الخلاف بين الحزبين الكرديين اعمق ممّا مع بغداد
كتب / رائد عمر
1\ : ليست هنالك من دواعٍ تقتضي الى تسليطِ حتى ضوءٍ خافتٍ ! بأنّ التوجهات العامة للسادة في قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني تأبى وترفض تعامل الحكومة المركزية في بغداد بشكلٍ مباشر مع ” محافظة السليمانية ” في الأقليم , وبشكلٍ خاص بما يتعلّق الأمر بتخصيصات الميزانية الجديدة للدولة وجوانب سياسية اخرى , وهذا ما دفع ” مؤخراً ” السيد عبد السلام برواري ” النائب السابق في برلمان كردستان – عن الحزب الديمقراطي الكردستاني – للقول او التصريح بأنّ ” السليمانية ” مجرد وحدة ادارية تابعة للإقليم .! وهو بذلك , ولاشكّ قد الغى او كأنّه اجتثّ وجود كيان < الإتحاد الوطني الكردستاني > الذي معقله في محافظة السليمانية والمناطق والأقضية التابعة لها , وكأنه كذلك تجاوز وجود هذا الحزب السياسي العريق .! وقواعده الحزبية وجماهيره وحتى قواته المسلحة .! < وهذا ما قد يدفع للتساؤل عن ماهيّة وجود الأحزاب العرقية .؟ رغم انّ ذلك ليس حديثنا هنا .
للتعرّف وربما للتعمّق اكثر على رؤى النائب السابق السيد برواري , ففي حوارٍ سابقٍ اجرته معه ” يكيتي ميديا ” يقول : < أنّ الإنتماء الوطني في العراق هو المعضلة الرئيسية منذ تشكيل الدولة العراقية ! لأنّ هذه الدولة قد تأسست حسب رغبة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى > .! وكأنّ لا وجود للعراق قبل تلك الحرب .؟ , ايضا من يتابعون تصريحات السيد برواري كلّما وقعت خلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ومع مختلف الحكومات السابقة , فطالما كان يكرّر ويعيد في تصريحاته : < ألا يوجد عقلاء في بغداد > .؟ ويخلط فيها النابل بالحابل وبما اوسع من ذلك .! , وللكلامِ وللحديثِ اُصول .!
على الرغم من حدّة وشدّة ما يظهر على السطح ” من خلافاتٍ واختلافاتٍ ” بين قيادة الإطار التنسيقي او الحكومة المركزية برئاسة السيد السوداني , وقيادة الأقليم , وحتى في التباين والتناقضات الأخيرة بين ما يصطلح عليه ” بتحالف ادارة الدولة ” , وهو بلا ريب تحالف تكتيكي ومرحلي فرضته الظروف السياسية القائمة , ومع ما يجري من محاولات للترميم والتضميد مع قيادة الأقليم في اربيل , فإنّ الناطق الإعلامي للحزب الديمقراطي الكردستاني الأستاذ كفاح محمود , كان وما انفكّ اكثر دبلوماسيةً ومرونةً في التعبير عن المجريات السياسية الجارية بعكس الإتجاه الذي يمثل رؤى قيادة الأقليم وابعادها الدولية وحتى النفطية .!
للحقيقة التي لا تُقال في الإعلام , ومُحال ذلك وتدركها اربيل عن كثب , فإنّ ( الإتحاد الوطني الكردستاني – الطالباني ) هو اقرب نفسياً وعاطفياً وفكرياً او ايديولوجياً الى كافة الحكومات التي تتولى السلطة في بغداد , منه الى الحزب الديمقراطي الكردستاني , بالرغم من تحكّمه في ادارة شؤون كردستان او الأقليم , ومع اخذٍ بأعتبارٍ معتبر لعامل الجيوبوليتيك , وقوة وحجم ” البيشمركة والأسايش وسعة التسليح الثقيل ” مع حجم القدرات المالية والأقتصادية والنفطية , ولعلّ الأهم من كلّ ذلك بما يمثله الدعم الأمريكي والغربي والأقليمي لقيادة الأقليم ” لكنّ الجانب الآخر – الأقلّ إنارةً وإضاءةً في الإعلام الظاهر و المكشوف ! هو أنّ جيوبوليتيك ” الإتحاد الوطني الكردستاني ” المختزل شكليًاً بمحافظة السليمانية , هو ملتصق كتفاً الى كتفٍ مع الحدود الإيرانية – العراقية , وما يترتّب عن ذلك بشكلٍ مرتّب او اقلّ وربما اكثر بين المشتركات الستراتيجية بين القيادة الأيرانية , وقادة العراق ! , بالرغم من مستلزمات العلاقة السياسية – الغزلية ” تكتيكياً ” بين واشنطن وبغداد ومتطلباتها الآنية على الأقل , وهي تكاد تغدو شبه دوّامة تسير في معظم الإتجاهات القابلة لتغيير اتجاهاتها .!