تنامي أصوات الشيعة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة..!
كتب / وسام عزيز
شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة تنامياً وتفوقا ملحوظاً في الأصوات التي حصلت عليها القوائم الشيعية التي دخلت متفرقة ، وهو تطوّر يمكن تفسيره من خلال ثلاثة محددات رئيسة التنظيم الداخلي، وتماسك القوائم، وطبيعة الخطاب السياسي للمكوّنات الأخرى، خصوصاً السنّية والكردية ، فضلا عن المتغيرات الإقليمية.
المتسارعة
أولاً: التنظيم الحزبي وتراكم الخبرة الانتخابية
القوى الشيعية تمتلك قاعدة تنظيمية واسعة ممتدة في المحافظات الجنوبية والوسطى وحتى الشمالية ، إضافة إلى خبرة انتخابية تراكمت منذ 2005. هذا التنظيم مكّنها من إدارة العملية الانتخابية بفاعلية، سواء عبر حشد الجمهور، أو ضبط العمل داخل المراكز، أو استثمار شبكة الدعم الاجتماعي والخدمي المرتبطة بهذه القوى.
ثانياً: تماسك القوائم الشيعية مقارنة بمنافسيها رغم الخلافات الداخلية بين الكتل الشيعية، فإنها غالباً تدخل الانتخابات بقوائم أكثر استقراراً من نظيراتها السنّية والكردية التي تعاني من انقسامات متكررة. هذا التماسك يعزّز وضوح العنوان السياسي ويمنح الناخب شعوراً بأن صوته سيذهب إلى قوة قادرة على التأثير، مما يرفع معدل المشاركة لصالح هذه القوائم.
ثالثاً: الخطاب السني المستفز واستشعار الخطر الإقليمي: الخطاب السياسي لبعض القوى السنية، الذي ركّز خلال الحملات على قضايا الهوية أو التحالفات الخارجية، دفع جزءاً من الجمهور الشيعي إلى الالتفاف حول قواه التقليدية بدافع “التحصين السياسي”.
كما أن التوترات الإقليمية خصوصاً صراع النفوذ في العراق ولّدت شعوراً عاماً لدى الناخب الشيعي بوجود تهديدات محتملة تستدعي التصويت للقوى الأقرب إلى تمثيل الهوية والمصالح المجتمعية.
واعتقد ان هذه الانتخابات ستؤسس لمسار لعشرة سنوات قادمة.