الأمن القومي الفكري
كتب /عبد الجبار الجزائري ||
يبدو من سخريات الاقدار ان الكثير من الباحثين الاجتماعيين او المشككين الدينيين ممن يبدأ بالحاح مستمر على نشر الثقافة النفاقية المشككة بكل القيم الاسلامية والمجتمعية للفرد والمجتمع العراقيتراهم يتبجحون بالانتصار على هذه المفاهيم والقيم وهم معنيين بتخريب المجتمع فكريا وكشف نقاط الضعف ونقاط القوة في فهم المصطلح الديني لاعطاءه هدية لاعداء الامة والمتربصين بها
ولكنهم يعرفون انفسهم بانهم مجددون مصلحون كما حدث في العالم العربي والإسلامي في اثناء تغلغل المد العروبي والحداثوي برعاية الانكليز والفرنسيين المهيمنين على الثقافة المصرية وسياستها واقتصادها فانتجوا جورج انطليوس وفارس شدياق ومي زيادة والشيخ رشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي في بدايات القرن العشرين لتفكيك الدولة العثمانية وإيجاد.قراءة دينية تجعل من القيم الإسلامية ثقافة أدبية تتناولها الصالونات الادبية لتفكيكها وابعادها عن مدارسها الاصليةكما هو حاصل في الصالون الأدبي الذي كانت تقيمه السفيرة العراقية في السعودية حاليا صفية السهيل لدعم تخرصات احمد القبانجي بدلا من القراءات الدينية التي تعتمدها المدراس الاسلامية في أماكن تعليمها الحقيقية.فيصبح الدين وجهة نظر لكاتب وشاعر وسياسي وحتى فنان وفنانه
…. ..
ان جميع أصحاب الثقافات النفاقية المشككة يشتركون بهدف واحد هو الاصرار على البحث عن مواطن الضعف في،فهم العقيدة الاسلامية ومواطن ذلك والنفاذ إلى عقلية المسلم الشيعي لتشويه عقيدته وابعاده عن اليقين والثبات
وان المجاهرة المستمرة في التشكيك والإصرار على ذلك التشكيك يجعلنا نعلم ان لهؤلاء صلة بمراكز بحثية تستهدف عقلية الإنسان العراقي المسلم
وان وجود الجاسوسة والباحثة الاسرائيلية يصب في ذلك السياق فإن هذه المرأة لم تكن لتبحث عن كدس سلاح او مجاميع مسلحة تحاول كشفها والابلاغ عنها
هذه الباحثة الجاسوسة جائت لاستهداف ماهو أخطر من ذلك وهو الأمن القومي الفكري
تبحث عن مكامن الضعف والقوة في فهم النص الديني وكيفية اختراق هذا الفهم والذهاب به إلى مرحلة التشكيك بدلا من اليقين كما يفعل هؤلاء بيننا ممن يدعي الحداثوية في فهم النص ليوفر له قراءة مدفوعة الثمن تتناسب مع مايريده الغرب والذي يعتبر القراءة الشيعية للاسلام المتمسك بخط المرجعية الدينية والقيادة الاسلامية الولائية المتصدية تحدي كبير لجبروت الغرب واستكباره وليس من الصدفة ان المؤسس الاول للبابية والبهائية هذه العقيدة المرتبطة بكيات الاحتلال الاسرائيلي كان جاسوسا روسيا يمارس الاستشراق في داخل الحوزات العلمية
ان على النخب المتصدية ان تلتفت إلى أهمية الأمن الفكري
وان تتابع هؤلاء ممن امتهن مهنة التشكيك والبحث عن مصادر تمويلهم ومراكز اتصالاتهم
فلعل في الاكمة شيء مخيف
…..وبالمناسبة
انك عندما تقرأ للراوندي أشهر الملاحدة في العصر الاسلامي الاول والملحد القصيمي السعودي الجنسية والملحد القبانجي العراقي الجنسية تجدهم ينهلون من مصدر فكري واحد ويغرفون من نفس الماء الآسن