بارومتر الرأي العام العراقي .. وصخب ردود الافعال !!
كتب / مازن صاحب
أثارت نتائج استطلاع للرأي العام العراقي بمنهج ومعايير مؤسسة غالوب الدولية حفيظة الكثير من المكاتب الإعلامية والجيوش الإلكترونية للاخزاب المتصدية للسلطة كون نتيجة الاستطلاع التي تحولت الى مانشيت لبرنامج قدمته قناة BBC البريطانية لمناسبة مرور ٢٠ عاما على احتلال العراق.
معضلة المناشيت ان ٦٠% من المستطلعة آراؤهم يعتبرون ان النظام السابق افضل من النظام الحالي .. لكن السؤال هل جاء السؤال اعتباطيا ضمن الاستطلاع ام لا ؟؟
واقع الحال ان نتائج اخرى لاستطلاع أجراه مركز كلوذا انتهى الى ارقام تجاوزت ٧٠% لتساؤلات اكثر وضوحا وتحديدا مما ظهر في استطلاع مؤسسة غالوب وهو استطلاع دوري ينظم على الاقل مرتين سنويا في عموم العراق بعلم وموافقة الجهات ذات العلاقة في اطار دورية قياس الراي العام العراقي ضمن برنامج اوسع لقياس الراي العام العربي والشرق اوسطي وايضا ضمن برنامج اوسع لقياس الراي العام العالمي وابرز اهتماماته.
السؤال الاخر ..لماذا كل هذه الضجة ضد هكذا نتائج فيما يبدو للاغلبية المعترضة ذاكرة سمكية تتناسى ظهور قيادات في اغلبية القوى السياسية الفاعلة من أقصى جبال زاخو حتى هدير مياه الفاو وهي تعلن فشل ادارة المال العام نتيجة نظام المحاصصة ومفاسده بل ان الكثير مما تم الاتفاق عليه في المنهاج الوزاري لحكومة السيد السوداني تبقى على صفيح ساخن لهذه المحاصصة وثقافة المكونات الطائفية والقومية لامراء عوائل استبداد الأحزاب المتصدية لسلطان الحكم.. مثل هذه الازدواجية تعلق على شماعة الخبرة والإمكانات المتاحة للمؤسسات الدولية وكان العراق بمناى عن وجودها بل ان ادارة الكثير من الملفات الاستراتيجية تقع تحت حافر ذئاب الاحتلال الامريكي وشركاه.
الافضل لمن يعترض عن هكذا نتائج للرأي العام الجمعي ان يبادر الى مصفوفة حلول سبق وان طرحت من قبل ذات المنظمات الدولية ومن قبل شخصيات أكاديمية ومثقفه عراقية للخروج من عنق زجاجة أزمة الانسداد السياسي والمجتمعي. لتعزيز السلم الاهلي برؤية من خارج صندوق تضارب المصالح الحزبية لنظام مفاسد المحاصصة.
فاذا كانت الأجواء العامة ما بعد تحرير العراق من براثن عصابات داعش الارهابية يسودها اضطراب المواقف الاقليمية فهي اليوم أمام انفتاح استراتيجي كبير ما بين طهران والرياض بما يجعل الكثير من المناورات وتضارب المصالح الحزبية بالوكالة عن الاصطراع الاقليمي خارج صندوق العملية السياسية… لكن السؤال هل القوى المتصدية لسلطان الحكم قادرة على الخروج من مأزقها البنيوي في نظام المحاصصة .؟
الاجابة الواقعية..كلا .. عندها تنبري للتعامل مع هكذا نتائج لاستطلاع راي عام وظفته قناة بريطانية معروفة فهل وجه السؤال للسفير البريطاني ام هناك مخاوف حقيقية من ردة أفعاله؟؟ لذلك انحصر النقد للمؤسسة التي جاءت بالاستطلاع فحسب .
في هذا السياق سبق وان كررت الدعوة لتأسيس مركز قياس للرأي العام الجمعي من خلال تطوير المراكز البحثية الجامعية .. والتي اذا ما راجعنا نتائج الاستطلاعات البسيطة للتي تاتي بها ..يظهر نتائج يمكن توظيفها بشكل أقسى منا فعلت BBC مع استطلاع غالوب لعل ابرزها نتائج الجهاز المركزي للإحصاء عن الفقر والامية والبطالة والتضخم والديون الخارجية والداخلية .. وعلى الجميع ان لا ينسى وجود تقرير ظل مواز للتنمية المستدامة مطلوب من العراق تقديمه سنويا.. وان اغلب معطيات استطلاعات الراي العام العراقي للمؤسسات الدولية انما يعتمد على تلك الأرقام الاحصائية التي تقدم من قبل هذه المؤسسة الحكومية للامم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية ذات العلاقة …
عليه فمن لا يعرف كيف تظهر وتوظف مثل هذه النتائج لاستطلاع الرأي العام الجمعي في مابعرف اليوم ب(( بارومتر الراي العام العراقي )) عليه فهم المنهج والاليات واستخراج النتائج وقياس الاثر .. بدلا من صخب العويل !! ويبقى من القول لله في خلقه شؤون.