تحديات خلف كواليس صناديق الانتخابات 2025..!
كتب / علي الخالدي ||
توجد قضايا كبرى نغفل عنها، وربما جرى إخفاؤها عمدًا لأننا لم نكن مستعدين لتحمّل حقيقتها.
نذهب إلى صناديق الاقتراع ونحن نظن أن الانتخابات مجرد عملية تصويت لاختيار من نرغب أو نشتهي، لكن الواقع أعمق بكثير.
فالانتخابات في العراق ليست مجرد ممارسة ديمقراطية، بل امتداد لصراع طويل بدأ منذ عام 2003 مع المشروع الأمريكي الذي حاول فرض ديمقراطيته الخاصة — ديمقراطية الشذوذ والانحلال الأسري والجندر — في مجتمعٍ محافظٍ متجذّرٍ بقيمه الدينية والاجتماعية.
وفي المقابل، يخوض العراق معركة شرسة أخرى ضد الإرهاب المدعوم من بعض الأنظمة الخليجية التي تخشى انتقال التجربة السياسية العراقية إلى شعوبها.
فقد سعت تلك الأنظمة إلى تحويل العراق إلى مستقر للإرهاب، كما فعلت لاحقًا في ليبيا مع “حفتر”، وفي سوريا مع “الجولاني”، وفي السودان مع “الفاشر”.
إن الديمقراطية في العراق تمثل تهديدًا وجوديًا للأعراب، وتحديًا واضحًا للمشاريع الأمريكية المتعاقبة من بوش الأب والابن إلى أوباما، فترامب، ثم بايدن.
الناخب لا يكتب نعم في ورقة الاقتراع، بل يقول لا للديمقراطية الأمريكية، والإرهاب الخليجي.
وهكذا تبقى الانتخابات والحكومات في العراق محاولات نسبية لخلق مساحة من الاستقرار، وحماية ما تبقّى من دماء الشيعة، ريثما تكتمل المسيرة وتصل الأمانة إلى المليك الأكبر، الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه الشريف).