ما هو الفرق بين فاغنر وبلاك ووتر والحشد الشعبي؟
كتب / عدنان جواد
لا شك ان هناك فرق كبير وشاسع، فإبلاك ووتر قوة عسكرية امريكية افرادها عبارة عن مرتزقة اغلبهم من أُخرج من السجن مقابل القتال في تلك القوات، وفيهم من تطبع بالقتل والاجرام، يتم الدفع لهم اموال ضخمة، ويزودون بأسلحة متطورة، ويتم وضعهم في المناطق الخطرة في الصفوف الامامية من جبهات القتال، ويمنحون تفويض وحصانة باستخدام القوة، كما شاهدناهم في العراقي بعد دخول القوات الامريكية عام 2003، تلك القوات تنتشر في بعض الدول العربية، من العراق الى ليبيا وسوريا الى اليمن، وهي شركات عسكرية خاصة تعمل لحساب دول وجيوش، تسعى تلك الدول لتخفيض النفقات والخسائر البشرية ، وتجنب الاحراج الدبلوماسي والمساءلة القانونية بعد وقوع جرائم حرب، بحجة ان الشركات الخاصة هي المسؤولة عن القتال والقتل المنفلت، ففي العراق قتلوا (14) مواطن بينهما طفلان عام 2007، فهم يقتلون الناس لمجرد شك بسيط بان المقابل يحمل سلاح، بل البعض منهم يتلذذ بالقتل، وفاغنر هي نفس منطق التأسيس والنظام لبلاك ووتر، لكنها قوة تتبع الى الدولة الروسية، وهناك قوة عسكرية تدعمها الامارات تسمى (بلاك شيلد) بعد تجنيدها مواطنين سودانيين للقتال في ليبيا واليمن لصالح دولة الامارات، وفي اليومين الاخرين ظهر قائد قوات فاغنر(بريغوجين) وهو يعصي الاوامر بل يطالب جماعته بالانسحاب من جبهات القتال والتوجه نحو موسكو بدل صد الهجمات الاوكرانية، القيادة الروسية وصفت ذلك التصرف بانه خيانة وطعنة بالظهر، فيما وصف البعض الاخر بانه تمرد داخلي من اجل الحصول على بعض الامتيازات ودعم اكبر، والبعض وصفه بانه مجرد خدعة استخباراتية للغرب، فيما طلب زيلنسكي الدعم العسكري الغربي بأقصى سرعة وخاصةً طائرات F16 الامريكية لحسم المعركة واستعادة المدن التي احتلتها روسيا، وهنا اثبتت الوقائع ان المرتزق لا يقاتل الا مقابل مال او اطلاق سراح بعد ارتكاب جريمة عقوبتها طويلة، وبالتالي فان العقيدة وحب الوطن ليس لها وجود في قاموسهم وانما المنفعة والمصلحة هي الحاكمة.
اما الحشد الشعبي: هي قوات ظهرت في المشهد العراقي عام 2014 لمواجهة عصابات داعش، بفتوى مباركة بالجهاد الكفائي من سماحة المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله الوارف) وبأمر من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي، ضد عصابات داعش، بعد ان سيطرت تلك العصابات على مدينة الموصل ومناطق من محافظة ديالى وصلاح الدين وكركوك، وبدات بالقتل والتدمير والخطف وحرق واغراق من يعترض على اسلوبها في الحكم او من يخالفهم بالفكر والعقيدة وهم احياء، وبعد سقوط المدن بيد تلك العصابات التي تعتقد بعقيدة تدعي انها اسلامية بداعي الجهاد بالذبح والرعب الذي كانت تنشره ، كان لابد من وجود قوة تمتلك عقيدة راسخة اقوى من عقيدتهم ، تعتمد في تضحياتها على كتاب سماوي واضح في تفسيره، وعلى وصايا اخر الانبياء واخر الاوصياء عليهم الصلاة والسلام ، والسير على نهج صاحب اعظم ثورة في التاريخ ضد الانحراف في الدين والعقيدة وتحريف الحقائق، الذي ضحى بنفسه واهل بيته واصحابه، وهو الامام الحسين عليه السلام، فهبوا من قصبات وقرى جنوب ووسط العراق بشبابهم وشيبهم لحمل السلاح، دفعتهم عقيدتهم في الدفاع عن اوطانهم ومقدساتهم، والتي اعتبرت بعد ذلك احدى المراكز الامنية الداعمة للجيش العراقي، حيث حررت اكثر من(20) مدينة عراقية احتلتها داعش وهي تضم في صفوفها كل مكونات الشعب العراقي وجميع المحافظات والطوائف والقوميات، واليوم اصبحت قوة يحسب لها الف حساب من قبل الاعداء، لذلك يطلب اليوم بعض العملاء والمرتزقة بحل تلك القوة وتسيسها، ويضحي ابناء تلك القوات بأنفسهم بدون مقابل فداء للوطن بينما قوات المرتزقة تقاتل من اجل المال وهذا هو الفرق بينهما، ولذلك لابد لأصحاب السلطة والقرار في العراق احترام نصح واشارات ووصايا صاحب الفتوى الذي كان السبب الاول في الانتصار وبقائهم في قصورهم ومناصبهم، والاستفادة من الاستشارة ، وادامة الزخم المعنوي والبشري لتلك القوات والمحافظة عليها فهي صمام امن البلد من الانقلابات وتغيير المعادلات.