شبح المكارثية يجوب المدن الأمريكية
كتب / مهدي قاسم
يبدو أن سياسة ترامب العنصرية اعادت الروح التعسفية المقيتة إلى المكارثية سيئة الصيت مجددا ، ولكن في هذه المرة بدلا من ان تكون ضد اليسار الشيوعي كما كانت في خمسينيات من القرن الماضي ، فأنها باتت موجهة ضد المهاجرين والمقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية ..
حتى أصبح كل مهاجر حديثا ، و حتى قديما في أمريكا يشعر بأنه سيكون مستهدفا في أية لحظة قادمة بالإجراءات القسرية و المهينة المذلة حيث تجري عملية اقتياده إلى مراكز التجميع و الترحيل ، إلى أن يُبت في أمره بعد إجراءات طويلة وواسعة مرهقة ومملة و بطيئة ..
وهو الأمر الذي يعني الشعور الدائم بالخوف و القلق لمجرد وجود الشخص الأجنبي ، حتى ولو بإقامة رسمية و صالحة ، إذ أن الشبهات و الظنون المسبقة تحوم فوق كل المهاجرين والمقيمين إلى أن تقرر دائرة الهجرة و الإقامة بأن شخصا معينا غير مشمول بمثل هذه الإجراءات و بالتالي لن يُلقى القبض عليه و يرحل آجلا أنم عاجلا ..
وهو نفس الشعور بالخوف والقلق و الاضطراب الذي كان ينتاب أولئك المثقفين و الفنانين و الكتاب و المخرجين في خمسينيات القرن الماضي بسبب قانون مكارثي الذي شرع من أجل محاربة وقمع المحسوبين ــ ــ أحيانا مجرد ظن فحسب ــ على اليسار الشيوعي أو الماركسي الأمريكي ، حيث مارس أساليب المحاربة و القمع و الملاحقة و حتى الطرد من العمل ..
: هامش ذات صلة :
* ( فيلم وودي آلن الذي يعالج فترة “المكارثية” في أمريكا هو فيلم “الواجهة” (The Front)، االفيلم الذي أُنتج عام 1976، وهو يسخر من الحقبة السوداء للمكارثية ومطاردة المشتبه يُتهم بالشيوعية في هوليوود، حيث يقدم قصة عن كيفية تأثر حياة الكتاب والمثقفين بتلك الحملات، مع التركيز على المحاكاة الساخرة لتلك الفترة العصيبة. )
ـــــــــــــــــــــــ
“ ( المكارثية (McCarthyism) حملة قمع سياسي واضطهاد في الولايات المتحدة خلال الأربعينيات والخمسينيات، قادها السيناتور جوزيف مكارثي، اتسمت بتوجيه اتهامات بالخيانة والتعاطف مع الشيوعية بدون أدلة، مما أدى إلى محاكمات وملاحقات وتشويه سمعة آلاف الأشخاص في الحكومة والمجتمع، وخلقت جوًا من الخوف والشك (يُعرف بـ “الخوف الأحمر”).
أهم خصائص المكارثية:
اتهامات لا أساس لها: اتهام الأفراد بأنهم شيوعيون أو جواسيس للسوفييت دون تقديم أدلة قوية.
اضطهاد سياسي: استهداف المعارضين السياسيين، خاصة اليساريين، في الجيش، والحكومة، وصناعة الترفيه (القائمة السوداء في هوليوود).
نشر الخوف: خلق حالة من الذعر العام من “الخطر الشيوعي” الداخلي وتجسس السوفييت.
استخدام المنابر: استغل مكارثي منصبه كرئيس لجنة فرعية في مجلس الشيوخ لإجراء جلسات استماع علنية ومثيرة للجدل.
تأثير مدمر: أدت إلى فصل آلاف الأشخاص من وظائفهم وتدمير سمعاتهم وحياة الكثيرين.
الخلاصة: المكارثية تعني ممارسة سياسية تعتمد على تصفية الحسابات السياسية، والاتهام بالعمالة للعدو، وبث الخوف، وغالباً ما تكون بلا دليل، بهدف تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية )