الفتنة في سنجار والرقص في بعشيقة..!!
كتب / عبد الجبار الجبوري
ماتزال نار الفتنة الطائفية ،تحت الرماد في نينوى، ومازال هناك من ينفخ في رماد الطائفية ، وإتفاقية سنجار (التاريخية) ،ماتزال حبراً على ورق، رغم أهميتها،بوصفها فرصة لنزع فتيل الأزمة ووأدها،وفرض الأمن والإستقرار وعودة جميع أهالي سنجارالى بيوتهم بلا إستثناء وتطبيع الأوضاع هناك،وأهم أسباب فشل تطبيق إتفاقية سنجار،التي رعتّها ممثلة الأمم المتحدة، بلاسخارت، هو التدخلات الإقليمية والدولية ،وتواجد وسيطرة حزب العمال الكردستاني التركي في جبل سنجار وانفاقه،حالت دون تطبيق الإتفاقية،إضافة الى ان الحكومة المركزية يبدو أنها غيرجادة وغير قادرة على مواجهة من يرفض تطبيق الإتفاقية،وإخراج البككا من سنجار،وإخلائها من المظاهر المسلحة ،عدا الشرطة المحلية من أبناء سنجاروالجيش،وبدون هذا ستبقى سنجار جرحاً عراقياً نازفاً،وورقةً سياسيةً يساوم عليها الآخرون،وما يحصل الآن في ناحية بعشيقة ،من صراع نفوذ بين (طرفين سياسيين )،هو جزء ونتيجة لما يحصل في سنجار على يد مسلحي البككا والمنتمين له من اهل سنجار، حيث قامت يوم أمس مجموعة من عناصر البككا الإيزيدين ،من مهاجمة المواطنين العرب، النازحين ،وطردهم من سنجار، بعد عودتهم من النزوح، وحرق مسجد الرحمن داخل سنجار،وهذه فتنة كبرى، يشعل فتيلها طرف أجنبي ،لاينتمي للعراق، لكي يبقي نفوذه ويتوّسع داخل العراق،ويهدّد الأمن القومي التركي، مستنداً الى دعم غير دولي وإقليمي وداخلي،لإبقاء الأوضاع في سنجار، في حالة إحتراب طائفي عراقي الى زمن طويل،لتحقيق مآربها الجيوسياسية ، لأهدافها القومية في العراق وسوريا،مايعنينا هو تطبيع الأوضاع في سنجار ، وحل أزمة بعشيقة،لانهما يهددان السلم المجتمعي، ويدعوان الى حرب طائفية وقومية في كلا المدينتين،وهذا أخطر ماتعيشه نينوى منذ تحريرها ،من عصابات تنظيم داااعش الإرهابي، الذي إكتوى بناره العرب والاكراد والإيزيدية(بدرجة أولى) والشبك والتركمان،والمسيحيين، فلماذا نعطي فرصة للتنظيم الارهابي ،أن يهدّد مدننا ثانية، ويسّتغّل صراع القوى السياسية على النفوذ والمناصب الزائفة ، ونُدخِل العراق في أتون حرب طائفية وقومية، نحن في غنى عنها، ويرفضها شعبنا بكل طوائفه، الرابح منها الأوحد تنظيم داااعش المجرم ،ومَن يريد إشعالها لأهداف سياسية وقومية ،الأوضاع خطيرة جداً في بعيشقة ، كما هي في سنجار، وتحتاج تدخلاً دولياً وعراقياً وأممياً فوراً، لنزع فتيل أزمة ستحرق الأخضر واليابس (لاسامح الله)، اذا بقيت نارها تحت الرماد ، وهي مهيأة للإنفجار بأية لحظة ، وعلى عقلاء البلاد وأحزابها ومتنفذيه ،التدخل الفوري برعاية وإشراف الأمم المتحدة لإخماد نار الفتنة ، وإسكات الأصوات النشاز،التي تريد إشعالها ،والعمل فوراً على تطبيق إتفاقية سنجار، باشراف أممي وإقليمي ودولي، وطمأنة تركيا وغيرها ،بإخراج حزب العمال الكردستاني من عموم أراضي العراق ،وسنجار خاصة وبدون تأخير،كما الذهاب الى توافقات سياسية عاجلة في بعشيقة، وحل أزمة مدير الناحية ، لإبقاء أهلها المتعايشين منذ الاف السنين ،بعيدين عن الأطماع السياسية ،وفرض النفوذ بالقوة على أهل الناحية ، دعوا أهلها هم مَن يختار من يُمثلهم ولاتفرضوا عليهم من لايريدونه متحزباً،نعم الأوضاع هناك على أهبة الإنفجار في سنجار وبعشيقة، مالم يتدخل (الكبار)،فالفتنة ليست نائمة كما يتوهم البعض ،فالفتنة في سنجار والرقص في بعشيقة ، فهل يتعّظ الآخرون ، ممّا حصل في عام 2014، أم تأخذهم العزّة بالإثم ،ويذهبون الى النهاية ،في إعادة المشهد المأساوي في نينوى الى مربعها الأول ، أم يحسمون أمرهم، ويعيدون الرُّشد الى عقولهم ،ويفضّلون مصلحة العراق على مصلحة أحزابهم ، نينوى لاتحتمل أزمات، فهي بعيدة عن صراعاتكم، دعوها تعيد لملمة جراحها ،في إعادة إعمارما دمره اشرار داعش،واعادة إعمار إنسانها لتجعله يتصالح مع نفسه والمجتمع ليعيش آمنا مستقراً مع أخيه الآخر،، فهي مشغولة بالبناء والإعمار وإعادة نازحيها ،وتوحيد طوائفها والتعايش السلمي وإشاعة روح العفو والتسامح، بين اهلها في جميع الطوائف والقوميات،إبعدوها رجاء عن صراعاتكم السياسية وطموحاتكم الشخصية ومصالحكم الحزبية الضيقة…