حديث الثلاثاء:عن بعض النواب.. أم لسان غلابة النسوان!
كتب / عمار محمد طيب العراقي ||
ثمة فهم خاطئ لدور النائب في البرلمان العراقي، سواء كان ذلك النائب مواليا أو معارضا، وهذا الفهم الخاطئ؛ هو ما جعل البرلمان يبقى ضعيف الأداء؛ خلال كل العقود الماضية.
الظاهرة عالمية وواسعة، ولا تقتصر على العراق، ولكنها تنتشر بصورة واسعة، في برلمانات الديمقراطيات الحديثة العهد..
هنا في العراق، يعتقدُ كثير من النواب ؛أن دورهم يقتصر فقط على النقد القاسي للحكومة ـ أي حكومة ـ، وأن النقد وفي كافة الأتجاهات، سيضعهم في دائرة الضوء وقد أصبح كثير من النواب، يعتقد أن نقد الحكومة هو هدف في حد ذاته، وليس مجرد وسيلة لإحداث تغيير ما، في مجال ما من مجالات الشأن العام.
نحن اليوم؛ عندما نسأل نائبا؛ قضى دورةكاملة أو دورتين في البرلمان، عن حصيلته التي حققها لصالح المواطن، فإن جوابه سيأتي مخيبا للآمال، ولن يتجاوز في أحسن الأحوال، تقديم حصيلة كبيرة من المداخلات، التي انتقد فيها الحكومة بأقسى العبارات.
صحيحٌ أن المواطن قد يرتاح نفسيا، عند يسمع نقدا قاسيا، يوجه لوزير ما قصَّر في حق ذلك المواطن، وصحيحٌ أن ذلك النقد؛ سيجعل المواطن يشعر براحة وهمية عابرة، ولكن الصحيح أيضا؛ أن ذلك النقد القاسي، لم يغير من واقع المواطن، نحو الأفضل، حتى ولو كان مجرد تغيير بسيط جدا.
لو كان نقد الحكومة بأقسى العبارات، يكفي لوحده لإحداث تغيير إيجابي، لتغير الحال نحو الأفضل، فالنواب؛ خصوصا المعارضين؛ لم يقصروا في أي يوم من الأيام في نقد الحكومات المتعاقبة وبقسوة، منذ 2003وحتى اليوم، ومع ذلك فهم في المحصلة النهائية، لم يحققوا نتائج على الأرض يمكن أن يقدموها للمواطن.
النائب الذي يعتقد أن دوره، يقتصر فقط على نقد الحكومة؛ وجلدها بأقسى العبارات، فهو في هذه الحالة لم يكن بحاجة لأن يترشح أصلا للبرلمان، فمثل هذا الدور يمكن أن يؤدي ـ وعلى أحسن وجه ـ من خلال مقالات ومنشورات في الفيسبوك أو صوتيات على الواتساب.
الحقيقة أن أداء المدونين المعارضين، وقدرتهم على إحداث تغيير ما، كانت خلال السنوات الماضية، أفضل بكثير من قدرة بعض النواب على إحداث تغيير، مع العلم أن أولئك النواب ـ عكس المدونين ـ يتلقون رواتب كبيرة من أموال الشعب.
كانت جدتي تقول: أم لسان غلابة النسوان..!