ترامب يبيع ويشتري ويستخفّ بالعرب ولا احترام للضعفاء
كتب / د. محمد أبو بكر
هو تاجر عقارات، يحسبها بالليرة، حتى في العمل السياسي، فهو لم يبتعد أبدا عن مهنته الرئيسية، ويمارس كل أشكال العهر، عديم الخجل، لا يستحي من أحد، لا يعرف الدبلوماسية، فالتاجر أو المقاول لا يهمه سوى مايدخل جيوبه من أموال، لا يهم أبدا طريقة الحصول عليها.
نحن العرب، أكرم خلق الله، منحناه ترليونات الدولارات، الخير كثير عندنا، لا بأس أن نمنحه كل ما نملك، فهو حامي الحمى، والمدافع عنا، هو حليفنا الاستراتيجي، نتعامل معه الندّ بالندّ، لا تصدقّوا هذه أبدا، ولكننا سنبقى على عهدنا بشيخنا دونالد ترامب، وماعليه سوى أن يأمر، ونحن علينا الطاعة، أليس هو وليّ الأمر، كما يقول مشايخ السلاطين الأوباش؟
ماعلينا ؛ الرجل اكتشفنا على حقيقتنا، عرّانا، بتنا نخجل من أنفسنا، يتلاعب بنا، يستخفّ بالأمة كلها، شعوبا وقادة، من همالتنا وصلنا إلى هذه الحالة، حتى صهره كوشنر، لا يرانا، لا يأبه بنا، وفوق ذلك قمنا بدعمه بأكثر من ملياري دولار، بصراحة الرجل يستحق أكثر، فهو زوج البنت المدللة، وعلينا واجب دعم شركاته، وجهوده الخيّرة في إحلال السلام وتهجير أهل غزة وإقامة الريفيرا على شواطيء القطاع.
ترامب يزداد استخفافا بنا، نستحق أكثر من ذلك ، فالوصول لهذه الحالة من الوضاعة والإستكانة، جعل ترامب يتخذ قرارا بمنح هضبة الجولان لكيان الاحتلال، وكما يقول البدو .. هدية مامن وراها جزيّة ، ثم يكتشف ترامب بأن قيمة الجولان تقدّر بترليونات الدولارات، فبات يعضّ أصابعه ندما، ولكنه لم يندم بالفعل، فما منحه للكيان يعتبر من العبّ للجيبة، كما يقال!
ترامب تصرف بالجولان وكأنها مُلك له ، ورثها عن والده ، أو عن اللي خلّفوه ، يهبها كيفما شاء ، والعرب لا يأبهون لذلك ، وكأن الجولان ليست أرضا عربية ، وكيف لهم الإهتمام بالجولان وقد باعوا فلسطين سابقا ، وهاهم يساومون على بيع غزة ؟
باختصار.. ترامب يستخف بكل المنطقة وشعوبها، وكما أقولها دائما، شعوب أصابتها البلادة، لقد فرّطنا في كل شيء، لم يبق شيء إلا وقمنا ببيعه، ربما نبيع آخر ورقة توت، حينها تعال وشوف وعلى المكشوف !
متى يأتي الوقت الذي نعيد فيه الإحترام لأنفسنا وأمّتنا، ونعيد كرامتنا المهدورة، والشرف العربي الذي لم يعد موجودا؟ متى نعيد مجد الأمة التي تخلّت عن أشرف خلق الله ، المقاومة الباسلة، في فلسطين ولبنان واليمن والعراق ، هذه المقاومة التي تواجه اليوم سهام حقد أعمى من الشقيق القريب قبل العدو؟
هذا العالم أيها السادة، لا يحترم الضعفاء، نحن ضعفاء، وأقلّ من مستوى الضعف، ولذلك لا نحظى بأيّ إحترام، لأننا سمحنا لتاجر مجنون أن يتحكّم بمصيرنا، وبأوطاننا، يبيع ويشتري، في حين نقوم نحن بدور شهود الزور، ثمّ نبصم بحوافرنا على بياض!