أحذروا غدر المصحح الإلكتروني
كتب / مهدي قاسم
1ـــ أحذروا غدر المصحح الإلكتروني وتصحيحاته العشوائية أحيانا !
نبهني صديقي القاص والشاعر كريم عبد إلى وجود خطأ إملائي في عبارة لي مفادها ” القصة القصيرة بمؤمن ” و الأصح هو بمأمن ، و عندما راجعت النص اتضح لي أنه فعلا يوجد هذا الخطأ الإملائي ، علما إنني كتبت المفردة صحيحا ، رغم إن المصحح الإلكتروني وضع إشارة حمراء على أنه غير صحيح ، ولكنني لم اعره اهتماما و يبدو إنه عاد و ثبّت المفردة الخطأ في سياق العبارة على صفحة الفيسبوك أيضا و بأسلوب غدر غير ملحوظ ههه ، أعتقد إن السبب يرجع لكون مفردة ” مؤمن ” هي الموجودة فقط في ذاكرته في تلك الاثناء وليست مفردة مأمن ـ مثلا ..
فسمح لنفسه أن يصحح حسب هواه ومزاجه !..
و اليوم أيضا كتبتُ مقالة عن الشأن العام وردت فيها عبارة عقائدهم وأيديولوجياتهم ولكن المصحح الإلكتروني أصّر على تثبيت مفردة أيديولوجية في سياق العبارة بدلا من أيديولوجياتهم !.
لذا اقتضى التنويه ( لمن يريد تجنب أخطاء نحوية و إملائية ) ــ بضرورة إعادة قراءة النص حتى بعد النشر وذلك تلافيا لتصحيحات المصحح الإلكتروني العشوائية و السيئة أحيانا ، بل والمحرجة بالنسبة لكتّاب جادين يعتبرون أنفسهم كتّابا محترفين ..
*************************
2 ــ في كل سيئة حسنة !
من حسن الحظ إن القصة القصيرة لا زالت بمأمن من هجمات مباغتة من قبل دخلاء و طارئين ، ربما لكونها عمل إبداعي صعب أولا ، و ثانيا لم تعد حسب ” المودة ” المفضلة في الوقت الحالي فقليلون هم ، مِمَن لا زالوا يواظبون على كتابتها باحترافية تقنية ذات قيمة فنية معتبرة ، كما قراؤها باتوا قليلين بالمقارنة مع ماضيها أو عصرها الذهبي الغابر ، على عكس تماما من الشعر و الرواية اللتين تتعرضان لاقتحامات شرسة من كل حدب و صوب و فج عميق ومنذ سنوات طويلة :
فكل يكتب شعرا و الكل يكتب رواية !..
و الملفت حتى أولئك الذين كانوا يكتبون الشعر “حصريا أخذوا يكتبون الآن ” رواية ” و طبعا ، ينشرونها على نفقاتهم الخاصة ، ببضع مئات نسخ للتباهي وحب الظهور ، أما إلى ماذا سيفضي مصير هذه النسخ أم تلك ، فهذه تبقى مسألة ثانوية / قد لا تهم الناشر / لأنه قبض نفقات الطبع مسبقا / ولا تهم المؤلف كثيرا / لأنه صوّر نفسه مبتسما وفي يده نسخة من ” روايته ” ..
و لا ” الناقد ” الرصين لأنه لا يستطيع أن يواظب صدور مئات روايات شهريا في عموم الوطن العربي و بهذه الكمية الهائلة يكتبها كل من يجيد القراءة والكتابة وعلى شكل مذكرات في أغلب الأحيان .. !..
حيث ثمة سؤال يطرح نفسه بشكل مشروع :
ــ هل فعلا باتت عملية كتابة رواية بهذه السهولة و البساطة ؟..
وخاصة بعد غياب و رحيل فطاحلها الكبار ؟..