حرق المصحف المطلوب والردود الخجولة!!
كتب / غازي المشعل
لو أن أولئك الذين يستخفون بديننا و معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا وجدوا فينا غلظة ومواقف قوية ورادعة وحاسمة لما تجرأوا على الإطلاق على مجرد التفكير في الاساءة الينا .. ولو أن الدول التي ينتمون إليها رأت منا عيناً حمراء لما سمحت لهم باسم حرية التعبير والفكر والديمقراطية بالإساءة إلى أقدس مقدساتنا وهو القرآن الكريم .. وأتحدث هنا عن الفعل الذي اقترفه أحد الأدعياء في مملكة السويد موخراً.
في العام ١٩٨٠ فكرت ( واكرر كلمة فكرت ) بعض دول العالم بنقل سفاراتها في فلسطين المحتلة من تل أبيب إلى القدس في خطوة لاستفزاز مشاعر العرب والمسلمين وتكريس الاحتلال ؛ فاتفق العراق والسعودية فقط .. دولتان فقط على : قطع العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع اي دولة تنقل سفارتها الى القدس .. فامتنعت كل دول العالم وتراجعت عن تنفيذ الفكرة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية .
جميع ردود الأفعال العربية والإسلامية على قيام الشخص الموتور في السويد بتدنيس القرآن الكريم وحرقه ( والعراق والدين المسيحي منه براء ) ؛ حتى الآن هي شجب واستنكار واستدعاء سفراء وقناصل مملكة السويد وتجمعات هنا وهناك وفعاليات فردية وبيانات خجولة وسينتهي الموضوع الى الاعتذار المبطن من قبل المملكة السويدية بتعليمنا دروس في الحرية والديمقراطية وينتهي الأمر في أدراج النسيان وسنرى لاحقاً معتوهاً آخر يجرب حظه معنا في فعل مشين آخر وينتهك مقدساتنا ثانية وثالثة ورابعة ما دامت ردود أفعالنا هذه ، وسيقول معتوه آخر : وماذا تريد اكثر من ذلك ؛ لقد اعتذرت المملكة وادان العالم هذه الفعلة وقبول الاعتذار من شيم العرب وكفى الله المومنين شر موميكا وغيره !!
الذي أريده ويشفي قلوب العرب والمسلمين هو اجتماع طارئ هذه الليلة يبث على الهواء مباشرة من جميع القنوات العربية والاسلامية الفضائية وباللغة العربية والسويدية وكل اللغات الحية وبلا سفر ولا طائرات ولا قاعات ولا خطب ولا مؤتمرات ولا بيانات رنانة ولا لف ولا دوران .. بل قرارات اختارتها ملايين العرب و المسلمين واتفقوا عليها تتضمن اربع فقرات لاغيرها :
الأولى : قطع كافة أشكال العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية مع مملكة السويد وسحب سفراء الدول العربية والاسلامية من ستوكهولم وطرد السفراء السويديين من الدول العربية والاسلامية فوراً .. وعدم التفكير بإعادة هذه العلاقات الا بعد خمس سنوات وبعد ان تعتذر السويد على لسان ملكها حصراً اعتذاراً صريحاً ومباشراً وبعد ان تسلم الجاني المجرم الى بلده الاصلي ( العراق ) ومحاكمته وفق الأصول: القانونية والشرعية .
الثانية : فعل نفس الشيء فورا وذاتياً مع كل دولة تدعي الديمقراطية و تسمح لأحد رعاياها بالاساءة الى مقدسات المسلمين والاعتداء على معتقداتهم وشعائرهم و ثوابتهم .
ثالثا : قيام جميع المسلمين والعرب واصدقائهم في مملكة السويد وعامة دول الاتحاد الأوروبي باستخدام حقهم الدستوري والديمقراطي بإعلان العصيان المدني والاضراب العام ولمدة اسبوع وعدم الذهاب الى العمل والتهديد بالتصعيد احتجاجاً على هذا الفعل المشين وحتى يظهر الملك ( وليس أحد غيره ) معتذراً ومتعهداً بعدم السماح لمجرم آخر يفعل ما فعل موميكا ومن سبقه ..
والاخيرة : اعلان مقاطعة جميع المنتجات السويدية ورمي ما تبقى منها في حاويات النفايات والغاء كافة الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع مملكة السويد فوراً .
أما غير هذا من البيانات واقتحام السفارات والتجمع امامها ورفع المصاحف والدعوة الى مؤتمرات بعد عام او عامين و دعوات لاحترام الأديان والمقدسات والدعاء على الأعداء بالهلاك و تهديدات من هنا وهناك فهي مشاركة كاملة في جريمة حرق القرآن الكريم او تستر عليها على الاقل .. و سيحاسبكم الله عليها بشدة ..
إنه القرآن يا ايها العرب .. إنه القرآن يا ايها المسلمون !!
اللهم اني قد بلغت ؛ اللهم فاشهد .