صفعة الخيبة في وجه حلف الناتو !
كتب / مهدي قاسم...
يكاد يقر معظم المحللين والخبراء بعدم أهمية مدينة باخموت الاستراتيجية القصوى التي جرت عملية ” تحريرها ” من قبل عناصر فاغنر ، حيث استمرت حرب الفر والكر لفترة طويلة جدا و بخسائر بشرية ملحوظة وحسب إقرار الطرفين المتحاربين بفداحة وحجم هذه الخسائر ..
وإذا كان الأمر كذلك ، أي عدم أهمية مدينة باخموت الاستراتيجية بعد سقوطها تحت سيطرة الروس ، فإنني سأركّز على الجانب المعنوي على صعيد الانتصار الروسي هذا ،و ذلك انطلاقا من الانطباع السائد والمتزايد يوما بعد يوم ، والمؤكد على إن الحرب في حقيقة الأمر تجري بين أمريكا وروسيا على الأرض الأوكرانية، بالأحرى ، إنها تجري بين روسيا وحلف الناتو بقيادة أمريكا ، وما يعزز هذا الانطباع هو زيارة الأمين العام لحلف الناتو إلى أوكرانيا فضلا عن تصريحاته النارية المتكررة باستعداد الحلف لمواصلة مساعدة أوكرانيا ماديا ومعنويا لحد ما تخسر روسيا هذه الحرب ، في غمرة اندفاع انحياز صريح وواضح ، وقوفا إلى جانب أحد طرفي المتحاربين علنا ..
هذا دون أن نتحدث عن موقف الاتحاد الأوروبي ورئيسة لجنته التي زارت أوكرانيا لثلاث مرات في غضون أقل من سنة لتعلن من هناك التضامن والدعم الكاملين و المتجسدين بالمساعدات المادية النقدية بمئات المليارات ، فضلا عن الأسلحة من دبابات و صواريخ وقاذفات بعيدة المدى وتتويج ذلك بحُزم عديدة من عقوبات اقتصادية كثيرة ومتزايدة ..
هذا دون أن نذكر تواجد خبراء عسكريين لحلف الناتو في مقرات عمليات الحرب الأوكرانية ، فضلا عن التعاون المخابراتي الأمريكي ــ الغربي لصالح أوكرانيا وتزويدها بمعلومات استخباراتية على استطلاعية مهمة وقيمة تساعدها في عملياتها الحربية ..
فضلا عن الحرب الإعلامية المضللة التي تخوضها وسائل إعلام أمريكية موالية لحزب الديمقراطيين والمؤسسات الليبرالية الأخرى ، زائدا غالبية وسائل الإعلام الغربية المساهمة في جبهة حرب الإعلامية التضليلية المبرمجة و الممنهجة ، رغم مزاعمها الكاذبة والزائفة في الاستقلال الإعلامي عن مو هو الحكومي ..
إذن فرغم كل هذا الدعم الأمريكي ــ الغربي زائدا دعم حلف الناتو المباشر ، فأن الروس قد انتصروا في باخموت ، طبعا انتصارا معنويا مهما وليس استراتيجيا حاسما ، مثلما أسلفنا سابقا ..
هامش ذات صلة :
*( زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت
أ. ف. ب.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كما يبدو الأحد خسارة مدينة باخموت أمام القوات الروسية قائلا “لم يتبق شيء” منها.
ردا على سؤال من الصحافيين لمعرفة ما اذا كانت القوات الأوكرانية لا تزال تقاوم او اذا كانت روسيا سيطرت على المدينة، لم يعط زيلينسكي موقفا واضحا لكنه قال “يجب أن تفهموا انه لم يتبق شيء هناك”، مؤكدا “اليوم، باخموت باقية في قلوبنا فقط ـ نقلا عن إيلاف ” ) .