رئيس مجلس الوزراء القادم ليس مفاجئاً..!
كتب / علي عنبر السعدي ||
في أنشودة لمحمد عبد الوهاب يردد فيها “أخي جاوز الظالمون المدى- فحقّ الجهاد وحق الفدى” كانت مصر ومعها العرب ،في حالة يرثى لها ،بعد ان تجاوزت اسرائيل في اهانتهم كل الحدود .
العرب لم يبقوا على حالهم وحسب ،بل ازدادوا مهانة ،فيما ازدادت اسرائيل كل المديات في اهانتهم .
لم يخرج من حكام العرب من تجاوز تلك المعادلة ، رغم تغير أسماء رؤساء الحكّام في بعض بلدانهم .
في العراق ،أريد له أن يعود لبيت الطاعة ، لاديمقراطية ولا صناديق اقتراع ، بل حاكم أوحد ،فتجاوزوا أقصى مدياتهم مع العراق : ارسلوا الاف الانتحاريين ،وضجت صحفهم وفضائياتهم ومنابرهم بصوت واحد :اقتلوهم – انهم مارقون .
تدرجت المراحل ،من العنف المفرط ممثلاً بالقاعدة وداعش ،الى العنف السياسي والاعلامي ،الى افساد الضمائر والعقول من داخل ((البيت ))ذاته ، وباستغلال الديمقراطية ذاتها .
لكن العراقيين وبعنادهم المعروف ،أطفأوا النيران بأيديهم ودماء ابنائهم ،ليحافظوا على حريتهم ،حتى لو استغلها اعداؤهم وحولوها ضدهم .
جاءت الحكومة الأولى محاطة بالأحداث العاصفة ،وتلتها الثانية والثالثة ،وكل حكومة تحاول ان تطفئ أحزمة النار، وكل منها أدى دوراً ،بعضه بارزاً ،وبعضها متراكماً .
مايلفت الانتباه ،ان اياً من رؤساء الوزارة السابقين ،لم تجدد له ولاية – بل لم يكمل المدة- فلم تتجاوز مدة رئاسته الوزراء عاماً واحداً ،أو عامين – فأياد علاوي من 28 حزيران (يونيو) 2004 إلى 6 نيسان (أبريل ) 2005. تلاه ابراهيم الجعفري من 7نيسان ( أبريل) 2005 إلى 20أيار ( مايو) 2006 ، ثم نوري المالكي ـ 20 آيار / مايو 2006 – حتى14 آب 2014،جاء بعده حيدر العبادي 8 أيلول( سبتمبر) 2014، حتى 25 تشرين اول (أكتوبر 2018) .
جاءت حكومة عادل عبد المهدي من 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 إلى 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 ،ثم مصطفى الكاظمي في 7 أيار (مايو 2020) حتى 27 تشرين الأول سنة 2022 ، ليأتي بعدها محمد شياع السوداني منذ 2022- حتى 2025 .
قراءة هذه الخريطة في رئاسة الوزراء ،تشير الا ان ذلك المنصب ،كان مهتزاً ومعرضّاً للإطاحة ،ولم يشهد استقرارا في تثبيته الا في زمن نوري المالكي ،وهو الوحيد الذي تولى مرتين متتاليتن ، رغم الظروف العاصفة التي شهدها العراق .
واليوم ،بات العراق بحاجة الى تثبت دولة يحكمها القانون بعدالة ،ويخضع الجميع لذلك القانون دون استثناءات وولاءات جانبية ،لذا فالمرحلة أشبه بالبدايات ، ومنصب ضحوا من أجله بالكثير ، بعد ان (جاوز الظالمون المدى) .
هناك ثلاثة من كبار رجال الاطار – حسب تقديري – سيدفعون بترشيح المالكي لولاية جديدة هم : الخزعلي – العامري – المندلاوي ،أما الحكيم ،فالارجح انه سيكون الوحيد المتحفظ – وليس الرافض – لكن تحفظه لن يستمر طويلاً .
هذا ماتظهره معطيات المشهد ، لكن السياسة فن حساب المحتملات وصنع الممكنات ،ولأشيء يدخل في المطلقات .