الثلاثاء الأزرق …. لحظة الصدق مع الوطن !
كتب / محمد خضير الانباري
يتوجهَ الثلاثاءِ القادم– الثلاثاءُ الأزرقُ (نسبةٌ إلىلونِ الحبرِالأزرقِ الذي يغطي إبهامَ اليدِ بعدَالتصويت)، الملايينَ منْالعراقيينَ ممنْ يحقُ لهمْالتصويتُ إلى صناديقِ الاقتراعِ لاختيارِممثليهمْ فيمجلسِ النوابِ القادم. وهيَ مشاركةٌ طوعية، لاتجبرُالتشريعاتُ النافذةُ أحداً عليها. كما في قولهِ تعالى: (وقلَاعملوا فسيرى اللهُ عملكمْ ورسولهُ والمؤمنين) إنَمنْ يختارُالمشاركةَ فيها، سيجدُ نفسهُ أمامَ امتحانٍعظيمٍ أمامَ اللهِ سبحانهُوتعالى في قولِ الحقِ والصدق،لأنَ صوتهُ شهادةً وأمانة، كما فيقولهِ تعالى: (إنَ اللهَيأمركمْ أنْ تؤدوا الأماناتُ إلى أهلها) .
لقدْ تزاحمتْ الساحةُ الانتخابيةُ بالمرشحين، فمنهمْمنْ يخافُ اللهُسرا وعلانية، يحملَ في قلبهِ روحَالإصلاح، ويسعى إلى التغييرِالإيجابيِ منْ أجلِ وطنِأفضل، وأكثرهمْ منْ الطاقاتِ الشابةِالمؤمنةِ بالتجديدِوالبناءِ وفي المقابل، هناكَ نوعا منْ الرجالِ منْعفاعليهمْ الزمن، وقاموا بتكرارِ صورهم، عسى أنْيبيضواالبعضُ منها، بعدُ أنْ أثقلتْ صفحاتهمْ بسيئاتالدورات السابقة، ولمْ يتعظوا رغمُ ما شاهدوا منْ رفضالناسِ لهم،ليعودوا اليومَ متقلبينَ بينَ الشعاراتِوالاتجاهاتِ الجديدةِ المكررة،لا همَ لهُ سوى التمسكِبالكرسيّ والمنصب. وهنا يقفُ الناخبُالعراقي،شامخا رأفةَ رأسهِ بكلِ كبرياء، حر الإرادة،يتأملَالأسماءَ أمامه، ويقلبَ الأوراقَ بعينِ بصيرة، ليختارَمنْيستحقُ أنْ يمثلهُ حقُ التمثيل، لا منْ يستغله. إنها لحظةُوعيٍومسؤولية، لحظةٌ يقررُ فيها كلٌ عراقيٌ أنْ يسهمَبصوتهِ في بناءِعراقٍ ديمقراطي، أساسهُ العدلُوالصدقُ والأمانة، لا على الوعودِالكاذبةِ والمصالحِالضيقة. فلنترك أصحاب الولائمِ الانتخابية،والوعودُالخادعة، والمناصبُ الملوثةُ بالمالِ الحرام، ولينتخبْمنْيحملُ في قلبهِ خشيةِ الله، وفي عقلهِ مشروعَ وطنٍ كبير. قالَتعالى: ( يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ وكونوا معَالصادقينَ) ،وقوله تعالى (ولا تلبسونَ الحقُ بالباطلِوتكتموا ألحقَ وأنتمْتعلمونَ ) .
إنَ صوتكَ الثمين، أيها الناخبُ الكريم، ليسَ ورقةً فيصندوقٍفحسب، بلْ هوَ موقفٌ أمامَ اللهِ والتاريخِ ، فاخترْ منْ يجعلُمخافةَ اللهِ في قلبه، لا منْ يملأُ جيبهُبالمالِ الحرام، قبلُ أنْ تبللَإصبعكَ بالحبرِ الأزرق. اخترْمنْ ينطقُ بالحق، ويعملَ به، ويصونَالأمانة، لا منْيغرقُ في الملذاتِ والمنافعِ الشخصية.
ولنتذكرْ جميعا أننا مهما اختلفنا في الرأي، فإنناسنتوحدُ أمامَالمحاكمةِ الإلهيةِ العادلة ، حيثُ لا يشفعُمال ولا جاه ولا حزبسياسي، وإنما الأعمالَ الصادقةَهيَ التي تشهدُ لأصحابها. كما في قولهُ تعالى: ( فمنْيعملُ مثقالَ ذرةِ خيرٍ يراه، ومنْ يعملُمثقالَ ذرةِ شرٍيراهُ ) .
أيها الناخبُ الكريم: الثلاثاءُ القادمُ – امتحانٌ صعب– سيتحددُاختياركَ في الصدقِ أوْ المحاسبةِ الإلهية.