قصفُ الكرملين .. ماذا سيترتّب عليه .!؟
كتب / رائد عمر
1 \ : لاشكَّ أنّ الحديث الدقيق في هذا الشأن قد يستبق اوانه , وساحات الفضاء الإعلامي مفتوحةٌ بواباتها بالكامل والمطلق للصحافة العالمية لتسجّل وتدوّن ما ترتئيه استباقياً قبل ان يغدو ذلك الأوان قد آنْ او اقتربَ ودنا منه .
2 \ : ضربة المُسيّرتين للكرملين , فأبعادها الأمنيّة والسياسية تفوق تأثيراتها العسكرية الطفيفة , فإنه خرق لم يسبقه ايّ اختراقٍ آخر لروسيا الأتحادية , حتى في زمن الأتحاد السوفيتي السابق وفي حقبة الحرب الباردة , بل أنّ هذه الأبعاد لم تتكامل بعد وهي في حالة تفاعلٍ كأنه يدنو من درجة الغليان , فمن الجانب الستراتيجي لا يمكن إطلاق التوصيفات والأحكام على هذا الحدث المزلزل دولياً , إلاّ بعد ملاحظ ومشاهدة ردّ الفعل الروسي على ذلك , والذي سوف لا يضحى على شكل ضربة مماثلة او واحدة فقط , بل أنّه قد يغيّر مسارات الحرب القائمة الى اتجاهاتٍ وجبهات اخرى , قد تمسى من البرّ والجو والبحر معاً, كما أنّ العدّ التنازلي لإستقبال ” الإعلام ” لردة الفعل الروسية المقابلة قد بدأ وانطلق بما يكاد يوازي حرمان القيادات الأوكرانية من ساعات النوم منذ يوم امس , وكأنّه انتظارٌ لليوم الموعود من كلّ صنوف اسلحة القوات الروسية التقليدية وغير التقليدية .
وإذ نترك ونتجاوز هذهنَّ الممهدات والمقبّلات الحربية في اعلاه , وقبل لإنتقال الى ما هو أهمّ من المهم , فنشير الى توقّعات وافتراضاتٍ موضوعية بأن تقوم وزارة الدفاع الروسية بنقل او اقالة عدد من ضباط وقادة الدفاع الجوي لفشلهم في عدم كشف تلكما المسيّرتين حتى قبل ان تصل الى الحدود والأجواء القريبة من موسكو على الأقل , وقد تعلن الدفاع الروسية عن هذا الإجراء او تجعله ضمن الكتمان .!
< عنصر الستراتيج في الخطوة الروسية المرتقبة > :-
ينبغي الإقرار ” تقنيّاً او فنيّاً ” أنّ وصول المسيرتين الى الكرملين تحديداً هو ما يفوق قُدُرات القيادة العسكرية الأوكرانية , وما كان لذلك ان يحدث لولا الإعداد المتقن لتكنولوجيا اجهزة المخابرات الأمريكية واجهزة دول الناتو الأخرى , ولذلك فإنّ احتمالات وقوع هذه الضربة قابلة للتكرار مرّةً اخرى على الكرملين او سواه من نواحٍ فنيّةٍ وعسكرية , واذا حدثَ مثل هذا الحدث في وقتٍ لاحق , فإنها بلا ريب كارثة الكوارث لموسكو , وهذا ما قد يدفعها او يجرّها الى استخدام السلاح النووي التكتيكي المنوّه عنه لأكثر من مرّة..
لتلافي ما تعجز عنه وسائل الدفاع الجوي الروسيّة بما يفوق قدراتها , ولمنع اعادة هذا المشهد التراجيدي عبر الأوكران , فلا سبيل للقيادة العسكرية الروسية سوى توجيه ضَرَبات صاروخية مكثّفة للغاية , وبالقاذفات والمقاتلات ممّا يجعل معظم اجزاء العاصمة كييف كأطلال , وبما يجعل زيلينسكي وقادته من الداخل والخارج ! في حالة ندمٍ على فعلتهم الفعلاء , وبما لا يفكّرون بتكرارها حتى لو كانت بأوامرٍ صارمةْ من واشنطن .! فقواعد الإشتباك قد ازاحتها واتلفتها المسيّرتين الأوكرانيتين حتى قبل ان تنطلق .! وإنّ خرائط المعركة ” ميدانياً وغير ميدانيٍّ ” قد تغيرت معالمها ورموزها الى ما بعد الموقف الروسي القادم والذي لا يتحمّل الإنتظار والتأخير الى بضعة ايام قد لا يتجاوز عددها اصابع اليدين او القدمين , وربما اقلّ من ذلك .!