تصريحات (مظللة)!
كتب / د. محمد فلحي
هناك كثير من حملة الأقلام وطلبة الإعلام لا يميزون بين حرفي ظ و ض في بعض الكلمات العربية ، وذات مرة طلبت من الطلبة كتابة عبارتي(سيارات مظللة) و( تصريحات مضللة)، فاخطأوا في العبارتين ولم يميزوا بين جذري الكلمتين ظل وضل!
التصريحات تكون عادة مضللة اي مضلة من ضل الطريق اي فقد الاتجاه الصحيح، ويمكن ان تكون التصريحات ،مثل السيارات ، مظللة ايضا، فهي قاتمة تعاني من الظل الثقيل الذي يشبه الليالي السود، في أواخر الشهور القمرية!
تذكرني تصريحات بعض السياسيين وذكرياتهم وبطولاتهم المزعومة في برامج رمضان،بقصة ﻻ تقل فنطزة رواها والدي رحمه الله قبل نحو اربعين عاما..يقول بعد مقتل عبد الكريم قاسم على يد البعثيين وتنصيب عبد السلام عارف رئيسا،في ١٤ رمضان الموافق ٨ شباط عام ١٩٦٣ انقلب الرئيس الجديد على حلفائه بعد اشهر قليلة ووضعهم في السجون،وراح يطلق الشائعات ان عبد الكريم قاسم لم يقتل ولكنه هرب واختفى بمساعدة البعثيين،ولترسيخ هذه الشائعة صدر تعميم الى جميع نقاط السيطرة الامنية بأوصاف الزعيم ومن بينها طويل الانف والاذنين وطالب الجهات الامنية باعتقال قاسم حيث ما وجد،ويروي الوالد ان هناك سيطرة كانت في منطقة الشيخ سعد بين بغداد والعمارة،يديرها نائب ضابط انضباط عسكري،كانت تقوم بايقاف السيارات وتفتيش المسافرين بحثا عن الزعيم،ومن ثم ابتزاز المشتبه بهم وقبض الرشوة منهم،وفي احدى السفرات من بغداد باتجاه العمارة قام النائب ضابط بانزال ثلاثة ركاب لان اذانهم وخشومهم طويلة،وبعد قليل عاد اثنان وبقي الثالث في السجن،وعندما صعدا الى السيارة قال النائب ضابط..الحمد لله وجدنا الزعيم لان الجماعة شهدوا عليه وحلفوا بالقرآن بانهم ابرياء وان الزعيم هو الشخص الثالث!
راح الراكبان يضحكان ويخبران الركاب انهما شقيقان،وقد خلصا انفسهما من السجن ووضعا مكانهما ذلك الرجل الغريب المسكين،لان خشمه طويل واذانه كبيره مثل الزعيم!
وقبل ان تتحرك السيارة جاء الراكب الثالث يركض ويلهث،وصعد واخبر الجميع ان النائب ضابط طلع ولد شريف وما اخذ منه بس دينار واطلق سراحه!
رباط السالفة:اين الصدق واين الكذب في هذه القصة كلها؟!!!
نصيحة إعلامية: لا تنشر كل ما تسمع، ولا تقرأ كل ما ينشر!