المتطرفون الإسرائيليون الإنتصار الرمزي لترسيخ وجودهم وفرض واقعٍ جديد، لتتحول قبلة المسلمين الأولى إلى مركزٍ للسيادة اليهودية، ولتصبح القدس مدينةً بلا مآذن، إلا من ذكريات تُروى بحسرة.
إن المخطط ليس خيالًا، بل بات قريبا جدا ، بل تسلسل واقعي يتماشى مع الحفريات الجارية، ومع تغلغل الفكر الصهيوني المسيحي في القرار الأمريكي والإسرائيلي. ومع كل يومٍ يمر دون موقفٍ عربيٍ حاسم، تتسارع خطوات النبوءة. ما يُراد ليس فقط هدم مسجد، بل إسقاط هوية أمة بأكملها، وفتح بوابة التاريخ نحو صراعٍ وجوديٍ جديد سيقسم العالم إلى معسكرين، مناصري النبوءة ومنكريها.
المسجد الأقصى ليس حجارةً تُهدم وتُعاد، بل هو قلب الأمة النابض، آخر جدارٍ بيننا وبين ظلام النبوءة التي تريد أن تبتلع العالم. ها هو الزمن يقترب من لحظته الفاصلة، والقدس تستعد لإمتحانها الأخير. الأقصى يهتز تحت أقدام الحفر، والعرب يغطّون في سباتهم بينما التاريخ يكتب فصله الأخطر.

لا أحد يسمع صرخة الحجر، ولا أحد يدرك أن كل تأخير هو خيانة للزمن وللقدس وللسماء التي تشهد. إن هُدم الأقصى، فلن يبقى بعده قدس ولا عروبة ولا إسلام سياسي قادر على النهوض. تلك ليست مؤامرة عابرة، بل معركة الوجود الأخيرة، فإما أن يصحو النائمين ليحموا أولى القبلتين، أو تُسدل الستارة على فصل النهاية… حيث تُفتح بوابات النبوءة، ويبدأ ليل لا فجر بعده لعل وعسى ….

الأكثر متابعة

الكل
تثبيت سعر صرف الدولار

تثبيت سعر صرف الدولار

  • 11 أيار 2023
بين التاء المربوطة والهاء الآخرية ليس نقطتين..!

بين التاء المربوطة والهاء الآخرية ليس نقطتين..!

  • 27 آب 2022
مصطفى الأعرجي

هل فعلها السوداني ؟

  • 10 نيسان 2023
باسل عباس خضير

أسرار اختفاء المليارات من أموال ( المودعين ) في...

  • 17 كانون الثاني 2024
نواف سلام يرش على التطبيع سكرا
مقالات

نواف سلام يرش على التطبيع سكرا

قرار تجميد الأموال وشرعنة خيانة المقاومة..!
مقالات

قرار تجميد الأموال وشرعنة خيانة المقاومة..!

هل تنفذ الكتل السياسية أهم برامجها الانتخابية في عملية تشكيل الحكومة ؟
مقالات

هل تنفذ الكتل السياسية أهم برامجها الانتخابية في عملية تشكيل...

اكبر ذراع دبلوماسي وأستخباري لواشنطن  في العراق ضد دول الجوار!!
مقالات

اكبر ذراع دبلوماسي وأستخباري لواشنطن  في العراق ضد دول الجوار!!

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا