طريق التنمية..بين ( سوفَ) وزهد الرعاية !
كتب / حسين الذكر ||
في البدأ- هناك ثلاثة نقاط تستحق الإشارة قبل الخوض : –
أولا : – طريق التنمية موجود منذ قرون وليس اعجاز مستحدث .. فقد قرأنا بالتاريخ ان نهر دجلة جنوب الإمبراطورية العثمانية حتى بلوغ شط العرب كان نشطا جدا في القرن الثامن عشر كما سمي بالخط الاستراتيجي منذ انطلاق النقل البري القرن العشرين ..
ثانيا : – مبلغ (17) مليار دولار يعد مبلغا زهيدا اذ ان أي كتلة او بالأحرى اي حزب بالعراق الجديد قادر على تمويل المشروع بلا راعي دولي .
ثالثا : ان استخدام القوة لتضليل وإخضاع الشعب العراقي خلال تلك القرون تفضي الى نتيجة مفادها ان كل المشاريع الاستراتيجية العملاقة في العراق تضمن أولا مصالح الأطراف الدولية ثم الإقليمية ثم القوى الداخلية .. فيما استحقاق الشعب يكون أخيرا وكلما يقترب استحقاقه تخلق الازمات لتعطيله ..
ندوة :-
دعيت لندوة (طريق التنمية ) المنعقدة في المركز العراقي للتنمية الإعلامية التي قدم لها الدكتور عدنان السراج ثم ادارها الزميل واثق الجابري بمعية الأساتذة ( ناصر الاسدي وعبد الرحمن المشهداني وميثم الصافي ) .. وتطرقوا فيها الى أمور مهمة جدا وافضت الى معلومات ونقاشات جادة ربما كانت مغيبة عن الشارع وبعض النخب .
معلومات : –
طريق القناة الجافة الذي استبدل اسمه الى طريق التنمية .. هو مشروع عراقي استراتيجي يستهدف الإفادة من قرب ميناء الفاو الى اوربا وإمكانية الاستحواذ على نسب من التجارة العالمية المارة من خلاله اذ تم استثماره بشكل مثالي .. الطريق طوله 1119 كم يبدا من ميناء الفاو جنوبا وينتهي عند منفذ فيشخابور شمالا .. تكلفة المشروع ( 17 ) مليار ومدة المشروع اربع سنوات ( من 24 – 2028 ) ويدخل حيز الخدمة ويتحول الى طريق عالمي لنقل البضائع من اسيا ودول أخرى الى اوربا وبالعكس وما يعنيه ويدره لصالح العراق على كل المديات سيما الاستراتيجية منها .. كذا فان العراق حريص على ان يشرك الاخرين كتركيا وبعض دول الخليج وايران وآخرين في المشروع لاعطائه قوة إضافية فضلا عن غطائه الدولي والإقليمي .
فوائد : – حسب السادة المتحدثين بالندوة وهم ممتخصصون في وزارة النقل الجهة القطاعية المعنية بالمشروع بكل تفاصيله : ( ان المشروع فضلا عن ربط العراق بالتجارة العالمية سيكون خدمي لتحسين شبكة النقل عامة وبناء مدن عراقية جديدة على طول الخط من الشمال حتى الجنوب .. فضلا عن جعل العراق قبلة ووجهة ينبغي ان تتمتع بالاستقرار والامن وما سيجود ويدر به المشروع وتبعاته من خدمات وبنى تحتية حتما ستؤدي الى نهضة عمرانية ..
الخلاصة : – ان المشروع كفكرة قابلة للتنفيذ ومتوفرة الشروط تعد طموحة وجبارة وينتظر منها كثير العوائد الإيجابية للعراق والمشاركين فيه والمنطقة عامة ..
المخاوف : – ان يرتهن العراق وتتحول مبالغ الرعاية الزهيدة ( وأأكد زهادتها ) الى بسمار جحى .. وان يتحول المشروع لتكريس الهيمنة والتدخل .. وربما تتحقق مصالح الدول والأحزاب الحاكمة فيما يبقى الشعب على ذات التخلف والفقر والاستغلال والانتظار ..
نصيحة : – من كل قلبي اعتقد بعظمة واستراتيجية مشروع طريق التنمية وفوائده الكبيرة المنتظرة .. ولكن كي نقتل الشك باليقين ولا نعتمد على النوايا الحسنة التي لا قيمة ولا وزن لها في السياسية .. نامل ان ترافق انطلاقة المشروع مشاريع خدمية يتحسسها المواطن فورا ويستفيد منها فعلا لا شعارا .. من قبيل : ( ان تباشر الدول الراعية ببناء مدن عراقية جديدة على طول الطريق باحدث طراز وتقنيات .. وان تكون طرق النقل واسعة متعددة تخصص منها لمرور الشاحنات وان تكون على كل عشرين كم محطة استراحة عالمية تقدم الخدمات الطبية والترويحة والسياحية والتسويقية للمواطن بأسعار مدعومة وان يتاح للمصانع والشركات العراقية ان تكون جزء من الخدمات والإنتاج وان يخصص جزء من الإنتاج العالمي للشعب العراقي بأسعار مدعومة ..