أيها الرئيس..إن أحسنتم فلأنفسكم
كتب / سمير داود حنوش
لازلنا لغاية الآن نتوسم بكم خيراً أيها الرئيس السوداني، بالرغم من بعض الهفوات هنا وهناك، لازال الأمل بكم معقوداً في مكافحة الفساد بعد أن أصبح الهواء الذي نستنشقه.
لم تكد سرقة القرن تُمحى من ذاكرة العراقيين حتى تناهت إلى الأسماع جريمة أخرى ربما تتشابه أو تتفوق بأحداثها مع تلك السرقة، أكثر من ٦٨ ألف قطعة أرض بسندات مزورة تم إكتشافها بمحافظة الأنبار تُقدر أثمانها بما يقارب المليار دولار تم تزويرها وبيعها بنفوذ زعامات تدّعي قيادة المكون لتلك المناطق.
تزوير في سندات حكومية وطابو ومؤسسات وقصور لرئيس النظام السابق تم الإستحواذ عليها وبيع القسم الآخر منها بواسطة مجموعة إستغلت نفوذ مَن هم في أعلى السلطة التشريعية.
ما تحاول هذه الزعامات من التوسط عند قيادات الإطار التنسيقي وحتى لدى القضاء يؤكد حجم التورط والسرقة التي شارك بها أولئك الذين يدعون الزعامة.
أيها الرئيس هي فرصتكم لإثبات الجديّة في مكافحة الفساد ووضع الخطوة الأولى على طريق ضرب الفاسدين مهما بلغت مناصبهم.
هؤلاء يحاولون التوسط لدى أصحاب القرار من أجل التغاضي أو العفو عنهم لأنهم يدركون أن إنكشاف سرقتهم ربما يُسقِط المعبد على رؤوسهم ومشاريعهم التخريبية ويكشف تخابرهم مع جهات خارجية لاتريد الخير لهذا البلد وشعبه.
هو الاختبار لكم أيها الرئيس في مكافحة الفساد، وتأكد أن النتائج هي من ستجعل الشعب يُقيّم أفعالكم وينظر لكم بعين الرضا والقبول، ننتظر منكم القرار الصائب في محاربة هذه العصابة التي إستباحت كل شيء في الأنبار تحت غطاء من يحميهم من هرم السلطة التشريعية.
أما ما يحاول به البعض من قادة الإطار التنسيقي من طمطمة الموضوع والتستر عليه، فنعتقد أن الموضوع لم يعد بالإمكان التستر عليه أو لملمته وكل العيب لمن يحاول التستر على سارق أو فاسد ولص، هو الإختبار الحقيقي لحكومتكم أيها الرئيس ونحن بإنتظار فعلكم.