اسرار اعلان نتنياهو خبر اختطاف الجاسوسة تسوركوف !!
كتب / سعيد البدري ||
بعض التفاصيل التي ينبغي فهمها في ما يتعلق بالجواسيس انهم يتحركون باتجاهات غير مباشرة لتحقيق اهدافهم غالبا ويجري هذا التحرك بعناوين البحث العلمي والدراسات ومجالات الاتصال و الصحافة والتحليل بشكل عام ومجالات اخرى كالاتصالات والمشاريع والاستثمار و التجارة والسياحة ، لان هذه التخصصات تتيح لهم التحرك بسهولة والتنقل من بلد لاخر والقيام بأنشطة تتطلب تواجدهم ونقل الافكار والتأثير بالاخرين وتجنيدهم حتى دون ان يشعروا ومنهم تسوركوف فالقول بأن العلم تطور واساليب اجهزة المخابرات لايتطلب ارسال الجواسيس لان العراق مكشوف والتكنولوجيا تطورت ولم تعد هناك حاجة للعنصر البشري في الميدان ،وهذا تصور خاطئ لان الجاسوسية عمل امني متشعب ويعتمد على قياس ردود الفعل على من تجري عمليات تجنيدهم بشكل مباشر او ايصال المعلومات اليهم كما انه عمل يحتاج لملكات ومهارات غير عادية وتدريبات شاقة وطويلة وبنظام صارم ..
مؤخرا تم الكشف عن اختطاف الصهيونية اليزابيث تسوركوف ولاجل محاولة تبرأتها والتباكي عليها حاول كلاب السفارة الاميركية وعبر حساباتهم وقنواتهم في وسائل التواصل القول ، انها ليست جاسوسة وانها روسية الجنسية وهي طالبة دكتوراه ولديها بحث ميداني يتعلق باطروحتها البحثية لنيل شهادة الدكتوراه من احدى الجامعات الاميركية ، وهو ادعاء سخيف قطعا ولعل طريقة اعلان خبر اختطافها بحد ذاته يكشف عن هويتها المضمرة التي حاول هولاء طرحها في منشوراتهم المتسمة بالعهر وهو امر لا ينطلي على من يفهمون هذه التفاصيل فلو كانت تسوركوف طالبة عادية ومدنية كما يزعمون لتم الاخبار عن خطفها او فقدانها ببداية الحادث لكن كل أجهزة الأمن والتجسس تترك فترة لفقدان عملائها في حال لم يتواصلوا مع ضباط الارتباط يجري تسريب الاخبار للإعلام لفتح الباب امام المفاوضات، او لتحميل جهة معادية المسؤولية عن سلامة عملائها ولعل الصهاينة انتظروا كل هذه الفترة الممتدة لاربعة أشهر ظنا منهم ان امرها انكشف وتمكنت من الهرب واستمروا بانتظارهم حسب السياقات المتبعة في مثل هذه الحالات ، لعلها تظهر بطريقة ما لكنهم وبعد التأكد وربما بوصول رسائل لعملائهم ومصادرهم انها وقعت بكمين وتم اخفائها فلم يكن امامهم غير الاعلان عن فقدانها والحقيقة ان اكتشاف مثل هكذا تفاصيل فليس هناك داع للانكار ونفي الصلة لافساح المجال امام صفقات تبادل او مفاوضات وشروط واجراءات تحددها الجهة المعنية التي وقعت بقبضتها ، وهذا تحليل قد يحل لغز الاعلان الصهيوني عبر مكتب نتنياهو الذي وجد نفسه مرغما للكشف عن الامر بنفسه لبيان الاهمية ولا شيء اخر ربما ، يدفعه للاعلان غير هذه الغايات …