كيف ستتحَوَّل قُوَّة أميركا الثلاثية إلى نقاط ضعف قاتلة لهيمنتها وإقتصادها،
كتب / د. إسماعيل النجار ||
_ثلاثة ركائز أساسية تستند عليها الولايات المتحدة الأميركية بهيمنتها على العالم،
_الركيزة الأولىَ…
(أ) _ موقعها الجغرافي الإستراتيجي خلف البحار على بُعد أكثر من عشرة ألآف مَيل بحري عن أوروبا وغرب آسيا،
(ب) مساحتها الشاسعه التي تزيد عن تسعة ملايين كلم° بقليل وعدد سكان يزيد عن 360 مليون نسمة،
(ج) قوتها الإقتصادية والزراعية الهائلة،
_الركيزة الثانية..
*قوتها العسكرية والنووية،
_الركيزة الثالثة..
*هيمنة الدولار على السوق الإقتصادي العالمي،
*أسَسَت الولايات المتحدة مجموعة الدُوَل الصناعيه السبع عام 1973 وعقدت أول إجتماع رسمي لها عام 1975 وتضم 7 دُوَل بقوة إقتصادية تفوق أل 317 تريليون دولار أي ما يعادل 60٪ من إقتصاد العالم، مقابل مجموعة بريكس التي تضم خمسة دُوَل، ومنظمة شانغهاي التي تضم رسمياً 11 دولة بالإضافة إلى 4 دُوَل تنتظر قبولها كاملة العضوية، بقوة إقتصادية تبلغ 20 ترليون دولار وتسيطر على ما نسبتهُ 20٪ من السوق التجاري العالمي وتتطور بحيث يقدر الخبراء الإقتصاديين نمو وازدياد حجم سيطرتهم على السوق العالمي بنسبة 40٪ عام 2025،
* أما سلاح الردع الأميركي النووي تمَّ ردعَهُ بسلاح نووي روسي وصيني وكوري شمالي، فتوازن القِوَىَ هذا إنتزعَ من أميركا قُوَّة كانت مصدر خطر على العالم وتمَّ تحييد هذا السلاح بحُكم إمتلاك دُوَل أُخرىَ معادية لأميركا قوة نووية أضخم وأكبر حيث تصبح إحتمالات إستخدامه ضئيلة جداً لا بل معدومة،
* أما التفَوُق الإقتصادي الأميركي المنفرد والمتضامن مع مجموعة G7 نافسته قُوَّة الصين الإقتصادية الصاعدة حيث أصبحت بكين العملاق الإقتصادي الأول الذي ينافس إقتصاد الغرب برُمَّتِهِ،
* بَقِيَت هَيمَنَة الدولار على الأسواق العالمية المربوطة بنظام مالي الكتروني مُعقد حيث تمر كافة التحويلات المالية للتجارة العالمية بالدولار عبرهُ حصراً ما يتيح لوزارة الخزانة الأميركية التحكم بها وفرض عقوبات قاسيه ومدمرة على الدُوَل التي تخرج عن طاعتها أو تناصبها العداء،
من هنا تنبع قوة هيمنة الدولار لذلك بدأَ العمل لدى بعض الدُوَل على التخلي التدريجي عن العملة الخضراء إنطلاقاً من الصين التي شطبت الدولار عن بورصة تعاملاتها التجارية وتحاول التخلص من كافة سندات الدين بالدولار الأميركي بشكلٍ تدريجي تجنباً للخسائر الكبيرة،
روسيا بدورها حظرت على كافة شركاتها ومؤسساتها التجارية والمصرفية التعامل بالدولار الأميركي وبدأت بيع النفط والغاز بعملتها الوطنية في أول خطوة عملية للتخلي عن التعاملات بالدولار، كما يعمل المصرف المركزي الروسي بكَد للتخلص من كميات الدولار المكدسة بالمليارات في خزائنهِ،
الهند وإيران وباكستان إنضموا إلى الصين وروسيا عبر منظمة شانغهاي وقرروا أيضاً التخلي الجزئي أو عدم التعامل بالدولار الأميركي، ما لبثت إن التحقت بهم المملكة العربية السعودية التي عقدت اتفاقاً مع الصين شريكها التجاري الأكبر في شراء النفط والغاز بوجوب دفع ثمن الكميات التي تبيعها المملكة باليوان الصيني او الروبل الروسي، الأمر الذي أغضب أميركا وطالبتها بالتراجع عن القرار،
المُهِم أنَّ ما يزيد عن 40٪ من السوق العالمية بدأت بالتخلي عن العملة الأميركية ولائحة المنضمين تكبر يوماً بعد يوم وبدأَ التفكير جدياً بطباعة عملة مُوَحدَة للتبادل التجاري بينهما مما يزيد من مخاطر إنهيار الدولار وضعف قوتهُ، وهذا الأمر يحتاج إلى سنوات عِدَّة حتى يصبح هناك عُملَة أخرى منافسة له بالسوق العالمية،
في تقديراتنا أنه في حال فقدَ الدولار وزنه التجاري الدولي، فإنَّ أحد أكبر وأهم أعمدَة الهيمنة الأميركية سينكسَر ويصبح حجم التضخُم داخل الولايات المتحدة الأميركية كبيراً جداً وسينعكس على السياسة والإقتصاد،
وجغرافيا أميركا التي كانت بفعل قوة الدولار عبارة عن حصن ستتحوَّل إلى أرض بعيدة وشبه معزولة وخصوصاِ أن حديقة واشنطن الخلفية بَرُمَتها تَكِن لها العداء وتناضل للتخلص من هيمنتها،
هذه التحولات إن اكتَمَلت فإنَّ أوروپا ستتغيَّر أيضاً والتفكُك الداخلي الأميركي سيصبح عين فريضة وواقع، ولكن تبقى أميركا كما هي وحربها الأهلية ستكون قدرها الوحيد،
هي ليست تمنيات إنما وقائع نبني عليها فرضيات ما سيحصل مع إيماننا المطلق أن الباطل كان زهوقا وأن دولة الشيطان الأكبر تعيش آخر سنين عمرها بإذن الله.