أردوغان لن يُسلّم السلطة حتى لو خسر الانتخابات
كتب / الدكتور اوس نزار درويش
تنطلق يوم الاحد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية هذه الانتخابات التي قد تكون الاهم في تركيا في العقود الاخيرة لانه سيبنى على اساسها اشياء واحداث كبيرة وستتغير الكثير من الامور بناء على هذه الانتخابات.
تكتسب هذه الانتخابات اهميتها لان نتائجها لن تنعكس على تركيا فحسب بل على الاقليم والمنطقة بشكل عام.
وهذه الانتخابات التي يتنافس بها الرئيس التركي الحالي رجب طيب اردوغان مع مرشح المعارضة التحالف السداسي كمال كليشدار اوغلو وفي الواقع ان سياسات اردوغان الاقصائية والشمولية هي من دفعت احزاب المعارضة قاطبة الى التحالف ضده في تحالف سداسي حتى ابرز اصدقاء وحلفاء اردوغان في الامس والذين يعود لهم الفضل الكبير الى وصول اردوغان الى ماهو عليه الان كمفكر حزب العدالة والتنمية السابق البروفسور احمد داؤود اوغلو ورئيس حزب المستقبل وصانع النهضة الاقتصادية التركية رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان قد انضموا لتحالف المعارضة السداسي لاسقاط اردوغان .فسياسات اردوغان الخاطئة هي من دفعت كل خصومه بالاضافة لبعض حلفائه السابقين للاتحاد لاسقاطه .
فتحالف المعارضة السداسي بقيادة حزب الشعب الجمهوري بالاضافة لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي قادر على الفوز على اردوغان في هذه الانتخابات وهذا ماتشير اليه اغلب استطلاعات الراي في تركيا عن تقدم كمال كليشدار اوغلو على اردوغان ولكن هناك سؤال يطرح نفسه هل اذا خسر اردوغان الانتخابات سيسلم بالنتيجة وسيقوم بتسليم السلطة بطريقة سلمية للاجابة على هذا السؤال يجب معالجة هذا الموضوع وتحليله بطريقة معمقة.
ففي البداية اردوغان يحكم تركيا منذ مايزيد عن عشرين عاما ولديه طموحات ومشاريع شخصية كبيرة له وقد ارتبط اسمه وخصوصا في الفترة الاخيرة بالكثير من عمليات الفساد الكبيرة وهذا ماجاء على ذمة بعض الصحف التركية ومنها موالي للحكومة كصحيفتا ستار ويني شفق والتي نشرت عملية تنصت هائلة اجريت منذ سنوات بامر من وكيلي نيابة يتبعان لمكتب نيابة اسطنبول وهي عبارة عن اتصالات هاتفية بين رئيس الحكومة انذاك رجب طيب اردوغان وابنه بلال في 17 ديسمبر 2013 وفيها يطلب اردوغان من ابنه بالتخلص فورا من الاموال الكبيرة الموجودة في منزله.
بالاضافة لفساد صهر اردوغان بيرات البيرق عندما شغل منصب محافظ البنك المركزي التركي وفي عهده تدهورت الليرة التركية وانهارت الى درجة كبيرة جدا قبل ان يستقيل ويختفي عن الانظار .
هذا جانب بسيط من فساد اردوغان وعائلته وهناك الكثير من ملفات الفساد الاخرى المتورط بها اردوغان والتي ستقوم المعارضة بفتحها والتحقيق فيها في حال وصلت للسلطة .بالاضافة لقيام اردوغان في السنوات الاخيرة بسجن الالاف من الضباط والصحفيين والقضاة والمحامين بحجة الانتماء لتنظيم فتح الله غولن فهذه التهمة اصبحت شماعة لاي شخص يريد اردوغان التخلص منه .
هناك هاجس لدى اردوغان منذ وصل للسطة وهذا الهاجس يؤرقه بشكل كبير وعبر عنه مرات عديدة في خطبه فهو يخاف ان تكون نهايته مشابهة لنهاية رئيس الوزراء التركي السابق عدنان مندريس والذي اعدم بعد اول انقلاب عسكري في تركيا عام 1960 ف اردوغان يفكر بهذه النقطة جليا وهو يدرك تماما ان قام بتسليم السلطة ستفتح عليه ملفات كثيرة ستودي به للمحاكمة والسجن ف اردوغان لن يسلم السطة حتى لو خسر الانتخابات
لذلك اردوغان ان تيقن بانه لن يكسب الانتخابات سيقدم على تزوير الانتخابات كونه متغلغل في غالبية المؤسسات التركية ولكن وقتها ماذا لو اعترضت المعارضة وثارت وقامت بتظاهرات كبيرة
في الواقع ان اردوغان متجهز لهذا الموضوع ومتحضر لهذا الامر وقمع وتسوية هذا الامر سيعود لشركة سادات وهذه الشركة عبارة عن شركة ارتزاق شبيهة بشركة بلاك ووتر ولكن على النسخة التركية اسس هذه الشركة عميد تركي متقاعد اسمه عدنان تانريفردي وتعود معرفته ب اردوغان للتسعينات القرن المنصرم عندما كان اردوغان يشغل منصب رئيس بلدية اسطنبول وتانريفردي منصب قائد لواء في اسطنبول وقد طرد عدنان تانريفردي من الجيش بسبب ارائه وافكاره الارهابية والمتطرفة وقد قام بعدها وبمساعدة اردوغان عام 2012 بتاسيس شركة سادات وهذه الشركة مجلس ادارتها كلهم من المتطرفين الارهابيين ويستخدمها اردوغان كجيش مواز له وهذه الشركة كان لها دور كبير في تدريب الارهابيين وارسالهم الى سورية وهي من كانت تقوم بشحن الاسلحة وارسالها الى تنظيمي داعش وجبهة النصرة الارهابيين وبعدها نشطت في ارسال الارهابيين الى ليبيا كما تتهم هذه الشركة بانها مسؤولة عن قتل الكثيرين من الناشطين الاتراك المعارضين للحكومة وقد قام احد زعماء المافيا الاتراك والذي كان حليفا لرئيس الشركة وهو سادات بيكر بفضح هذه الشركة ودورها الاجرامي في المنطقةبتسجيلات موثقة .كما ان عناصر هذه الشركة تعمدوا اذلال وضرب جنرالات وضباط الجيش التركي امام وسائل الاعلام بحجة الانقلاب والانتماء لتنظيم فتح الله غولن واكثر من هذا قام اردوغان في عام 2016 بتعيين رئيس الشركة عدنان تانريفيردي كمستشار عسكري له .
ف اردوغان كما قلنا اذا تيقن بانه لن يكسب فسيقدم على تزوير الانتخابات واذا ثارت وتظاهرت واحتجت المعارضة فعندها سيقدم على اعلان حالة الطوارئ وسيوكل مهمة قمع المعارضة لشركة سادات
ف اردوغان وهذا تحليلي الشخصي والذي قد اكون مخطا فيه لن يسلم السلطة في اي حال من الاحوال والايام القليلة القادمة ستثبت صحة كلامي.
وفي النهاية نتمنى لجارتنا تركيا الامن والامان والاستقرار فتركيا في النهاية هي جارتنا الشمالية وهناك مقولة نقولها عندنا في الشام ان كان جارك بخير فانت بخير