"الطارمية" ... مدينة خذلتها الحكومات.... فتحولت وكراً للدبابير!!!
كتب /:جواد ابو رغيف...
تقع "مدينة الطارمية" شمال العاصمة بغداد بمسافة (40) كم، كانت تتبع دارياً محافظة ( صلاح الدين)، قبل ان يلحقها النظام السابق سنة ( 1997) بمحافظة بغداد، تبلغ مساحتها (100000) دونم، ما يقارب (137)كم2 ، ويبلغ عدد سكان المدينة بحسب احصاء 2014 (50000) الف نسمة، وتبلغ مع القضاء (91000) الف نسمة، يتكون القضاء من ثلاث وحدات ادراية ( ناحية المشاهدة ـ ناحية العبايجي ـ ناحية ابو سريويل)، وتظم قرى مشهورة مثل ( قرية الطابي ـ قرية الشيخ حمد )، وبسبب كثرة مزارعها وكثرة وجود حقول الدواجن فيها وحقول الاسماك، اضافة الى تربية المواشي، فهي تعد مدينة مكتفية ذاتياً.
تحول الجغرافيا لعنة
زادها موقعها الجغرافي الممتد على نهر دجلة بين مدينة بعقوبة شرقاً والتاجي جنوباً والدجيل شمالاً، والرابط بين اربع محافظات عراقية ( بغداد ـ صلاح الدين ـ ديالى ـ الانبار)، بلاء ونقمة بعدما حولتها الجماعات الإرهابية الى وكراً لتنفيذ عملياتهم الارهابية ضد الشعب العراقي، داخل القضاء والمحافظات العراقية سيما المحيطة بالطارمية، مستغلين بعض امكانيات الاهالي المادية والمعنوية بسبب وفرة الثروات، والمتمثلة جمع الزكاة ( الاتاوات)، ووجود حاضنة ارهابية بايعت " داعش" أبان سقوط المناطق سنة 2014، والتزمت ببيعتها للتنظيم الارهابي، ثم عادت الى منطقة الطارمية بصفقات سياسية دون تدقيق امني، ما منح الجماعات الارهابية اصدقاء على الارض يرصدون له رؤوس الاموال وتحركات القطعات الامنية والمتعاونين مع القطعات الامنية من ابناء المنطقة الذين ذاقوا ذرعاً من تصرفات الجماعات المسلحة المتمثلة بجمع الزكاة بالقوة والتهديد بالقتل، وعمليات استهداف القطعات الامنية، وبالتالي عدم استقرار المدينة.
بقايا عصابات يحتضنهم ساسة!
يعرف اهالي المدينة أن هؤلاء ليسوا عقائديين بل هم بقايا عصابات مجرمة متمردة على النظام تحاول تأجيل مصيرهم المحتوم، وهناك شعور لدى اهالي المدينة بأن البعض من سياسي المكون السني يسعون لأدامة عمليات المسلحين، لدفع الحكومة الى اتخاذ اجراءات امنية رادعة بضمنها تهجير اهالي المدينة، ومن ثم الاستيلاء على اراضيهم الزراعية، يساعدهم بذلك جنس تلك الاراضي كونها عقود زراعية، جميعها قد استنفذت عقودها!.
مدينة الطارمية بين سندانين!
سندان بقايا الجماعات الارهابية المسلحة وهم بالعشرات لا غير، وبين سندان بعض سياسيين السنة الذين يتظاهرون بالدفاع عن المدينة مع أي توجه حكومي لتطهيرها من العصابات المسلحة بداعي الاستهداف الطائفي، والاهالي يعرفون جيداً غايات هؤلاء السياسيين وهي الاستحواذ على اراضيهم الغنية، ويعزي بعض الاهالي قوة تلك العصابات المسلحة الى قوة علاقاتها مع بعض شيوخ العشائر في المنطقة وامتداداتهم الاجتماعية التي توفر لهم قاعدة بيانات عن المتعاونين مع الدولة ليتم تصفيتهم كما حصل مع الكثيرين، وكذلك الى فقدان الثقة بين المواطن والدولة، ويشير المواطنين الى وجود رغبة سياسية للبعض والعصابات المسلحة بأستفزاز القوات الامنية لشن عملية عسكرية كبرئ لتعميق الفجوة بين الاهالي والقوات الامنية، ما يصب بمصلحة الجماعات المسلحة ورغبة السياسيين لتحقيق اهدافهم على حد سواء.
دعوات زج الحشد !!!
لتطهير المنطقة تحتاج الى قراءة متأنية من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة، فواقع المدينة يحتاج الى خطوات دقيقة محسوبة الى فك الاشتباك بين كثير من الحقائق، وعلينا أن ندرك أن العمليات المسلحة بمدينة الطارمية تقترن بحراك سياسي تدفعه الكثير من الاهداف منها خفي وواضح، وعلى الرغم من استجابة القيادة لمطالب الرأي العام، تم مسك بعض القواطع من قبل اللواء (12) حشد شعبي، لكن القوة لا تستطيع أن تقوم بعمليات امنية تجاه المسلحين، وقد فقدت سبعة قياديين لحد الآن بسبب تربص الساسة الطائفيين لأي تحرك تقوم به، وعدم تخويلها بصلاحيات لردع تلك العصابات، وهي بموقف تامين قاطع المسؤولية لا غير، ويرى بعض المختصين بالأمن جملة من الخطوات لتأمين المدينة أهمها:ـ
1ـ تجفيف البحيرات لقطع مصادر التمويل المالي.
2ـ مراقبة المشاريع الاستثمارية في المدينة وضمان عدم دعمها للإرهاب.
3 ـ الاستعانة بالكاميرات الحرارية والجهد الاستخباري، ونصب الكمائن الليلية المستمرة.
4ـ استخدام الطائرات المسيرة، فالواقع يشير الى سقوط المنطقة بيد العصابات المسلحة ليلاً .
5ـ اعادة التدقيق الامني على الاهالي، فكثير ممن انضموا الى داعش من الاهالي والقوات الامنية الذين اعلنوا توبتهم الى داعش قد عادوا الى المدينة دون رقابة امنية ويرجح انهم مصادر معلوماتية للعصابات الارهابية.
6ـ عدم السماح للأهالي التقرب من القوات الامنية، فبعضهم مصادر للعصابات المسلحة تم تجنيدهم والسماح لهم بالتقرب من القوات الامنية.
7ـ تدقيق موقف بعض منتسبي القوات الامنية من اهالي المدينة ممن اعلنوا توبتهم لداعش ثم عادوا للخدمة بنفس المناطق، ويفضل نقل المنتسبين من اهالي الطارمية الى محافظات اخرى .
8 ـ توفير الحماية الامنية للأهالي المتعاونين مع القوات الامنية، بعدما تعرض بعض هؤلاء الى الذبح امام عوائلهم بسبب تعاونهم مع القوات الامنية، وبالتالي نجحت العصابات المسلحة في حرمان القوات الامنية من الاصدقاء على الأرض.
9 ـ متابعة بعض شيوخ العشائر المتعاونين مع داعش ، فهم سبب عدم استقرار المدينة.