الانتخابات…شهادة نزاهة لا تسقطها الاتهامات والاكاذيب
كتب / ا. غالب الحبكي
من السهل ان نغرق في سرد الماسي والاتهامات، لكن الاصعب، والاشرف هو ان ننتقل من دور الشاهد الى دور المصلح ان كان ما ذكر في كل المنشورات ليس صحيحا… ذلك أن المسؤولية لا تقع فقط على الجماعة الذين لعبوها صح(كما يقولوا) بل على كل من شهد، وسكت وكل من باع صوته ثم كتب منشورا يندب فيه الحال.
الانتخابات ليست مسرحا للفضائح الموسمية بل مراة للمجتمع، وان من يشتري الصوت لا ينجح الا لان هناك من يبيعه، ومن يهدد المنتسبين لا ينجح الا اذا كان هناك من يرضخ دون توثيق شيأً لم نشهده، او أننا نخشى المواجهة فهل نكتفي بالبكاء على فساد نعرفه، ام نبدأ ببناء قاعدة بيانات توثق هذه الانتهاكات، فهل ياترى نكتفي بالقول “خربانة” ام نصلح انفسنا وننظم صفوفنا.
ان من يريد التغيير اليوم ياساده لا يكتفي بالمنشورات بل يؤسس قاعدة معلومات دقيقة يفضح فيها بالارقام لا بالانطباعات، ويواجه الفساد بالحقائق لا بالتحسر..؟
فمن كان موظفا في المفوضية، وشاهد هذه التجاوزات لماذا لم يوثقها لماذا لم يرفعها الى الجهات الرقابية، او الاعلام المستقل.
ومن يعرف ان بعض الشباب باعوا اصواتهم لماذا لا يفتح حوارا معهم بدلا من ادانتهم، والفقر لا يعالج بالادانة بل بالبدائل.
فمن يريد الطريق الى الاصلاح، فلماذا لا يبدأ من الداخل من تحويل الغضب الى فعل، ومن تحويل الشهادة الى وثيقة…. لا يكفي ان نقول، الانتخابات كانت فاسدة بل يجب ان نسأل ماذا فعلنا نحن هل وثقنا هل واجهنا…هل نظمنا انفسنا ام اكتفينا بالمنشورات وكيل التهم الباطلة.