لا توجد حرية رأي مطلقة
كتب / نعيم الهاشمي الخفاجي ||
نحن نعيش في عالم متوحش القوي يأكل الضعيف، عالم تحكمه مصالح ولامكان للقيم به أبدا، العالم الغربي القوي المسيطر تنعم شعوبه في الحرية والأمن والأمان ولديهم متسع واسع من حرية الرأي، هذا خالص للعالم الغربي فقط، أما عالم العرب والشرق الأوسط فهو يعيش في الظلمات والتخلف بسبب قيام دول الاستعمار في رسم حدود دول عربية ودعم أشخاص عملاء ليكونوا حكام على الدول العربية الناشئة لخدمة الاستعمار واضطهاد الشعوب العربية، مشاكل العرب من دول الاستعمار القديم والحديث.
لاتوجد حرية مطلقة على الإطلاق عند كل دول البشرية ماعدا حرية الإنسان في نفسه الداخلية، ورغم وجود هذه الحرية الشخصية لكن هذه الحرية الشخصية أيضا لها ضوابط وحدود بالنسبة للبشر من أصحاب الديانات السماوية فهذه الحرية الشخصية تخضع لقيم وثوابت تتطابق مع تعاليم الله عز وجل، إن أساء الإنسان المتدين يحاسبه الله عز وجل، كذبك الحال مع البشر من اتباع الديانات الوضعية فهم مقيدون بضوابط أصحاب الديانات الوضعية ومقيدون في أقوال المفكرين والفلاسفة، لايوجد بشر بالعالم يسير بوحده بدون أن يتبع ديانة سماوية أو وضعية، الشعوب الحية اجتهدت في جعل الدساتير هي الحاكمة وليس الاشخاص، بحيث الدستور يتضمن بفقراته كل الأمور التي تنظم حياة البشر وتضمن له الرخاء والرفاهية.
هناك حقيقة الحرية المطلقة بدون ضوابط فإنها تعني الفوضى المطلقة، إن الحرية لا بد أن تكون لها حدود تقف عندها ولا تتعداها، فحرية الشخص يجب أن تقف عندما تبدأ حرية الآخر حتى لا يحدث تصادم بين الحريات ويبدأ الصراع، لذلك حرية الرأي مقيدة، ولايمكن الإساءة إلى عقائد وقيم الآخرين باسم الحرية، وإلا أصبحت الحرية مصدرًا للصراعات، بل دول الاستعمار تستعمل حرية الرأي لخدمة مصالحها في استهداف دول عربية ومسلمة لأسباب تتعلق في رفض تلك الدول مبدأ الانبطاح والذل والعمالة لدول الاستعمار الحديث الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان والعدالة والمساواة.
نشاهد حملات اعلامية كبرى وصرف مليارات الدولارات ليس لمحاربة الفقر والجهل والأمراض الفتاكة التي تفتك بشعوب الدول الفقيرة وإنما هذه الحملات حملات مزيفة في محاولة فرض ثقافة معينة على شعوب العالم الفقيرة، يقحمون كل المناسبات سواء كانت مطالب جماهير بشعوب معينة للمطالبة في إصلاحات داخلية، يدخلون في اسم الحرية وهم يدعمون أنظمة دكتاتورية مجرمة تحكم شعوب عربية بعقلية بدوية متخلفة، يستغلون المناسبات الرياضية، للترويج لثقافات مرفوضة من قبل شعوب العالم الثالث، قيم الحرية تقول أن حريتك تنتهي عندما تتجاوز حرية الآخرين، وما نشهده اليوم ليس تعدياً وحسب، بل تطاول على العادات والقيم، والمعتقدات والأديان ، وكل ذلك يتم باسم الحرية، ليس جديدا اقحام الرياضة بالسياسة، في اولومبيات موسكو تم مقاطعة البطولة الاولومبية بسبب تنظيم السوفيت لها بذلك الوقت، وفي الأحداث الحالية أيضا قرارات الاتحاد العالمي للرياضة يخضع إلى قرارات سياسية لدول كبرى متنفذة، هناك بعض الأمور لا استطيع ان اقولها لأنها تسبب لي مشاكل لااملك قدرة على ردها لذلك ملزم بالصمت وقبول ذلك بروح رياضية عالية، انا شخصيا اضطريت إلى التوقف عن الكتابة في الأمور السياسية في الفيس بوك وتويتر بسبب إغلاق الحسابات، مجرد تكتب كلمة عادية تأتيك رسالة انت تجاوزت القوانين المسموح بها….الخ وعليه يتم حضرك من الكتابة مضاف لذلك الفيس بوك وتويتر لديهم مجلس أمناء منهم الاخوانية الشوفينية توكيل كرمان عضوة بهذا المجلس تصدؤ فتاوى بحضر حسابات لاتسير مع رغباتها الطائفية والشوفينية.
أما بالدول العربية وبالذات الخليجية الوهابية لايعرفون حق المواطنة والعدالة والمساواة فهم يعيشون بالعبودية والذل ونحن في بداية الألفية الثالثة.