أمريكا أم الإرهاب..!
كتب / عدنان علامه
• أمريكا هي أم الإرهاب وتتدخل في شؤون البلاد الأخرى خارقةبذلك القوانين الدولية
تدخلت أمريكا فجأة أمس لتعكر صفو الإحتفالات بعيد المقاومة والتحرير في 25 أيار. فقال المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية سامويل ورنيرغ من خارج سياق كلمته حول النازحين السوريين وبدون أي مبرر : “إننا نعتبر حزب الله منظمة إرهابية وليس لدينا أي تواصل معه ونريد الإستقرار في لبنان”.
حاولت تفسير إتهام الخارجية الأمريكية حزب الله بالإرهاب من خارج سياق بيان مكتوب حول النازحين السوريين فلم أجد تفسيرًا سوى أن حزب الله بات يشكل كابوسًا حقيقيًا للإدارة الأمريكية؛ وأرادوا تنغيص الفرحة التي عمّت لبنان بذكرى الإنتصار والتحرير.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يحق لأمريكا تصنيف أي دولة تعارضها أو أي حركة تحرر في العالم بالإرهاب. فمجلس الأمن والأمم المتحدة لم يتفقا حتى اليوم على تعريف موحد للإرهاب. ولكن أمريكا إتهمت كل من يخالف سياساتها بالإرهاب. ولا بد من تحليل مضمون بيان وزارة الخارجية الأمريكية والرد عليه فيما يخص النازحين السوريين وحزب الله.
فأمريكا آخر دولة يحق لها تصنيف الآخرين بالإرهاب. فقد نشأت أمريكا على إرتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الشاملة للهنود الحمر. كما استعملت أسلحة الدمار الشامل في هيروشيما وناغازاكي. واستعملت أمريكا قنابل النابالم المحرمة دوليًا في فييتنام، كما فرضت عقوبات إقتصادية جائرة وخارج إطار القوانين الدولية ضد كل دولة تعارضها.
وكون الحديث عن حزب الله في لبنان؛ فأمريكا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في لبنان بواسطة سفرائها. وعلى الخارجية الأمريكية مراجعة سجلها الأسود في لبنان؛ فالسفير فيلتمان إعترف بدفع 600 مليون $ للإساءة إلى حزب الله، ودافيد هيل إعترف بدفع 10 مليارات إلى جمعيات ال NGO لتغيير نتائج الإنتخابات النيابية؛ وفشل كل ذلك.
والأخطر من ذلك فإن أمريكا هددت لبنان بالفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل ، كما هدد المسؤولون الصهاينة بتحويل لبنان إلى العصر الحجري. وبالتالي فهم من الناحية القانونية متهمين بشكل مباشر بتفجير مرفأ بيروت ليبدو و”انه إنفجار عرضي. ويشاركني في هذا الرأي العديد ومنهم السيناتور الإمريكي الكولونيل ريشارد بلاك الذي يتحدث بصراحة عن الإرهاب الرسمي الأمريكي في لبنان وسوريا.
وعلى وزارة الخارجية الأمريكية مراجعة سجلاتها في دعمها للإرهاب الصهيوني ومشاركته حين استعمل مندوبيها في مجلس الأمن حق النقض( الفيتو) 43 مرة لمنع إدانة الكيان العبرى المؤقت. والمقام لا يتسع هنا لذكر التفاصيل.
ولا بد لوزارة الخارجية الإمريكية الأمريكية أيضًا َ مراجعة الدستور الأمريكي الذي يمنع تصدير السلاح الأمريكي إذا تم إستعماله لقتل الأبرياء.
ولقد أمر َنتنياهو بإستعمال قنابل امريكية موجهة بالليزر من نوع GBU وذات قدرة تدميرية عالية قضت على زوجات وأطفال قادة سرايا القدس وباتت أمريكا شريكًا كاملًا في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها نتنياهو وحكومته العنصرية .
ومن المؤكد بأن أمريكا تعمل برأيها ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين الدولية؛ فماذا يقول القانون الدولي عن حق المقاومة في مواجهة المحتل :-
جاءت اتفاقيات جنيف الأربع، بعد لائحة لاهاي، لتؤكد مشروعية مقاومة العدوان، واعتبار الثوار الوطنيين كالمقاتلين في الجيوش النظامية.
كما أقر ميثاق الأمم المتحدة، في مادته 21، حق المقاومة “ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول والشعوب، أفراداً أو جماعات، في الدفاع عن نفسها إذا اعتدت عليها قوة مسلحة”. كما حددت اتفاقية لاهاي عام 1907 الشروط التي يجب توافرها في المقاومة الوطنية المشروعة التي يقرّها القانون الدولي في مادتها الثالثة، بأن يكون للمقاومين الثوار قيادة مسؤولة أو رئيس مسؤول، أن يحملوا علامة مميزة، أن يحملوا السلاح علناً، أن يلتزموا بقوانين الحرب وقواعدها.
وبناءً عليه فأن حزب الله حركة مقاومة وشعارها المميز جزء من آية كريمة (المائدة – 56) {….…فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ} وبضمن عمله القوانين الدولية؛ إدعاء أمريكا باطل ولا قيمة له.
وأما بالنسبة لأمريكا التي كشفت القناع اليوم؛ فعينت نفسها متحدثًا رسميًا بإسم النازحين. وكانت تضغط سابقًا على الدولة اللبنانية لعرقلة عودة النازحين بشتى الوسائل وتريد “دمجهم” في المجتمع وحتى تأمين فرص عمل لهم.
فما هو الجديد الأمريكي في إستغلال قضية النازحين السوريين؟
قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية سامويل وربيرغ، إنه “لا يمكن عودة النازحين السوريين، بسبب الظروف غير المناسبة وقبل الحل السياسي والقرار يجب أن يكون بيد النازحين”.
فمن الناحية القانونية هذا تدخل سافر من امريكا في الون شأن الداخلي اللبناني والسوري ويؤكد وجود مؤامرة أمريكية خبيثة بحق لبنان وسوريا.
وأورد لكم إفادة صادمة لأحد المسلحين المنشقين عما يسمى (جيش مغاوير الثورة)الذين تدربهم أمريكا في قاعدة التنف بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 : “في قاعدة التنف كان الأمريكيون يزودوننا بخمس سيارات (بيك آب) محملة بالأسلحة والذخائر والقذائف والصواريخ والوقود لنقوم بعد ذلك بالتسلل من بين نقاط الجيش العربي السوري بعد تفكيك الألغام للوصول إلى أماكن تواجد مسلحي داعش لنتفاجأ أنهم كانوا بانتظارنا لتسلم حمولات السيارات الخمس منا، ثم نعود أدراجنا من حيث أتينا بعد إعادة الألغام كما كانت وعرفنا حينها أننا لا نحارب داعش بل نقدم له الدعم والمساعدات (الأمريكية) ونعود ثانية إلى التنف”.
وهناك تقارير صحفية أخرى تتحدث عن تدريبات لما يسمى ب” جيش سوريا الحرة” في التنف إلى جانب نقارير إستخباراتي روسية وسورية تؤكد أكثر من ذلك :
إن غطرسة أمريكا وإستكبارها تمنعان الدولة العميقة في أمريكا من الإعتراف بخسارتهم الحرب التي أعدوها ضد حزب الله في لبنان مند العام 1996 وفشل مشروع الشرق أوسط جديد وفشل عدوانهم على حزب الله في العام 2006؛ فطلبوا من قادة الصهاينة يومها متابعة العدوان وكان الجواب صادمًا :”لا نستطيع مواصلة القتال؛ فتعالوا وحاربوا أنتم”. وأمريكا لا تريد أن تعترف بهزيمتها في الحرب الكونية التي شنتها على سوريا؛ بل تعتبر إنها خسرت عدة جولات في لبنان وسوريا وتريد الإنتقام منهما.
والسؤال الذي يطرح نفسه؛ ما هو الوضع القانوني لأمريكا وقواتها في سوريا؟
تعتبر أمريكا وقواتها في سوريا قوات إحتلال لأنها لم تنسق وجودها مع الدولة صاحبة الأرض في حربها المزعومة ضد داعش.. وتقوم بسرقة النفط السوري بإنتظام. وتحيك المؤامرات ضد لبنان وسوريا وتلعراق وحتى روسيا من خلال تدريب المرترقة في سوريا وإدارة المرتزقة الأجانب من الدواعش في سجون قسد وحتى دعم الدواعش بمختلف الوسائل بما فيها نقلهم عبر مروحياتها حتى مع دورزدن اجاتهم النارية. وابحثوا في محركات البحث عما قاله ترامب حول مناطق النفط السوري والعراقي. وراجعوا أيضا حول سرقة أمريكا لمحاصيل القمح السوري وقد ورد ذلك في الفيديو الأول للسيناتور ريتشاد بلاك.
وقد كشفت وزارة النفط السورية بتاريخ الثلاثاء 09 آب/اغسطس 2022 النقاب عن الإنتاج اليومي لحقول النفط الشرقية التي تبلغ 80.3 ألف برميل، مؤكدةً أنّ “الاحتلال الأميركي يسرق معظمه”.
وقالت وزارة النفط السورية، أثناء اجتماع عقد لمناقشة خطط عملها وعمل الشركات التابعة لها خلال النصف الأول من العام الجاري، إنّ “كمية إنتاج النفط خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت نحو 14.5 مليون برميل، بمتوسط إنتاج يومي 80.3 ألف برميل، يتم تسليم 14.2 ألف برميل منها يومياً إلى المصافي”، حسبما نشرت وكالة “سانا”.
إن القوانين الدولية واضحة وضوح الشمس في كيفية تكوين اي نظام سياسي ولكن الدولة العميفة في أمريكا تريد فرض الأنظمة والرؤساء الذي ينصاعون لأوامرها وينفذون أجندتها وتعتبر نفسها سيدة العالم وتسمي تلك الأتمال “ممارسات ديموقراطية”.
فماذا يقول القانون الدولي في هذا المجال؟
صدر في 1948/12/10 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ونصت مادته الأولى على “يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق.. إلخ”. كما نصت المادة 21 على أن “إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية، تجرى على أساس الاقتراع السري، وعلى قدم المساواة بين الجميع”. ثم أصدرت الأمم المتحدة اتفاقيتين رئيسيتين، تؤكدان حق الشعوب في تقرير مصيرها. الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول الملحق بها في 1976/3/23، والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول الملحق بها في 1976/12/23.
فإذا كانت أمريكا حريصة كل الحرص على النازحين فلتنقلهم على وجه السرعة إلى أراضيها أو إلى أوروبا كما أشرف ترامب شخصيًا على نقل مئات العائلات من منظمة القبعات البيضاء إلى أوروبا.
ولكن التصريحات الأمريكية والضغوطات على مسؤولي الدولة اللبنانية لمنع حتى العودة الطوعية للنازخين وتدريب أمريكا لبقايا المنظمات الإرهابية في قاعدة التنف لا يبشر بالخير مطلقًا.
فأمريكا “شر مطلق”؛ وهي “الشيطان الأكبر” وتتبنى التغيير السياسي من خلال ما تسميه ” الفوضى الخلاقة” وتفجر قنبلة النازحين السوريين في لبنان لإقرار تجنيسهم أصبح مسألة وقت لا أكثر!!!
وإن غدَا لناظره قريب