edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. طيف التوحد : خطر يهدد الأطفال ويتطلب مساندة الجميع
طيف التوحد : خطر يهدد الأطفال ويتطلب مساندة الجميع
مقالات

طيف التوحد : خطر يهدد الأطفال ويتطلب مساندة الجميع

  • اليوم 17:27

كتب / د. باسل عباس خضير…
التوحد أو الذاتوية  ( Autism ) ، هو أحد أنواع  الاضطرابات المرتبطة باضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف الذاتوي ( Autism Spectrum Disorders - ASD) ، و من المحتمل ظهور  ( التوحد ) في سن الرضاعة وقد يظهر قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات ، وتظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد ، كما تشير البحوث أن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد على الدوام في الكثير من البلدان  ، ورغم إن ( التوحد ) يشغل اهتمام الكثير ( أفرادا وباحثين وعوائل ومؤسسات ) إلا انه لم يصنف كمرض بشكل مؤكد وصريح ، والصدمة التي تواجه عوائل أطفال  التوحد بأنه  لم يثبت علميا حتى اليوم أن اضطراب طيف التوحد يشفَى تماما ، فعلاجه لا يمكن بإبر او شراب او حبوب او حتى عمليات جراحية ، فالعلاج والتدخل يتم من خلال مجموعة من البرامج العلاجية والتاهيلية المختلفة المصممة حسب احتياج كل طفل ، وتشمل هذه التدخلات ( علاج النطق والتخاطب ، العلاج الوظيفي ، العلاج الطبيعي ، العلاج الأسري ، العلاج الاجتماعي ، العلاج بالتغذية والأدوية )  وهي علاجات أثبتت جدواها في الكثير من الحالات ، ورغم إن أطفال طيف التوحد يستطيعون الالتحاق بالتعليم وبمراحله المختلفة ، إلا إن  من الصعوبات التي تواجه بعض  الأسر بان ذلك يتم   بشرط توفر  القدرات الإدراكية واللغوية لدى الطفل وعدم شدة الأعراض السلوكية  وتوافر المهارات الاجتماعية ، وقد يحتاج بعض الأطفال لبرامج تعليمية وتمهيدية  خاصة داخل المدرسة ، ويتم ذلك بمساعدة المختصين ومعلمي التربية المختصين  ، وقد يكون هناك دمج جزئي لبعض الطلاب من خلال وجودهم في فصول خاصة ، وربما  يدمجون في أوقات الأنشطة الحركية والفسحة وغيرها من الأنشطة الطلابية المتنوعة .
والتفاعل مع حالات التوحد والسعي للعلاج وتقليل الآثار والأضرار ليس ترفا ،  وإنما واجبا أوجده القران الكريم في عدة نصوص ،  ومنها قوله تعالى « وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ » (النساء 36) ، .وقوله تعالى « وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۚ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ » (الإسراء 31) ، وفي السنة النبوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» (متفق عليه) ، وفي النصوص الوضعية الوطنية ،  فقد اوجب قانون الصحة العامة رقم 89 لسنة 1981 على وجوب توفير  العناية الصحية البدنية والعقلية والنفسية لكل مواطن ، كما وضع  دستور البلاد لسنة 2005 نصوصا عدة تلزم العناية بالإنسان والحفاظ على حياته وكرامته وحقه في الحياة ، وهناك جهات محلية تدعم أطفال  وعوائل التوحد ومنها ، إدارة الصحة والنفسية والعصبية في وزارة الصحة التي تدير مركز بغداد الحكومي للتوحد وتشرف على المراكز في المحافظات ، ووزارة التربية من خلال برامج التعليم الخاص والغرف المصدرية التي تدعم المصابين بطيف التوحد ، وتتولى العتبة الحسينية إدارة 11 معهدا لرعاية أطفال التوحد في بغداد والمحافظات ، وتسهم بذلك أيضا الجمعيات الأهلية ومنها ( الأمل ، التوحد  ، غيرها ) ، كما توجد مراكز متخصصة حكومية وأهلية  في إقليم كردستان .
وللجامعات العراقية ( باعتبارها مراكز للعلم والبحوث والريادة  والإبداع  )  دورا في مجال إعانة المجتمع في مواجهة التوحد ، فقد أقيمت ندوات ومؤتمرات في مركز الدراسات التربوية والأبحاث النفسية في جامعة بغداد  بهذا الخصوص ، كما استضافت جامعة القادسية ندوة تعريفية حول طيف التوحد ، وشاركت جامعة التراث في تقديم دراسات عن العوامل البيئية والجينية المرتبطة بالتوحد ، ولا تزال جهود مركز البحوث النفسية في جامعة بغداد متواصلة لوضع معايير موحدة للفحص والتشخيص على مستوى العراق ، ولعل الحدث الأبرز بهذا الخصوص هي تلك الجهود العلمية للجامعة التقنية الوسطى حيث تعقد تشكيلاتها ( المعهد الطبي التقني / بغداد )  مؤتمرات علمية تخصصية منتظمة حول اضطرابات طيف التوحد .

و تحت شعار ( أطفال التوحد : طاقات ، إبداع ، استثمار ) ، أقامت الجامعة التقنية الوسطى المؤتمر العلمي الدولي التخصصي الثالث لاضطراب طيف التوحد ، برعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبإشراف وحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور وضاح عامر حاتم ، وتم عقد المؤتمر يوم الخميس 11 كانون الأول 2025 ، وتضمن أربعة  محاور  علمية ( الطبي ، النفسي ، الاجتماعي ، التعليمي ) ، وشاركت بأعماله العديد من الجامعات العراقية والمراكز البحثية المتخصصة و الباحثين من البلدان العربية والأجنبية ممثلة ب ( مصر ، الأردن ، كندا ، ماليزية ، الولايات المتحدة الأمريكية ) ، وحظي المؤتمر بدعم ورعاية كريمة من جهات عدة أبرزها ( جامعات : المأمون ، العين ، أوروك ، الهادي ، المصطفى ، معهد عشتار الطبي ، وكلية المنصور الأهلية ، والجمعية العراقية للمكتبات والمعلومات ، ومكتب أسوار العلمي ، وشركة القائم لتجارة أجهزة العلاج الطبيعي ) .
وبخصوص دور الجامعة اتجاه  أطفال التوحد قال الأستاذ الدكتور عامر وضاح عامر   رئيس الجامعة : هذا المؤتمر ليس حدثا علميا فحسب بل هو التزام أخلاقي وأنساني اتجاه شريحة تحتاج منا الرعاية والعناية والبحث العلمي ، إذ يسلط المؤتمر على الأبعاد الأربعة لاضطراب طيف التوحد انطلاقا من رؤية تهدف إلى تمكين هذه الفئة وتعزيز قدراتهم ليكونوا أعضاء فاعلين ونافعين في المجتمع ، ويأتي انعقاد مثل هذه المؤتمرات من حرص الجامعة على التواصل المحلي والدولي لاستثمار وتوظيف العلوم والتطبيقات في معالجة الظواهر والصعوبات التي تواجه العالم ومنها مجتمعنا العراقي ، فالجامعة لم تعد صرحا أكاديميا وإنما شريكا مع قطاعات المجتمع لتبادل المنفعة في كل المجالات ، وجامعتنا التقنية الأقرب لتحسس الحاجات وتوفير الحلول ، نظرا لتعدد اختصاصاتها وضمها العديد من التشكيلات التي تركز على التطبيق ولمكانتها العلمية ، فهي تضم 36 قسما طبيا وصحيا من  146 قسما علميا ، وهي الجامعة التي دخلت 28 تصنيفا عالميا للجامعات ، وأضاف لذلك رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عميد المعهد الطبي التقني / بغداد الأستاذ الدكتور لطيف علوان موسى : إن أطفال التوحد ليسوا اقل قدرة او إمكانية بل هم عالم فريد مليء بالطاقة والإبداع ينتظر فقط من يقترب منه بحب ويفتح له أبواب الفهم والدعم ، فكثير منهم يمتلكون قدرات استثنائية في عدة مجالات مثل الذاكرة والموسيقى والفنون والتفاصيل الدقيقة والبرمجة ، وما يحتاجوه ليس الشفقة بل البيئة التي تحترم وتحتضن اختلافهم وتنمي مواهبهم وقدراتهم ، وان مسؤوليتنا جميعا اسر وتربويون ومختصون ومؤسسات أن نغير النظرة التقليدية اتجاه التوحد وان ننتقل من التركيز على التحديات للتأكيد على القدرات فكل طفل مهما كانت صعوباته يحمل في داخله موهبة تنتظر من يستثمرها ، لذلك نحن هنا للعمل معا من اجل أن يكون طفل التوحد قادرا على التعلم والتواصل والمشاركة والإبداع ، فكل خطوة دعم نقدمها اليوم هي خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقا وعدلا وإنسانية ، ونتطلع في مؤتمرنا هذا إلى حوار مفتوح وبناء وأفكار مبتكرة تسهم في صنع مستقبل أفضل وواعد لأطفالنا وعوائلهم .
وتخلل المؤتمر إلقاء و مناقشة  البحوث العلمية المقبولة التي أعدت  من قبل أساتذة وباحثين مختصين  من داخل وخارج العراق ، والتي شملت ( اضطراب طيف التوحد : أسبابه علاجه علاماته واهم المقاييس التشخيصية والتقويمية ،  التوحد : توظيف الذكاء الاصطناعي في التشخيص والتدخل المبكر لتحسين قدرات أطفال اضطراب التوحد ، رحلة النطق واللغة لأطفال التوحد ، صعوبات التعلم لدى أطفال اضطراب طيف التوحد ، الإمراض المصاحبة لاضطراب طيف التوحد لدى الأطفال ،  الاحتياجات التعليمية الخاصة لأطفال طيف التوحد ،  الركائز الأساسية لاندماج أفراد طيف التوحد بشكل فعال في مجتمع شامل ،  الإجهاد قبل الولادة وطيف التوحد ، تعريف وتصنيف وعلاج الالتهابات العصبية المزمنة المسببة للتوحد ،  التغذية وأطفال طيف التوحد ،  تعزيز اضطراب طيف التوحد )  ، واختتم المؤتمر بالتوصل إلى مجموعة من التوصيات ذات العلاقة باضطراب طيف التوحد والتي يمكن تبنيها كمنهاج عمل وإسناد ، وسيتم إبلاغ مضامينها للجهات ذات العلاقة بالموضوع ومتابعة ذلك ، كما تم الشروع  والتحضير لانعقاد المؤتمر الرابع ( القادم ) إن شاء الله .
وطيف التوحد يتطلب إسناد جهات عديدة للعمل الجمعي لمساعدة الأطفال المصابين وعوائلهم بما يضمن تقليل الآثار والانعكاسات السلبية وتحقيق نتائج  أفضل تنعكس على الفرد والعائل والمجتمع ، تتمثل في :
- التشريع والتمويل : إصدار قوانين صريحة  تضمن حق كل شخص في التشخيص المبكر والعلاج المجاني ، وتخصيص ميزانية ثابتة لدعم المراكز المتخصصة والتدريب الأكاديمي للأخصائيين .
- بناء شبكة وطنية : إنشاء مراكز تشخيص وعلاج في كل محافظة ، تتوفر فيها  وسائل نقل ميسرة للأسر مع ربط هذه المراكز بجامعات البحث لتبادل الخبرات وتطوير البرامج العلاجية .

- تدريب الكوادر : تنظيم دورات مكثفة ل : أطباء الأطفال ، معلمي التعليم الخاص ، أفراد الأمن والخدمات الاجتماعية حول كيفية التعامل مع حالات التوحد واحترام حقوقهم .
- التوعية المجتمعية : إطلاق حملات إعلامية مستمرة ( تلفزيون، وسائل التواصل الاجتماعي ، مساجد ) توضح أن التوحد ليس مرضا معديا كما لم تثبت علميا بشكل مؤكد انتقاله من خلال الأبوين .
- دعم الأسر : تقديم إعانات مالية أو تخفيضات ضريبية للأسر التي لديها فرد مصاب، وإنشاء مراكز دعم نفسي واجتماعي تقدم استشارات وورش عمل لأولياء الأمور .
- التعاون الدولي : الاستفادة من برامج المنظمات العالمية ( WHO, CDC, Autism Speaks ) لتبني أفضل الممارسات وتحديث المناهج التشخيصية و العلاجية .
- حقوق قانونية : ضمان إدراج التوحد ضمن الإعاقات التي تستحق الحماية القانونية ، وتفعيل آليات الشكوى ضد أي تمييز أو إهمال .
وربما بتطبيق هذه الخطوات يصبح المجتمع أكثر شمولاً ورحمة ، وتتحقق العدالة الاجتماعية للأشخاص المصابين بطيف التوحد وأسرهم .
ملاحظة : شكرا Meta Al رفدنا بالمستجدات

الأكثر متابعة

الكل
الانواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال ‎12‎ ساعة الماضية

الانواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال ‎12‎...

  • محلي
  • 7 كانون الأول
الأنواء تعلن بدء تأثير الحالة الجوية على العراق

الأنواء تعلن بدء تأثير الحالة الجوية على العراق

  • محلي
  • 7 كانون الأول
الأنواء الجوية: استمرار هطول الأمطار في بغداد حتى ظهر الأربعاء

الأنواء الجوية: استمرار هطول الأمطار في بغداد حتى...

  • محلي
  • 8 كانون الأول
الانواء الجوية توضح اوقات شدة الامطار ومناطق الذروة

الانواء الجوية توضح اوقات شدة الامطار ومناطق الذروة

  • محلي
  • 8 كانون الأول

اقرأ أيضا

الكل
طيف التوحد : خطر يهدد الأطفال ويتطلب مساندة الجميع
مقالات

طيف التوحد : خطر يهدد الأطفال ويتطلب مساندة الجميع

العبودية التامة لأمريكا..!
مقالات

العبودية التامة لأمريكا..!

سلاح المقاومة ونهجها في المرحلة المقبلة “بين التحدي والصمود”..!
مقالات

سلاح المقاومة ونهجها في المرحلة المقبلة “بين التحدي والصمود”..!

الإعلام بين مطرقة الحقيقة وسندان التزييف
مقالات

الإعلام بين مطرقة الحقيقة وسندان التزييف

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا