في العراق فقط … حكاية اسمها الموازنة
كتب/ سامي جواد كاظم
قبل ستة اشهر وكل وسائل الاعلام العراقية ومواقع التواصل العراقية تتحدث عن الموازنة وارقامها ونقاشاتها بحيث ما ان استمع الى اخبار الاذاعة الا ويتصدرها الموازنة في مجلس الوزراء ، الموازنة في طريقها للبرلمان ، الموازنة لا زالت في لمساتها الاخيرة الموازنة ستكون مميزة ، الموازنة ستكون لثلاث سنوات ، الموازنة غدا سيتم رفعها للبرلمان ، الموازنة الان تم رفعها للبرلمان ، البرلمان يستلم الموازنة ، البرلمان يحدد جلسة مناقشة الموازنة ، البرلمان يعقد جلسة مناقشة الموازنة .. تعبت والله من هذه الاخبار ولازالت في المخاض وسوف لا تولد ولا حتى بعملية قيصرية ويا خوفنا ان تعرضت للاجهاض .
لو سالتكم بالله … حكومة وبرلمان واحزاب وكتل ، هل هنالك دولة في العالم تقر موازنتها كما هو الحال في العراق ؟ تناقشون وتؤجلون والشعب العراقي يتابع فلم افواه وارانب .
مما لاشك فيه الحكومة والبرلمان يعلمان ان راي الشارع العراقي بهما لا يبشر بخير ، وبل ازيدكم معلومة ان الشارع العراقي يتحدث عن جوهر مناقشات البرلمان بخصوص الموازنة وسبب تاخيرها هي محاولة الاحزاب والكتل الحصول على اكبر قدر تخصص مالي للوزارات التابعة لها حتى تستفاد ولا اعلم هل ستفيد ؟ الا ان الشارع العراقي مصاب بخيبة امل وانتما تعلمان علم اليقين بذلك .
الم تمر سنوات على العراق بلا موازنة ؟ الم تتفاقم البطالة في العراق ؟ ولا اعلم هل تم مناقشة استيراد التكتوكة من اجل توفير فرص عمل للشباب ؟ نعم هنالك وزارات بل كل الوزارات تشعر بالانتعاش المالي عندما تقر الموازنة وفي نفس الوقت رؤوس الفساد ايضا تشعر بالانتعاش المالي لاننا لا زلنا نتصدر الدول التي يتفشى فيها الفساد ، ولا ننكر ان محاربة الفساد تسير بخطى بطيئة الا ان الامل موجود بالقضاء على الفساد
انا لست متشائم ولكن هذه الاخبار الخاصة بالموازنة التي لم تقر هي من تبعث اجواء الكابة على الوجوه العراقية وهي تامل الفرج فالعراقيون يرونها بعيدة والبرلمان يراها قريبة وواقع الحال لا زالت تتارجح بين مزاجات الكتل .
وما يثير الاستغراب وحتى الملل اللقاءات مع اعضاء البرلمان او اللجنة المالية بخصوص ما وصلوا له من مناقشات وكل عضو ياتينا بموجة من الابتكارات المالية الاعتراضية مع الضحك على الذقون بانهم ياملون اقرارها قريبا وهذه المناقشات امر طبيعي وووو .
وهل تعتقدون مناقشة ارقام الموازنة فيما يخص تخصيصاتها ومشاريعها فقط ام ان هنالك مساومات على قرارات سياسية لا علاقة لها بالموازنة فمن يؤيد الموازنة يريد تشريع قرار معين لامر لا علاقة له بالموازنة واكثر من مرة تعرقلت بسبب مطالبات الجانب الكردي التي لا علاقة لها بالموازنة ومرة اخرى يتنازل عن حق معين مقابل فقرة معينة يضيفها للموازنة ، هذا واقع حال المناقشات .
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تسير الامور المالية للحكومة خلال هذه الشهور الخمسة ومن غير موازنة ؟ الم تصدر قرارات تثبيت عقود والتي هي بمثابة فرص عمل بالرغم من عدم اقرار الموازنة ، وماهي نسبة النهوض بالاقتصاد العراقي خصوصا الصناعي الذي يوفر فرص عمل تنافس التكتوكة ، ولكن للاسف ينتظرون الموازنة حتى يستلمون التخصيصات لكي تصرف فقط .