روسيا وأوروپا؛ مَن سيصرَخ أوَّلاً؟
كتب / د. إسماعيل النجار ||
أَلَم عَض الأصابع لن يكون وقتهُ طويلاً بَعد،
غَطَسَ الأوروپيون غَطسَةَ مُتَدَرِّبٍ حديث التجرُبَة في العيش تحت الماء،
أميركا وَرَّطَتهم وزَجَّت بِهِم في آتون النار المُلتهِبَة في أوكرانيا بمواجهة روسيا القيصر،
ولأهدافٍ دنيئَة تريد من ورائها أميركا إستنزاف روسيا وإضعاف أوروپا إقتصادياً وسياسياً وخلق فَزَّاعة لها على حدودها الشمالية الشرقية لإبتزازها على غِرار ما فعلته من خلال إسرائيل المزروعة في منطقة الشرق الأوسَط، للإستفادة من كُل ما تمتلك القارة العجوز من مقدرات تستطيع تسخيرها في خدمة مشاريعها بوجه الصين وروسيا،
عظماء أوروپا المتمرسين في إدارة الحروب والألعاب السياسية الذين يفهمون العقل الأميركي ويمتلكون الجُرأَة على مواجهته اولَئِكَ الكبار رجالات الحرب العالمية الثانية غادروا الحياة الدنيا منذ عقود ومَن خَلَفَهُم اليوم ليسوا بمستوىَ مَن كانوا قبلهُم، من الذين حَوَّلوا بريطانيا إلى أمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وفرنسا دَولَة عُظمَىَ لها مستعمراتها في كل أرجاء الأرض،
هؤلاء الذين يحكمون أوروبا ويديرون سياساتها ليسوا إلَّا دُمَىَ أميركية لا يمتلكون من أمرهم شيء حتى ولا أدنىَ درجات الحِنكَة السياسية الدولية بمعناها الصحيح،
إنما إرثهم الكبير الذي يتربعون فوقه الآن هوَ مَن جعلهم قِوَىََ نووية عُظمَىَ لهم سطوتهم وسلطانهم على الشعوب الفقيرة والمستضعفه،
كل هذا لم ينفعهم أمام جبروت أميركا وسطوتها وسلطانها، فقد خضعت أوروپا بالكامل للهيمنة الأميركية، وأصبَحَت القارة العجوز ضعيفه وَهِنَة مغلوبٌ على أمرها محكومة من الدولة العالمية العميقه،
وهي تسير اليوم مُرغَمَة في طريقٍ مزروع بالألغام ومحفوف بالمخاطر ضد روسيا العُظمَىَ، ولا تَتجَرَّأ أن ترفع صوتها بوجه واشنطن أو أن ترفض رغم معرفتها بنتائج هذه الحرب التي إن إنتهت بنصر القيصر ستحُل كارثة فوق رؤوسهم،
وإن تطورَت إلى حرب عالمية ستكون الضربة النووية الأولى لعواصمهم،
بكِلا الحالتين فإن الضربَة المُوجِعَة ستتلقاها أوروپا ولن تُضِر بأميركا،
رغم كل ذلك لَم تفعل باريس وبرلين أي شيء يُجنبهُم الخذلان والإنهيار لا بَل أمعنَ ماكرون بإعلان عدائهِ لروسيا عبر دعم كييڨ بصواريخ دقيقة بعيدة المدَىَ،
ودفعت ألمانيا بمزيد من القطارات المُحَمَّلَة بالدبابات وقطع المدفعية الثقيلة والذخائر،
ناهيكَ عن ما قدمتهُ أميركا من قنابل عنقودية وطائرات أل F16 المقاتلة،
موسكو أدخَرَت للناتو في مخازنها أعتىَ أنواع الأسلحة الفتاكة في غاية من السِرِّيَة، أدخرتها ليَومٍ معلوم قد تتطَوَّر فيه الحرب وتفلت من عِقالها وتصبح روسيا هدف للجميع والجميع أهدافاً مشروعه لها،
المُهَرِج زيلينسكي إرتكب خطأً فادحاً بقصفه منطقة زابورجيا بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً،
وهذا الامر خطير وهو بفعل تحريض اميركي يهدف إلى إثارة غضب روسيا وجرِّها الى رد فعل مماثل من أجل إدانتها دولياً وإعطاء صورة فظيعه عنها بإرتكاب جرائم حرب،
أميركا هذه شيطان كبير وملعون وبريطانيا تلك خبيثة وهؤلاء دُوَلٌ وَقِحَة مُصَمِمُون على إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، ولكن الامر ليسَ سهلاً أبداً لا بَل بعيد المنال،
أيضاً أميركا قَدَّمت في إجتماع الدوَل السبع ضماناتٍ أمنية لأوكرانيا خِلافاً لما تتحدث عنه القوانين الدولية بأن أمن الدُوَل لا يتجَزَّأ، ضاربَةً بعرض الحائط حق روسيا بضمان أمنها القومي والكَيل بمكيالين،
في الختام أميركا تُمعِن في تأجيج النار وأوروبا ضعيفه غير قادرة على إتخاذ قرار فلن يبقى إلَّا حَل من ثلاث،
إنهيار الجيش الأوكراني وإعلان روسيا النصر الكبير،
أو حصول إنقلاب داخل اوكرانيا واعتقال أو إغتيال الرئيس زيلينسكي وينتهي الأمر بتحقيق شروط روسيا على قاعدة لا غالب ولا مغلوب،
أو تدحرج الأمور إلى حرب نووية تنهي وجود البشَرِيَة.