اغتيال الحقيقة من فيالق الإعلام الكاذب
كتب / نعيم الهاشمي الخفاجي ||
عاصرنا الأحداث العاصفة منذ عام ١٩٨٠ وليومنا هذا، من وقوع حروب طاحنة، واسقاط أنظمة، وتهيكل حلف وارسو و المنظومة السوفياتية،ورأينا حروب القوقاز وأحداث الشيشان، وتهيكل يوغسلافيا، ورأينا مساعدة جورج بوش الأب نظام صدام الجرذ في قمع انتفاضة آذار بوسط وجنوب العراق، وحسب مذكرات نيرمان شوارزكوف قائد عملية عاصفة الصحراء الذي هزم قوات نظام صدام بحرب الكويت، أن الرئيس بوش أخذ بطلب الملك السعودي فهد بعدم دعم الانتفاضة والسماح لصدام بقمع الانتفاضة لأنها تعني تحرر الشيعة.
الحقائق دائما تكون مغيبة، رأينا الأكاذيب هي المسيطرة على الإعلام وتغيب للحقيقة، أصبح الضحية مجرم والمجرم معتدل وديمقراطي، الأكاذيب وتغيب الحقيقة بتطور كبير بعد دخول الوسائط الجديدة للاتصالات الحديثة، هذه الوسائط الحديثة في الكذب لم تشهدها حروب العالم من قبل، حتى أصبح وزير إعلام الديكتاتور الألماني غوبلز لا شيء أمام ما يفعله الإعلام العالمي الحالي، غوبلز صاحب نظرية «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، ارحم من المؤسسات والفيالق الإعلامية الحالية، بل غوبلز كذاب بطرق بدائية وليس مثل كذابي اليوم، الجشع لدى الرأسمالية ليس له حدود، وتزييف الحقائق بات هو ديدن الحروب التي تقودها الرأسمالية والتي أباحت كل شيء ولم يبقى شيء أخلاقي محترم يمكن الوثوق به عندهم.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية والصحف منبع أساسي إلى الخداع والكذب، هذه الأكاذيب تحرك عملاء الطابور الخامس المرتبطين بالقوى الكبرى للعبث في أمن الكثير من البلدان التي لا تسير في ركب قوى الاستعمار، اجهزة إعلام اليوم التي باتت تدعم صحة أخبارها الكاذبة بظل وجود برامج تعطي المشاهد صور وبالالوان، وتقنيات ومؤثرات للصوت بحيث أدخلت العالم في كذب حقيقي يصعب عدم تصديقه.
الدول الاستعمارية وأدواتها يبررون وقوع الحروب بطرق ظاهرها الانتصار للمظلوم والدفاع عن العدالة ونشر الديمقراطية والعدالة، في وقت هم يدعمون أنظمة بدوية تنشر الإرهاب والتكفير والكراهية، بل وصلت الحالة صنعوا عصابات ارهابية لمقاتلة دول وتدمير شعوب لاتسير في ركب الرأسمالية المتوحشة، في وصية عبدالعزيز سعود لأولاده يعتبر عز السعودية في إذلال الشعب اليمني، للاسف أوهام مبنية على ظنون وشكوك غير صحيحة، مهما كانت التبريرات والشعارات للحروب، فإن نتائج الحروب الدمار والموت واليتم والتشرد والاجرام وفقدان الطابع الإنساني البشري.
لا يمكن ان نحمل توحش الرأسمالية فقط في اتباع أساليب الكذب في تزييف الحقائق وتشويه سمعة الخصوم، في موقع مفتي السعودية الشيخ ابن باز فتوى رقم ١٠٥٢ تم سؤال مفتي السعودية هل يجوز الكذب في تشويه سمعة الأعداء، فكان جواب الشيخ بن باز، هناك حديث رواه الترمذي وصححه الألباني عن أم كلثوم بنت عقبة قالت، ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، لا أعده كاذباً الرجل يصلح بين الناس، يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها. قال صاحب عون المعبود نقلاً عن الخطابي، والكذب في الحرب أن يظهر من نفسه قوة، ويتحدث بما يقوى به أصحابه، ويكيد به عدوه. انتهى كلام ابن باز.
في قضية الصلح يمكن التخفيف من الصراع ما بين المختلفين لكن الكذب على من يختلف معك مباح في اسم الحرب والتقرب إلى الله عز وجل هذا منافي إلى أخلاق رسول الله ص وإنما حديث وضعه الضال معاوية وتلقفه الحشوية وشيخهم ابن تيمية ومن بعده الوهابية لتشويه سمعة الآخرين وبطرق مبتذلة وقذرة ونتنة.
عمليات كذب وسائل الإعلام على المتلقين بات يقلق الكثير من الباحثين، فمعظم الدراسات المُعتبرة التي أنجزتها مراكز بحوث معززة في القيام بعمليات استطلاع رأي موثوق بها، أفادت بأن 80 في المائة على الأقل من المستطلعة آراؤهم في مختلف دول العالم، أقروا بأنهم «وقعوا فريسة أخبار زائفة»، وأن «المنبر الأساسي لنشر المعلومات المضللة تمثل في مواقع التواصل الاجتماعي».
هناك حقيقة لايوجد شيء اسمه انفلات في مواقع التواصل الاجتماعي وإنما هناك دول استعمارية تقف وراء تزييف الحقائق، لتحقيق أهدافهم و مآربهم.
عندما تدفع دول البداوة الوهابية الأموال الطائلة إلى عشرات بل مئات من كتاب وصحفيين ومن كلا الجنسين من الكتاب والصحفيين الشيوعيين واليساريين الذين تنكروا لقيهم وقبلوا بالكتابة في الخليجية أو استضافتهم للحديث في قنواتهم الفضائية، ونشر اخبار لتشويه سمعة القوى الرافضة للانبطاح والذل، فإن هؤلاء الممسوخين الاوباش الذين تتصلوا من قيم كارل ماركس والقوى اليسارية لأجل الريال والدرهم والدينار والدولار،فهؤلاء بفضل مقالاتهم وكتاباتهم وهرائهم فقد شاركوا بشكل كبير في اغتيال الحقيقة والموضوعية في نقل الأخبار، من المؤسف تجد كتاب شيوعيون عراقيين ولبنانيين يشاركون في
الكذب وتزييف الحقائق أمثال عدنان حسين و…الخيون وهدى حسيني وفلان وعلان ومصطفى فحص وغيرهم والقائمة تطول فهؤلاء لهم دور في الكذب على الناس ودعم مشاريع القوى الاستعمارية الطامعة بثروات دول الشرق الأوسط.
هناك أقوال تتحدث عن الحقيقة، في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملاً ثوريّاً. وهناك قول آخر يكشف زيف أكاذيب التماسيح البشرية من دول الحضن الطائفي الوهابي، القول يقول ياسادة ياكرام، الكلمات قد تكذب، ولكن التصرفات دائماً تقول الحقيقة، كلمات المسؤولين بالحضن الطائفي تعريها تصرفاتهم واحقادهم الطائفية المقيتة والتي تكشف حقيقة حقدهم البدوي الأعمى ضد كل من هو شيعي، يفترض في ساسة المكون الشيعي العراقي بالقليل يكون بينهم تفاهم وتعاون وليس بالضرورة أن تكون بينهم وحدة اندماجية.
في الختام، يقول كارل ماركس، الأهداف النبيلة تتحقق بالوسائل النبيلة وليس بالمكر والخديعة، ويقول الإمام علي بن أبي طالب ع سيد البلاغاء، لولا كرهي للخديعة لكنت أدهى العرب. ويقول الإمام علي بن أبي طالب ع في قول آخر، إن طريق الحق موحش لقلة سالكيه.
تبا وتعسا لكل منافق ومنبطح ومنسوخ تنكر لقيمه ومبادئه وقبل لنفسه أن يكون ماسح أحذية لدى دول الرجعية العربية، أحد الشيوعيين عراقي يعدوه أديب ومفكر ادهشني رأيته بقناة فضائية سعودية بيده صورة يقول هذه صورة جدي شيخ العشيرة الفلانية يسقبله الملك السعودي عبدالعزيز سعود، الأخ أصبح عشائري، في وقت هذا كان ينعتني بالتخلف والرجعية لكوني متمسك بقيم وتقاليد اهلي وأبناء قومي.