عشرون عاما على الغزو.. والاحتلال.. والتواجد الأمريكي في العراق
كتب / فواد الكنجي
بدأت عملية (غزو الأمريكي للعراق) في 20 آذار من عام 2003، ومنذ ساعات الفجر الأولى توالت الغارات (الأمريكية) الغاشمة والقصف الجوي.. وانفجارات.. وإطلاق صواريخ العابرة للقارات والمحيطات باستهداف الجسور.. وبنايات.. ومنشات الحكومية.. والمصانع.. والمعامل.. ومعسكرات الجيش.. ومواقع الأمنية.. والمطارات.. ومحطات الوقود والغاز في (بغداد) وكل محافظات (العراق)، وقد بلغ عدد الطلعات الجوية أكثر من 1700 طلعة جوية؛ بينما كانت صواريخ عابرة للقارات يطلقها العدو (الأمريكي) من المحيطات وعبر القارات تقصف بوحشية مدن (العراق) والعاصمة (بغداد) لترويع المواطنين وإيقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا بين صفوف المدنيين الأبرياء، تلك هي جريمة (الأمريكان) ضد (العراقيين) والتي بقت لحد الآن دون محاسبة…………؟
و من يحاسبه هؤلاء الطغاة في عصر فرضوا هيمنتهم عليه وضاعت فيه القيم الإنسانية والعدالة…………؟
من…………!
الصدمة والرعب.. مشاهد مأسوية.. لن تمحى من الذاكرة العراقية
انطلق (الأمريكان) بعملية غزو واحتلال (العراق)؛ بعملية – سميت هذه العملية كما هم وصفوها – بعملية (الصدمة والرعب)، حيث التهبت سماء المدينة بتفجيرات صواريخ الطائرات التي كانت تنفجر وتنفلق بكثافة هائلة فوق مدينة (بغداد) ومن كل صوب وحدب لأثار الرعب والخوف بين صفوف المواطنين؛ بينما كان رجل المقاومة (العراقية) من الجيش والأمن يفتحون نيران أسلحتهم لمقاومة طائرات وصواريخ العدو (الأمريكي) بمقاومات ارض– جو وبكل أنواع الأسلحة والصواريخ وبشكل كثيف ضد طائرات العدو.
ليسود جو كئيب في كل بقاء ومدن (العراق)؛ والناس تراقب وحشية استهدف (الأمريكي) لمدنهم، لان (الأمريكان) الأوغاد خططوا من وراء عملية التي أطلقوا عليها بـ(الصدمة والرعب) بان يشنوا هجوما كاسحا يستخدمون كل أنواع الأسلحة وبإطلاق قوة نارية بكثافة هائلة ونوعيتها الصاعقة وبما تحدثه النيران من الدمار الهائل؛ من اجل شل حركة قطاعات العسكرية (العراقية) وقدرتهم على رد الفعل والمقاومة؛ فيجبرونها على الفرار وعدم المواجه .
ورغم فارق القوة ونوعية الأسلحة التي كان يستخدمها العدو (الأمريكي) وحلفاءه؛ إلا إن (الجيش العراقي) بأسلحته التي لا يمكن أن تقارن مع أسلحة (الأمريكان) آنذاك؛ إلا انه حقق انجازات ميدانية في ساحات المعارك – هنا وهناك – واستطاع إن بوقع خسائر فادحة في صفوف قواته؛ حيث بلغ عدد القتلى من القوات (الأمريكية) ما بين 4500 إلى 7000 ألاف قتيل (أمريكي)؛ بينما بلغ عدد المصابين من الجيش (الأمريكيين) 32 ألفا عسكري، مع ما كان يحدث في ساحات المعارك باستخدام العدو أسلحة وصواريخ متطورة مشبعة بـ(اليورانيوم المنضب) المحرمة دوليا، والتي تسبب أمراض جلدية وسرطانية مرعبة؛ ما زال سكان (جنوب العراق) يعانون منها لحد هذه اللحظة وخاصة من مرض (السرطان)، ليتصاعد مشهد الغزو واحتلال (العراق) رويدا– رويدا باحتلال أراضي (العراق)، وبارتفاع أزيز الطائرات التي ما انكفأ أزيزها ينقطع من أجواء (العراق)؛ وهي تقصف بوحشية مدن وأحياء السكنية في محافظات (العراق)، ونشطت الآلة العسكرية (الأمريكية) تساندها قوات التحالف والتي ضمت أكثر من ثلاثة وثلاثون دولة شاركت قوات الاحتلال بقيادة (الولايات المتحدة الأمريكية) لاحتلال (العراق)، حيث تم حشد قوات قوامها أكثر من 200 ألف جندي (أمريكي)؛ وخمسة وأربعون إلف جندي (بريطاني)؛ وإلفين جندي (استرالي)؛ ومئات من جنود (بولنديين) وأكثر من ثلاثة وثلاثون من جنود دول العالم الأخرى من دول شاركت في عدوانها على (العراق) ينفذون أوامر (الولايات المتحدة الأمريكية) لغزو دولة لها سيادة واستقلال وعضو في (الأمم المتحدة) وفي كل المنظمات الدولية والحقوقية وجامعة دول العربية .
احتلال العراق بحجج واهية
نعم قد احتل (العراق) وبكل أساليب قذرة ووحشية؛ وبما رافق هجومهم الغادر قصف (العراق) والعاصمة (بغداد) بصواريخ الطائرات و صواريخ عابرة للقارات ومن المحيطات، على الرغم من عدم وجود تفويض من (الأمم المتحدة( بتنفيذ مآربهم الدنيئة باحتلال (العراق)، وكانت تبريرات التي انطلقت منها الحرب (الأمريكية) على (العراق) هي بكونه يمتلك أسلحة الدمار الشامل والتي تبين لاحقا زيفها وعدم واقعية ادعائهم المزيف، ليتخذوا من ذلك ذريعة لاحتلال (العراق)؛ ولكن ما خفي من أهداف كان لها أبعاد ذات بعد عميق ومهول في التأثير؛ ليس على مستقبل (العراق) فحسب بل على مستقبل المنطقة برمتها، لان هناك دوافع إستراتيجية خطيرة هي التي دفعت للآلة العسكرية (الأمريكية) لاحتلال (العراق) وعلى رئسها المصالح الاقتصادية و– تحديدا – ما يخص إنتاج النفط؛ لان استخراج النفط في (العراقي) أقل كلفة مقارنة مع باقي آبار النفط في الكثير من دول العالم وغني بمخزوناته، إضافة إلى موقع (العراق) الجيواستراتيجي بكونه يتوسط وقريب من (روسيا) و(الصين) بما يجعلها تتمكن من حد امتداد نفوذهما في (أسيا) و(إفريقيا) اللتين تتوجس من قوتهما وتسعى لمراقبتهما عن كثب .
يوم مشؤوم في تاريخ العراق المعاصر
اصطدم (العراقيين) بدخولهم في يوم اسود مفجع في تاريخهم المعاصر؛ ليشهدوا وبأم أعينهم كيف تدخل قوات الاحتلال (الأمريكي) إلى العاصمة (بغداد) في (التاسع من نيسان من العام 2003 ) .
وفي مثل هذا اليوم المشؤوم؛ أعلن المحتل (الأمريكي) سيطرته على العاصمة الحبيبة (بغداد) وباقي (مدن العراق)؛ بعد إن تم لهذا العدو الغاشم إسقاط (نظام الحكم في العراق) وسيطرته على مقرات الجيش ومعسكراته، وبعد تدمير جميع آلياته الحربية وقوته الجوية؛ عين المجرم (جورج بوش – رئيس ولايات المتحدة الأمريكية) آنذاك – حاكما مدنيا في (العراق) بقيادة الحاكم (بول بريمر) الذي أعلن قرارا جائرا بحل (الجيش العراقي) والذي أسرع على تفكيكه مع كل الأجهزة الأمنية وكل مقومات الدولة، ليتركوا البلاد تعيش حالة من الفوضى العارمة لم تشهده البلاد طوال تاريخها الحديث، لتسارع قوات الاحتلال انتشارها بشكل غير مسبوق على طول وعرض الأراضي (العراقية) وبدون سابق إنذار، لتضرب (الولايات المتحدة الأمريكية) عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية.
الشركات الأمنية المرافقة لجيش الأمريكي تعبث بأمن الدولة والمواطنين
اخذ الجيش (الأمريكي) الغازي يمارس أبشع وسائل القمع ضد الشعب (العراقي)؛ بعد إن تصاعد المد الجماهير لمقاومة المحتل لطردة من البلاد، فتعرضت قوات الاحتلال (الأمريكي) في كل مدن وقصبات (العراق) – و بشكل يومي– إلى عشرات من العمليات القتالية ضدهم من تفجير عرباتهم المدرعة المنتشرة في شوارع مدن (العراق) واستهداف جنوده؛ التي كانت تنتهك ابسط قواعد لحقوق الإنسان بقيامهم بالاعتقالات عشوائية للمواطنين و إطلاق رصاص حي ضدهم، كما كانت تفعل مجموعة (بلاك وتر) الإرهابية التابعة للجيش (الأمريكي)؛ ومما ارتكبته هذه الشركة الأمنية في (العراق) هو مقتل سبعة عشر مواطن (عراقي) وإصابة أكثر من عشرين مواطن في (ساحة النسور) وسط (بغداد) ناهيك عما فعلته في باقي مناطق (العراق)، ويذكر بان هناك أكثر من (ستة وسبعون) شركة أمنية خاصة (أمريكية وأجنبية) رافقت الجيش (الأمريكي) لغزو (العراق)، وقد ساهم الكثير منها بحسم بعض المعارك في جبهات القتال، ويذكر بان هذه الشركات قامت بتنفيذ جرائم بحق المدنيين (العراقيين) وهو عزلهم من الوظائف الحكومية وتحقيق معهم بشكل استفزازي وإطلاق تهم باطله ضدهم لاعتقالهم دون سابق إنذار؛ وتحديدا شركة (بلاك وتر) وشركة (هليبورتون) وشركة (دين كورب) وهي شركات أمنية خاصة مهامها كان يرتكز على القتل.. وبث الرعب.. والصدمة.. والخوف؛ بين صفوف المواطنين، حيث كانوا يداهمون بيوت الناس وقيام باعتقالاتهم وإخضاعهم لتعذيب الشديد، وينسب لهذه الشركات – فحسب – بأنها قتلت أكثر من (مائتين) عامل و(خمسمائة وثلاثون) أستاذ جامعي؛ تم اغتيالهم وتصفيتهم في سجن (بوكا) من قبل هذه الشركات الأمنية الخاصة – و سجن (بوكا) انشأ من قبل الجيش (الأمريكي) في جنوب (العراق) إثناء الغزو – كما وتم جرح أكثر من (مليوني) مواطن (عراقي) وتهجير قسري ونزوح أكثر من (أربعة مليون عراقي) فضلا عن سرقة ملايين دولارات من المصارف الأهلية والحكومية؛ وكذلك تم سرقة ألاف قطع من الآثار ومخطوطات تاريخية نادرة من المتاحف (العراقية)، وقد جاء ذلك في أيطار الحرب على ذاكرة (الشعب العراقي) وحضارته وتاريخه، ومع كل هذه الجرائم التي ارتكبت علق وزير الدفاع (الأمريكي) آنذاك ( دونالد رامسفيلد) بقوله:
((.. بان ما يحصل من جرائم في العراق و تدمير؛ بأنها أشياء اعتيادية تحدث إثناء الحروب..)) .
وهنا من حقنا إن نسال ( دونالد رامسفيلد): إن كانت كل هذه الجرائم الدموية الشنيعة التي ارتكبها (الأمريكان) بحق (العراقيين) الأبرياء هي جرائم اعتيادية؛ فيا ترى ما هي شكل الجرائم الغير الاعتيادية التي ارتكبوها في (العراق)………….؟
………………!
جرائم الأمريكان ضد سجناء العراقيين الأبرياء
نعم إن كل هذه الجرائم التي ارتكبها المحتل (الأمريكي) في (العراق) هي جرائم وحشية قذرة ارتكبت لبث الرعب والصدمة بين صفوف الشعب لجعل (الشعب العراقي) رهينة بيد (الأمريكان) بقوة سلاحهم الغادر؛ فمارسوا بحقه شتى أنواع التعذيب حتى الموت والإذلال؛ بل قام العدو (الأمريكي) بفتح سجون سرية وعامة وخاصة؛ اكتظت بأناس أبرياء زجوا فيها لمجرد اتهامه بالمقاومة أو تأييد للنظام السابق، وكان لظهور ما يمارسونه بحق السجناء (العراقيين) في سجن (ابو غريب) في صور مسربة من اعتداء عليهم جنسيا أو ترويعهم بواسطة (كلاب بوليسية) أو بتصرفات مشينة لا يمكن ذكرها لقذارتها ووحشيتها؛ والتي إدانتها كل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان؛ حيث أساءوا (الأمريكان) معاملة السجناء داخله، وما ارتكبوه (الأمريكان) في سجن (ابو غريب) ما هي إلا حالة من ألاف الحالات التعذيب والاعتداء الجنسي والتنكيل بالسجين وهو مقيد ومعصوم الأعين، حيث وصل عدد المحتجزين من (العراقيين) في سجون (أمريكان) داخل (العراق) خلال اقل من عامين من احتلالهم للبلاد إلى أكثر من (خمسين ألف) محتجز (عراقي) في سجن (ابو غريب) ناهيك عن عدد السجناء في سجون آخري وخاصة في سجن (بوكا) في جنوب (العراق) وسجن (التاجي) والقائمة تطول؛ دون توجيه اتهامات إليهم أو مثولهم أمام المحاكم، وكان القمع والاضطهاد إلا صورة واضحة لحالة الاعتداء الواضح على حقوق الإنسان في سجون المحتل بما كان يمارسه العدو (الأمريكي) بحق (العراقيين) الأبرياء اللذين زجوا في سجون وهم أبرياء، وقد تعرض عدد كبير من أبناء (الشعب العراقي) إلى عمليات التصفية الجسدية على يد الآلة العسكرية لقوات المحتل.
مليون شهيد عراقي.. راح ضحية الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق
وخلال العقد الأول والثاني من بداية الغزو (الأمريكي) أسفرت تقارير الأممية عن مقتل أكثر من (مليون مواطن عراقي)، ليخلف وراء هذا العدد الهائل من الشهداء ما يزيد عن (مليون أرمله) و وصل عدد الأيتام بنحو (ستة ملايين) يتيم؛ ونزوح وهجرة أكثر من (سبعة مليون) مواطن (عراقي)، لنكون إمام عشرات الآلاف من العوائل التي لم يعد لهم أي معيل لها، بعد إن قامت قوات الاحتلال بتجريد أكثر من ثلاثة ألف مواطن من الوظيفة العامة؛ وحرِم مئات الألوف من أعمالهم عن العمل اثر اصدر بحقهم تهم لا أساس لها، وبات أغلب المواطنين (العراقيين) عاطلين عن العمل؛ وقد رافق ذلك الكثير من التصرفات الوحشية من قبل (الأمريكان) باستخدام مخبرين وعملاء لهم من (العراقيين) ضعاف النفوس؛ ليتم الاستجواب معهم بشكل غير أخلاقي ولا قانوني؛ إضافة على ما كان يتم من الاعتقالات الجماعية وغيرها من تصرفات لا تتماشى مع حقوق الإنسان وقوانين العدل، مع ما كان يدعو به المحتل (الأمريكي) بان جاء إلى (العراق) لنشر الحرية والعدل والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ وهي شعارات مزيفه لا أساس لها على ارض الواقع؛ لان ما كان يشهده المواطن على ارض الواقع والحقيقة؛ كان عكس ذلك تماما .
العراق يشهد انزلاق امنيا خطيرا باصطفاف طائفي ومذهبي وقومي
وهذه الأوضاع المأسوية تركت في (المجتمع العراقي) شروخا اجتماعية كبيرة وخطيرة، ومما فأقم أوضاع (المجتمع العراقي) هو الانهيار الأمني وانتشار للجريمة المنظمة التي كانت تقف خلفها (القوات الأمريكية) وتحديد فرق (بلاك وتر) – السيئة الصيت – التي مارست اشد أنواع العنف.. والقتل.. والتعذيب.. والتخريب.. واعتداء على المواطنين بدون مبرر، وهذا الأمر أدى إلى انزلاق البلاد في دوامة العنف.. والعنف الطائفي.. والتميز بين الأقليات.. والديانات.. والمذاهب؛ لتتمخض رويدا – رويدا عن حالة جديدة لم يشهده (تاريخ العراق الحديث) من الاصطفاف الطائفي وصل ذروته ما بعد 2005 حيث القتل على الهوية.. والتهديد.. والتهجير ألقسري.. ولأسباب طائفية.. ومذهبة.. ودينية؛ مع ما كان يرافق ذلك من تصرفات غير أخلاقية ولا إنسانية من قبل قوات الاحتلال التي هي من كانت تمهد للانفلات الأمني في كل بقاع الوطن، فانتشرت فصائل الإرهابيين المسلحة والتي أخذت تعبث بأمن المواطن وسلامة الوطن؛ تقتل على الهوية.. وتسرق.. وتخرب مؤسسات الدولة.. وتساوم وتعطل مصالح المواطنين من أصحاب المصانع.. والمعامل.. والمتاجر، بل إن قوت الاحتلال هي من قامت بتدمير غالبية المصانع والمعامل والمنشات الطاقة الكهربائية؛ و ما تبقى منها أصابها عطل.. وإهمال.. ونهب..وتخريب؛ لينتج عن هذا التدمير بقاء عدد هائل من العمال بدون وظائف وبدون عمل؛ وهذا التدمير الصناعي رافق تدهور في قطاع الزراعة، ليشكل هذا التخريب المتعمد من قبل (الأمريكان) مؤامرة ضد (الشعب العراقي) لكي لا تقوم في البلاد أي بوادر لتنمية والتطور مهما كان شكلها – وهذا ما نلتمسه بعد عشرين عاما من الاحتلال وتواجد (الأمريكي) في (العراق) – بعد إن تم مصادرة مصادر الطاقة وأبار النفط ومنتجاته، فلم يعد في البلد أي مجال لتنمية الصناعية والإنتاجية؛ ليتم تدمير الاقتصادية (العراقي) بشكل كلي، لتنتشر في بلاد مافيا تساعدها وتساندها قوات الاحتلال بسرقة أموال الدولة؛ ما مهد لضعاف النفوس التسلق على حساب أهل الكفاءات في مؤسسات الدولة لينتشر الفساد المالي والإداري وتهريبها الأموال، وهذه الأوضاع جعل من منافذ الحدود بعدم وجود من يحميها منافذ لعبور لتهريب العملة الصعبة و مهربين المخدرات والأسلحة؛ وأخذت فصائل الإرهاب والخارجين عن قانون يدخلون ويخرجون بدون وجود من يحاسبهم؛ وكل ذلك كان يحدث بعلم أجهزة استخبارات قوات الاحتلال (الأمريكي) أو بمساعدتهم؛ ولأكنها لم تتدخل لان وجودهم في (العراق) بات يشكل عبئا لهم؛ بكونهم انشغلوا بحماية أنفسهم قبل أي شيء أخر؛ لان المقاومة والمقاومة الوطنية أخذت تتصاعد لإخراج المحتل من (العراق) .
المقاومة الشعبية تجبر الأمريكان إلى تسليم السلطة للعراقيين
وأدى هذا لانفلات الخطير للأوضاع الأمنية في عموم البلاد؛ بان تقوم (قوات المحتل الأمريكي) بإعادة التفكير ببناء (الجيش العراقي) والمؤسسات الأمنية وغيرها؛ بعد إن تيقنوا خطأ التصورات (الأمريكية) بحل (الجيش العراقي)، ولهذا قامت بإجراء بناء (الجيش العراقي) من جديد ولكن بصيغة إن يكون كرديف ومساعد لوزارة الداخلية لتصدي للأوضاع الأمنية المتدهورة في العاصمة (بغداد) وبقية المحافظات، إضافة على ما أخذت قطاعات الجيش المحتل تعاني من ضغوط نفسية وصحية سيئة؛ بعد إن أخذت معنويات الجنود (الأمريكان) تتدهور؛ وبعد إن وجدوا نفسهم يفقدون هيبتهم وتأثيرهم في الساحة (العراقية) تحت وطأة الفوضى التي عمت كل مدن (العراق) وصعود المقاوم ضد جنود المحتل سواء من (الشعب العراقي) ومن تنظيمات راديكالية الوافدة إلى (العراق) كتنظيم (قاعدة) و(دواعش)؛ إضافة إلى تعثر وفشل الإدارة (الأمريكية) في احتواء الوضع السياسي (العراقي)، لان في الفترة المحصورة ما بين عام 2011 و عام 2014 دفعت (الولايات المتحدة الأمريكية) إلى إعادة ترتيب وانتشار (القوات الأمريكية) في (العراق) نتيجة لعدم استقرار الأوضاع داخل (العراق) وتصاعد نبرة (مقاومة العراقيين) لهم؛ وثانيا انتشار فصائل الإرهاب ومنهم تنظيم (داعش) في المنطقة وتحديدا في كل من (العراق) و(سوريا)، فاضطرت (أمريكا) إلى زيادة عدد قواتها في (العراق) حتى بلغت ما يقرب من 5000 جندي بحلول العام 2020 مع عدم وجود أي الإستراتيجية واضحة للإدارة (الأمريكية) في (العراق) لا على مستوى نقل (العراق) لحال أفضل وتأسيس دولة ديمقراطية في (العراق).. وبناء اقتصاد الدولة.. وتحسين البيئة الزراعية.. والصناعية.. ولاقتصادية.. والأمنية.. وتطوير مؤسسات الفكرية.. والحضارية.. والتربوية.. والتعليمية؛ كل هذا لم يدرج في (إستراتيجية الأمريكية) لإعادة بناء (العراق) بعد إن تم تدميره من قبلهم لحجم القوة المفرطة التي استخدموها لاحتلال البلاد؛ فأشاعوا الخراب والدمار في كل مدن (العراق)، وبينما لم يكن هناك تغيير فعلي في الأهداف بعد العام 2011 وحتى العام 2014 وهذا الأمر عده الكثير من القادة العسكريين (الأمريكان) خطأ استراتيجيا كبيرا؛ لأنه فتح المجال أمام انتشار تنظيمات الإرهابية سواء من (القاعدة) أو من تنظيمات (داعش) في (العراق) و(سوريا)، وهو ما دفع (الولايات المتحدة الأمريكية) إلى إعادة القوات (الأمريكية) بعد العام 2014 حتى بلغت ما يقرب من 5000 جندي – كما قلنا سابقا – بحلول العام 2020؛ لان الأمر كان متعلق بمستوى المطلوب للحضور العسكري (الأمريكي)، كما إن التكلفة الباهظة أخذت تقصم ظهر المؤسسة (الأمريكية) في تمويل الحرب من دافعي الضرائب؛ ولم يعد دافعي الضرائب (الأمريكان) قادرين على تحملها، وهذا ما قاد (الولايات المتحدة الأمريكية) إلى تراجع وعدم التمسك بفكرة الهيمنة على العالم، بعد إن خلصت تقارير المرفوعة من خبراء عسكريين ومحللين السياسيين وباحثوا استراتجيين في (أمريكا) بان على المدى الطويل من مصلحة (أمريكا) دعم عملائها في (العراق) بما يخدم مصالحها في (العراق) لجعله بلد مستقر؛ لان في ذلك مصلحة تصب لصالح (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ و يخلق مناخ يخدم (الولايات المتحدة الأمريكية) بما لا يتطلب استمرار مهمة القوات القتالية بإعداد ضخمة في (العراق) بقدر ما يتطلب الحفاظ على وجودهم ضمن قواعد محددة وبقوات صغيرة يمكنهم الردع السريع وطلب المساعدة الفورية وفق ما يقتضيه الموقف والدرجة التي تكون معها مخاطر الوجود العسكري متوازنة مع مصالح الجيش (الأمريكي) في (العراق) والمكاسب التي تسعى (الولايات المتحدة الأمريكية) إلى تحقيقها؛ وهذا يتطلب بقائهم ولكن بإعداد قليلة مع إبقاء بعض من المستشارين العسكريين للمساعدة في تدريب وتطوير القدرات العسكرية (العراقية) حتى يتمكن (العراق) من الدفاع عن نفسه .
الأمريكان يوقعون مع العراق اتفاقية أمنية
ففي عام 2011 وبعد ثماني سنوات من نشر أكثر من 200 ألف جندي (أمريكي) للإحلال (العراق) وتغيير نظام الحكم قررت (أمريكا) – ولظروف التي ذكرناها سابقا – مغادرة الأراضي (العراقية)؛ علما بان هناك ثمة اتفاقية وقعت بين الجانبين (العراقي) و(الأمريكي) والذي أبرم عام 2008، وقد اتفق الطرفين ضمن تلك الاتفاقية بان يتم انسحاب القوات (الأمريكية) من المدن (العراقية) وتم ذلك في حزيران عام 2009؛ بحيث لم يعد بمقدور القوات (الأمريكية) التحرك من جانب واحد وباتت ملتزمة بالقوانين (العراقية) ابتداءا من الأول من كانون الثاني 2009؛ وفي أب 2010 أعلنت (أمريكا) انتهاء العمليات القتالية وإسراع في تخفيض عدد قواتهم القتالية بحدود خمسون ألف جندي (أمريكي) ابتداءا من الأول من أيلول 2010، يتم الشراكة بين القوات (الأمريكية) ونظيرتها (العراقية) في ستة وخمسون قاعدة عسكرية (عراقية – أمريكية)، وهناك الكثير من التفاصيل في هذه الاتفاقية.
وقد غادرت بعض من قوات الاحتلال من الأراضي (العراقية) قبل موعدها المقرر؛ حيث باشرت بالمغادرة من بغداد يوم 15 أب 2010؛ وعلى إن يتم انسحاب القوات (الأمريكية) القتالية من البلاد وبشكل نهائي في عام 2021 ، وانتهى عام 2021 ؛ ونحن الآن تجاوزنا الربع الأول من عام 2023 ولم تنسحب القوات (الأمريكية) ولم تغلق قواعدها الجوية والعسكرية المنتشرة في (العراق) .
وهنا يطرح السؤال نفسه؛ هل فعلا قوات الاحتلال (الأمريكي) تسعى في هذه المرحلة الانسحاب من العراق ………….!
………………..؟
الغموض يعتري حول مغادرة أمريكا أراض العراق
كل المؤشرات على ارض واقع تؤكد بان هناك مزيد من الغموض حول ترك (الولايات المتحدة الأمريكية) أراضي (العراق) نهائيا، لان هناك أكثر من تصريح لمسئولين (أمريكان) منهم من ينفي ومنهم من يؤكد .
والمرجح هو إن (الانسحاب الأمريكي) تم على الورق فحسب، لان المتحدث باسم البنتاجون ( جون كيربي) أشار من خلال مؤتمر صحفي قال فيه:
– ((أنه ليس هناك تغيير جوهري لعدد القوات في العراق لان العدد الذي سيبقى هناك في حدود 2500)) .
وحول طبيعة الانسحاب (الأمريكي) أكد الجنرال الأمريكي (ماكينزي) واضحاً دون لبس أو غموض ليقول:
– (( قواتنا باقية في (العراق)… تهديدات داعش والفصائل المسلحة تفرض علينا ذلك الأمر..)) .
لنفهم بان (الأمريكان) باقون في (العراق)، وواهما من يعتقد أو يظن بأن (المحتل الأمريكي) قد انسحب من (العراق)…………..!
نعم نقولها .. واهما.. من يعتقد أو يظن أن (المحتل الأمريكي) يسعى إلى الانسحاب من (العراق) في هذه المرحلة…………………….!
……………..!
فالاحتلال لا يزال متواجدا على الأراضي (العراقية)؛ ونحن اليوم نعيش في نهاية الربع الأول من عام 2023 ، بل ومازال جاثما على صدور (الشعب العراقي) من خلال وجود أكثر من قاعدة عسكرية (أمريكية) في (العراق)؛ وإنهم هم من يسيطر ويتحكم بالأجواء (العراقية)؛ وأيضا فان سفارتهم تتدخل بشان (العراقي) وهي من تصدر تعليمات بكل شيء.. وتتدخل في كل شيء، وكان أخرها وليس الآخر؛ تدخلها بأسواق المال والصيرفة (العراقية)؛ لدرجة التي اثر سلبا على الأوضاع المعيشية للشعب (العراقي)؛ التي هي أساسا كانت صعبة لارتفاع أسعار السلع الغذائية وكثرة العاطلين عن العمل، لان (الأمريكان) يفرضون شروطهم على الحكومة ورجال السلطة الذين لا يستطيعوا معصية أوامرهم وشروطهم التي تملأ عليهم بعد كل دورة انتخابات برلمانية وتشكيل الحكومة، بكون (الحاكم المدني الأمريكي – بول بريمر) حين نقل السلطة (الأمريكية) في (العراق) إلى حكومة (عراقية) مؤقتة؛ حدد إطارها العام بان تضم من خمسة وعشرون وزيرا يتم توزيع المناصب على أساس طائفي وقومي؛ حيث تم تخصيص ثلاثة عشر وزيرا بإدارة (شيعية) وخمسة وزراء بإدارة (الأكراد) وخمسة وزراء بإدارة (سنية) و وزيرا واحدة بإدارة (الأشوريين) و وزيرا واحدة بإدارة (التركمان)، ومن هنا تم اتخاذ من النظام المحاصصة والطائفية كأسس لتشكيل الوزراء فيما بعد؛ ليبقى هذا النظام يقصم ظهر (العراقيين) بين حين وأخر بعد إن تم تكريس (الطائفية) و(المذهبية) و(القومية) في نظام الحكم في (العراق)؛ ويكون أساسا لأي تشكيل حكومي بغض النظر عن الكفاءة وقدرة الأداء والتخصص العلمي والمهني؛ وهذه المحاصصة كانت إحدى أدوات (أمريكية) لتفتيت (العراق) وشق وحدته الوطنية وتقسيمه مذهبيا.. وقوميا.. وطائفيا، وتم نقل السلطة في (30 حزيران من عام 2004)؛ وتم حل سلطة التحالف المؤقتة التي أنشأها (الأمريكان)؛ وهم الذين تدخلوا في كتابة (الدستور العراقي)؛ وحددوا بان يكون نظام الحكم في (العراق) نظاما (برلمانيا) وليس (جمهوريا) – لغاية في نفس يعقوب – بان يكون دور السلطة للأحزاب لتبقى تتنافس وتتقاتل من اجل السلطة.. والمال.. والمراكز؛ ليفقد (العراق) هويته، نعم ليفقد (العراق) هويته.. وقد فقدها؛ بعد إن تعالت سلطة الأحزاب على سلطة ألدولة وقرارها الوطني الذي اغتيل منذ اليوم الأول من الغزو.. واحتلال (العراق)، ليتيه البلد بهذه الصراعات الحزبية والتي تقوم على الطائفية.. والمذهبية.. والقومية؛ ووفق نظام المحاصصة؛ ليبقى هذا المشهد في (العراق) قائم منذ 2003 و ما زال هو ذاته لحد الآن، بعد إن فرض (الأمريكان) رؤيتهم للقائمين على كتابة (الدستور العراقي) من ساسة الدولة المتواجدين برفقة (الأمريكان) آنذاك.
الدستور العراقي رسم وفق رؤية أمريكية قائمة على المحاصصة
فـ( الدستور العراقي) الذي سنه ورسمه (الحاكم العسكري الأمريكي – بول بريمر) جسد ورسخ هذا النهج الطائفي والمحاصصة المقيت، والآن يترجم حكام (العراق) مبادئ ومواد هذا (الدستور) الذي رسمه لهم المستعمر (الأمريكي) على ارض الواقع، ومما يؤخذ عن هؤلاء النخب السياسية في توليهم للسلطة في (العراق) انطلقوا من تصوراتهم للمسار الانتقالي من عقد تاريخية متجذرة في عقولهم وضمائرهم.
ما يعني أن (الأمريكان) حولوا المسار الانتقالي إلى (فضاء صراع) من أجل تثبيت سلطتهم بعد إن أعلن دستور البلاد في تشرين الأول 2005، ومن خلال هذه النخب فان (الأمريكان) يتم تنفيذ مآربهم في (العراق)، وخلافا لذلك فان بإمكان (الأمريكان) قلب الطاولة على رؤوسهم؛ وذلك بخلق أوضاع شاذة يقوضون سلطتهم في (العراق) في أي وقت يشاءون ووفق ما يشاءون؛ هذه هي حقيقية القائمة في (العراق)، فلا أمن.. ولا آمان.. ولا استقرار.. بعد عشرين عاما من احتلال (الأمريكي) لدولة (العراق)، فان (الأمريكان) جل ما فعلوه وما حاولوا فعله في (العراق) خلال عشرون عاما الماضية من عمر احتلالهم؛ هو تشظية البلاد وجعله بلدا غير مستقر لا سياسيا ولا امنيا؛ نتيجة تغذيتهم للصراعات المذهبية والطائفية المقيتة التي اضعف قدرات الدولة الاقتصادية.. والأمنية.. والعسكرية؛ وإلى أدت إلى ظهور جماعات إرهابية متشددة جاء بهم المحتل؛ فكثرت في مفاصل ألدوله فصائل إجرامية مسلحة تقتل وتسطوا وتنهب؛ ليصبح السلاح المنفلت هو الأكثر سطوة ونفوذا وإجراما يسلط على رقاب الأبرياء؛ فضلا عن التدهور الأوضاع الأمنية نتيجة انتشار السلاح في المجتمع بشكل غير طبيعي؛ وهذا حدث نتيجة الخروقات الأمنية على حدود الدولة مع دول الإقليم المجاور.. وغياب القوانين.. والفساد المالي والإداري.. والخلافات والتناحر السياسي للحصول على المغانم والمناصب العليا في الدولة.
في ظل الاحتلال .. العراق فقد هويته الوطنية وثقله الإقليمي والدولي
و في ظل هذه الأجواء القائمة في (العراق)؛ والتي شابها الكثير من الفوضى وعدم الاستقرار وتدهور أوضاع الدولة سياسيا.. واقتصاديا.. واجتماعيا، حيث انتشرت في المجتمع (العراقي) ظواهر سلبية متمثلة في الإدمان.. وتجارة المخدرات..وتجارة السلاح.. والقتل.. والابتزاز.. والسرقة، ليفقد (العراق) هويته الوطنية وثقله الإقليمي والدولي، فبعد عشرين عاما تحول (العراق) في ظل احتلال (الأمريكي) إلى دولة متخلفة ليس فيها قوى منتجة للصناعة؛ وان موارد إنتاج النفط تهدر بالسرقات ليتحول اكبر بلد نفطي في العالم إلى بلد مستورد الغاز.. والبنزين.. ومشتقات النفط؛ ليختنق البلد بأزمات هذه المشتقات في كل موسم، بل ليكثر عدد العاطلين عن العمل من الخرجين وأصحاب الكفاءات؛ ناهيك عن بقية شرائح المجتمع؛ وينتشر (الفقر) بين صوف المجتمع (العراقي) وبالكاد تستطيع الأسر الكادحة سد رمق عيشها والتي يتجاوز إعدادهم أكثر من نصف سكان (العراق)؛ وتنتشر في شوارع (العراق) ظاهرت المتسولين والباحثين عن لقمة عيش شريفة، إضافة إلى ذلك فهناك اليوم ظاهرة اخطر من كل ذلك وهي انتشار (الأمية) في المجتمع وتدنى وتدهور مستوى (التربية) و(التعليم) إلى مستويات خطيرة وخطيرة جدا؛ إضافة إلى انهيار المنظومة الصحية والاجتماعية؛ بعد إن اضطر عدد هائل مغادرة (العراق) من أصحاب الكفاءات والشهادات من دكاترة وأساتذة الجامعة وأصحاب الاختصاص الطبي والمهني وخبراء الاقتصاد والزراعة والصناعة؛ وقل ما تشاء لبقية الكفاءات في مؤسسات الدولة، وهذا ما جعل إدارة الدولة (العراق) تفتقد لذوي الخبرة والاختصاص لإدارة شؤون البلاد؛ وكان لخروج هؤلاء النخب الواعية من أبناء (الشعب العراقي) نتيجة لـ(غزو الأمريكي للعراق) وتسليمه السلطة لأناس ليس لهم خبرة في إدارة شؤون الدولة بقدر ما تم لهم اللعب بأوراق الطائفية.. والمذهبية.. والقومية؛ في كل مفاصل الدولة والتي كانت احدي أهم مسببات هجرة العقول (العراقية) من الوطن؛ وبما ترتب عنه أثار سلبية لمجمل أوضاع البلاد سياسيا.. واجتماعيا.. واقتصاديا؛ ونتيجة لذلك أصبحت الدولة تعاني من إهمال.. وفوضى.. ودمار، لان (العراق) توشح بهذا الدمار بما انعكس على الأفكار.. والمبادئ.. والقيم الأخلاقية.. والعلوم الفكرية.. والحضارية، لان (الوعي) و(الثقافة) أصابهما نوع من الخمود والركود؛ لان حينما تمتلئ أجواء الأرض والسماء بالدخان النار.. والبارود.. ورائحة الموت؛ فان الوعي.. والثقافة.. والعلوم الحضارية؛ لا يمكن لها إن تجد متنفسا للحياة والعيش؛ لأنها لا تحييا.. ولا تعيش ألا في ظل أجواء مليئة بالحب.. والتسامح.. والتآخي.. والأمن.. والأمان.. والوئام.. والعدل.. والسلام؛ وهذه القيم للأسف نقولها بكل حزن ومرارة بان (العراق) في ظل الاحتلال (الأمريكي) الغادر؛ غادرها بعد إن ساد فيه ثقافة الغاب.. والقتل.. والإرهاب .