لقاء بشار الأسد بمحمد السوداني.. الغايات والأهداف؟
اكتب / صابرين البغدادي ||
أجرى الرئيس السوري بشار الأسد لقاءً مع رئيس وزراء العراق محمد السوداني في دمشق، وتم خلال هذا اللقاء بحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأزمة السورية والأمن في المنطقة، وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجالات النفط والغاز والكهرباء والنقل.
وكانت الزيارة العراقية الأخيرة على هذا المستوى هي زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في العاصمة السورية دمشق في يوليو 2021، وخلال اللقاء تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
• اجتماع مهم ومؤثر
تبدو أهمية هذا الاجتماع واضحة وجلية بالنسبة للبلدين، لأن لكل منهما مجالات تعاون مع بعضهما البعض، فمن جانبها، تعتبر سوريا من الحلفاء الأساسيين للعراق، وقد تم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات الأخيرة، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ومن جهة أخرى، يعد العراق أحد أهم شركاء سوريا التجاريين، خاصة في قطاعات النفط والغاز والكهرباء، وقد تم الاتفاق خلال اللقاء على مزيد من التعاون في هذه المجالات، بما في ذلك تبادل الخبرات والتكنولوجيا والاستثمار في المشاريع المشتركة.
ووفقا للإعلام الرسمي السوري، التقى رئيس الوزراء العراقي بشار الأسد في دمشق خلال زيارته لسوريا، وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” تركيز الجانبين على العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، حيث أكد الأسد والسوداني استمرار تطور العلاقات السورية العراقية على المستوى الرسمي والشعبي، وقال بشار الأسد إن هذه الزيارة فرصة لتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي بين البلدين، كما أكد السوداني أن لسوريا مكانة خاصة في قلوب كل العراقيين، والشعب العراقي فخور بموقف الشعب السوري ضد أكثر الهجمات الإرهابية وحشية التي تعرض لها، مشددا على أن وقوف العراق وسوريا بجانب بعضهما البعض يعني “علاقات أخوية” بينهما.
وفي الوقت الذي أشاد فيه الرئيس السوري بالجيش العراقي والحشد الشعبي، ركّز على أن العراق كان صوت سوريا في الأوساط العربية والدولية ضد الحرب التي شنت على البلاد، وحيا الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي صور أجمل مشاهد الانتصار بتعاون الجيش السوري والقوات الرديفة، وأكد الأسد على أن التحدي الأكبر هو سرقة جزء كبير من مياه دجلة من سوريا والعراق، وبحسب بيان الرئاسة السورية، تركزت المحادثات مع رئيس الوزراء العراقي على التنسيق المستمر في مختلف القضايا السياسية وجهود مكافحة الإرهاب.
كما تؤكد هذه المحادثات على العلاقات الثنائية بين سوريا والعراق وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وهذه هي أول زيارة رسمية للسوداني لسوريا بعد انتخابه رئيسا للوزراء في العراق، وفي الشهر الماضي، وزار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد العراق واجتمع وتحدث مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى في بغداد، وأشاد فيصل المقداد بمواقف العراق المشرفة تجاه سوريا ودورها الدبلوماسي لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وفي إشارة إلى رغبة سوريا في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين والتعاون المشترك لمكافحة الإرهاب وتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية، أشاد بدور جلال طالباني، رئيس العراق السابق، في تعزيز الروابط بين العراق وسوريا، وأعرب عن تقديره لدعم العراق للأمة السورية عقب الزلزال الأخير، معربا عن ارتياحه للتطورات المهمة في العراق على الصعيد السياسي والتنموي والأمني، والتي كان لها أثر إيجابي على المستويين الإقليمي والدولي.
• دعم عراقيّ هام
تأتي هذه الزيارة في سياق جهود الحكومة السورية لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة في البلاد بعد سنوات من الصراع الدائر في البلاد، وتعد الاستثمارات العراقية في سوريا فرصة لدعم هذه الجهود وتعزيز الاقتصاد السوري، ويعد هذا اللقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي محمد السوداني خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويجب على البلدين العمل بجدية لتحقيق هذه الأهداف وتعزيز التعاون في المستقبل، ومن المهم أيضًا أن يتمحور حول العلاقات الثنائية العربية، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلم في المنطقة بأكملها.
ويتزامن هذا اللقاء مع تحديات كبيرة تواجه المنطقة، من بينها الأزمة السورية التي دخلت الآن عامها الثاني عشر، والتي تتطلب تعاون دولي وإقليمي لتحقيق السلام والاستقرار فيها، ويمكن للتعاون بين العراق وسوريا أن يمثل مثالاً يحتذى به في هذا الصدد، ومن المهم أن يتم التركيز على الجوانب الإنسانية وحقوق الإنسان في هذه العلاقات الثنائية، وضمان حماية حقوق اللاجئين السوريين في العراق وحقوق العراقيين الذين يعيشون في سوريا، ويجب أن تكون المصالح الاقتصادية والسياسية في خدمة هذه القضايا الإنسانية الحيوية.الخطوات التي يمكن للعراق وسوريا اتخاذها لتحقيق الاستقرار في المنطقة؟
تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب من العراق وسوريا اتخاذ عدة خطوات، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن للبلدين اتخاذها:
التعاون في محاربة الإرهاب: يجب على العراق وسوريا التعاون في محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية للحد من نشر التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
التعاون الاقتصادي: يجب على العراق وسوريا تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما وتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، وتشجيع المشاريع الاقتصادية المشتركة.
حل الأزمة السورية: يجب على العراق وسوريا العمل معًا ومع الدول الأخرى المعنية لحل الأزمة السورية، وتحقيق السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام.
تعزيز العلاقات الثنائية: يجب على العراق وسوريا تعزيز العلاقات الثنائية بينهما وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية.
حماية حقوق الإنسان: يجب على العراق وسوريا العمل على حماية حقوق الإنسان وضمان حقوق اللاجئين والمهجرين، وتحسين الوضع الإنساني في المنطقة.
التعاون في مجال المياه: يجب على العراق وسوريا التعاون في مجال المياه وضمان مشاركة عادلة في الموارد المائية المشتركة، والعمل على تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة.
التعاون الثقافي: يجب على العراق وسوريا تعزيز التعاون الثقافي بينهما وتبادل الخبرات والمعرفة في مختلف المجالات الثقافية.
تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب التعاون الوثيق بين العراق وسوريا، وبين الدول الأخرى المعنية، والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل شامل. ومن الضروري أن تكون هذه الجهود مدعومة بالإرادة السياسية والتزام الجميع بتحقيق هذه الأهداف
• علاقة تاريخية
ترجع العلاقات السورية العراقية إلى فترة طويلة، وتتميز بالصداقة والتعاون الوثيق بين البلدين، وتشكل العلاقات السورية العراقية أحد أهم العلاقات بين دول المنطقة، وقد تعززت العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تولي الحكومة العراقية الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، وإعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات والمذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة، مثل الأمن ومكافحة الإرهاب، والطاقة، والتجارة والاستثمار.
وتعد سوريا من الحلفاء الأساسيين للعراق، وقد قدمت الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للعراق خلال سنوات الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، كما تعتبر سوريا من بين الدول الأكثر استقبالاً لللاجئين العراقيين الذين فروا من الحرب والصراعات في بلادهم، ومن جهة أخرى، يمثل العراق شريكاً تجارياً رئيسياً لسوريا، وتمتد العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى قطاعات مختلفة، مثل النفط والغاز والكهرباء. وتقدر قيمة التبادل التجاري بين البلدين بملايين الدولارات.
وتعتبر العلاقات السورية العراقية أساسية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، وتعزيز التعاون بين البلدين يساعد على تحقيق هذه الأهداف، وتعد العلاقات الثنائية بين البلدين مثالاً يحتذى به في التعاون والتضامن بين دول المنطقة، ويجب على البلدين العمل بجدية وصدق لتحقيق هذه الأهداف، وتعزيز التعاون في المستقبل لصالح شعبي العراق وسوريا.
وفي النهاية، يجب أن يكون الهدف من هذا اللقاء هو تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا والعراق، وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة بأكملها، ويجب على البلدين العمل معًا بجدية كاملة لتحقيق هذه الأهداف، وتعزيز التعاون في المستقبل لصالح شعبي العراق وسوريا.