مشروع التغذية المدرسية مجددا
كتب / ماجد زيدان
اعلنت وزارة التربية إنَّ مشروع التغذية المدرسية يشمل نصف مليون تلميذ ويستهدف 7 ملايين لغاية 2026 بالتنسيق مع منظمة “اليونسيف ” .
مشروع التغذية المدرسية قديم جديد برز الى الواجهة في زمن التعليم الالزامي بالسبعينات , وجرى اهتمام كبير به كأحد المغريات للطلبة الفقراء ولمعالجة نوعية التغذية التي يحصلون عليها في بيوتهم ,غير انه كان شاملا لكل التلاميذ في المرحلة الابتدائية في الريف والمدينة , تقدم وجبة غذائية غنية بالسعرات الحرارية , ولكن مع تراجع التعليم وانخفاض الموارد المالية المخصصة له تدهور تهذه الوجبة الضرورية لأبنائنا الطلبة الى ان انقطعت نهائيا ..
الان عادت مجددا , واطلقت الوزارة مشروع التغذية المدرسية ليشمل قرابة النصف مليون تلميذ موزعين بين ألف و248 مدرسة في الأقضية والنواحي المستهدفة به
وهي خطوة جيدة لها مردوداتها الصحية والنفسية وتزيد من الرغبة في الاقبال على المدرسة وتنمي لدى الطلبة الشعور باهتمام الحكومة بهم ومحاولتها تعويضهم عما يفتقدوه من غذاء في بيوتهم ويعوضهم عن النقص في نوعيته .
المشروع ينمي لدى الطلبة روح العمل الانساني والتعاوني من خلال تطوعهم في لجان التغذية التي تستحدثها الادارات المدرسية لخمة بعضهم البعض , الى جانب ان المشروع شغل نحو 3000 عاطل عن العمل في عام 2022 من كلا الجنسين وبمختلف الفئات العمرية والحالة الاجتماعية في المناطق الفقيرة المشمولة بالمشروعِ , ويتوقع ان يزداد العدد مع التوسع في اعداد المشمولين به عندما السعي لتحقيق الهدف الكمي منه , كما انه سينعش السوق المحلية .
الواقع انه مشروع ضخم اذا ما التفت وزارة التربية الى التعاون مع وزارة الصناعة والقطاع الخاص لتوفير فقرات سلته الغذائية حصرا من المنتوج المحلي .
تقتضي الضرورة المتابعة والعناية بالمشروع من جميع النواحي باختيار افضل المعلمين والمعلمات بالعمل فيه والاشراف عليه لأجل انجاحه .. لأنه ايام زمان كانت تتسرب مواد منه الى الاسواق ويحرم الطلبة منها , وفي الظرف الراهن لانتشار الفساد في كل المرافق فمن المحتمل ان يجد فيه بعض ضعاف النفوس وسيلة للتكسب وابقاء الطلبة تحت غائلة الجوع ويحرمونهم من الحليب والبسكوت وغيرهما لذا يحتاج الى الرقابة الشديدة والمحاسبة لهؤلاء الذين يعيشون على السحت الحرام .