بإنتظار صفعة الأسد ..!
كتب / منهل عبد الأمير المرشدي ||
اصبع على الجرح .
وانا أتابع المشهد العملياتي للمنجز الحكومي في العراق لحكومة السيد السوداني وبين التفاؤل الحذر والترقب المحاط بأكثر من تساؤل وفق ما نسمع من تصريحات متناقضة لبعض اطراف العملية السياسية التي وكما يبدوا انها تعمل ضمن النوايا المبيتة لأفشال عمل الحكومة . تلوح في أفق ذاكرتي حكاية أخرى من حكايات جدتي التي كان اغلب ابطالها من حيوانات الغابة التي كانت تنطق وتتكلم كما تقول جدتي ..
فقد خرج الاسد والذئب والثعلب يوماً للصيد فإصطادوا بقرة وغزالة وأرنب فقال الاسد للذئب .. سوف اوكل لك مهمة تقسيم هذا الصيد بيننا واطلب منك ان تكون عادلا ومنصفا في التقسيم .
قال الذئب للاسد : نعم يا جلالة الملك وانت ملك الغابة وتعلم انه من الأفضل أن تكون الحصة على قدر الجثة فأنت ايها الاسد المبجل المحترم أكبر جثة منا جميعا لذلك ستكون البقرة لك وأما الثعلب فهو صغير الحجم وسيكون الارنب حصته واما أنا ولإني متوسط الحجم فالغزالة لي ..
إشرأبت عيون الأسد ورفت شواربه وبان الغضب عليه ولطم الذئب بصفعة على وجهه اسقطه ارضا وفقعت منها احدى عينيه وسأل الدم من منخريه .. صمت الذئب وصمت الثعلب وصمتت كل حيوانات الغابة بجميع كتلها ورؤسائها واحزابها وزعمائهم ومنظماتها الحيوانية وسائر الحيوانات الأليفة والمتوحشة . لم يطول الصمت كثيرا حيث التفت الاسد بعد ذلك الى الثعلب وقال له ما رأيك انت ايها الثعلب كيف تكون القسمة…؟
تمالك الثعلب اعصابه وتنحنح وترندح متملقا خاضعا لملك الغابة الغاضب وقال له : ايها الاسد أنت سيدنا وملكنا وتاج رؤوسنا و( العزيز انت . . انت ) لذلك فإن القسمة الصحيحة والقسمة المنطقية والعادلة التي ترضي الله وترضي الضمير وترضيك وترضينا جميعا نحن وكل الحيوانات هي ان يكون الارنب فطورك ….. والبقرة غذاءك ….. والغزال عشاءك . كشر الأسد مبتسما وزئر زئير القانعين بهذه القسمة ( العادلة ) وقال له : نعم الرأى رايك ايها الثعلب ولكن من أين تعلمت هذه الحكمة والعدالة والإنصاف في التقسيم . فقال الثعلب تعلمت الحكمة يا سيادة الأسد من عين الذئب .
انتهت حكاية جدتي لكن حكايتنا لم تنتهي بعد ويبدوا انها ستطول كثيرا بإنتظار من يمتلك القدرة على الصفع قبل القول لمن لا يصلح الا بالصفعة تلو الصفعة وسنبقى شئنا أم ابينا بإنتظار صفعة الأسد .