جندر وعاشوراء والنوع الحسيني الاجتماعي .
كتب / عبـــاس العــــرداوي ||
من اهم مبادئ التنمية البشرية هو تغير السلوك اولاً
لتحقيق الاهداف المرجوة لاحقًا
وفي كل عام تأتي عاشوراء بطقوسها المتنوعة وأدبياتها الواسعة لتقلب الطاولة على من يخطط لعام او اعوام للسيطرة على الجموع البشرية الزاحفة نحو كربلاء ،
مستخدمًا كل الوسائل المتاحة ما نعلم به وما يعلم به الله من خطط وتمويل وبرامج دقيقة تعمل بكل جهد للاطاحة بالنوع الحسيني من تسقيط الى طعن الى تهوين الى تشكيك وقطعًا هذا كله يأتي بعد فشلها بالتغير بالقوة فما الانظمة التي جثت على صدر العراق الا لمسخ هويته الاسلامية ونهضته الحُسينية المباركة
المعلوم لذوي الاختصاص ان برامج التنمية الاجتماعية والبشرية تحتاج الى اعوام اقلها خمس سنوات وقد تصل الى عشرين عامًا لتضمن التاثير والتغير بجيل بشري فتغير با اولوياته الاساسية وتؤثر في قناعاته وهذا ما يعمل عليه من يحاول جاهدًا ان يتلاعب بثقافة المجتمع العراقي ولم يدخر جهدًا في التأثير ولا احد أيضًا ينكر حجم التاثير ف تشرين شاهدًا على سبيل المثال والحمد لله الشعائر الحسينية كفتنا المؤنة وسدت الثغرة في تخلف المعالجات سواء الحزبية او الحكومية التي نعتقد انها لم تكن بمستوى التحديات او انها لم تكن ضمن الاولويات للبعض
بل قد يكون البعض دعمها دون قصد جهلًا او عمدًا
والمعروف ايضا ان برامج تغير السلوك تحتاج الى مراحل مختلفة وبشكل تدريجي لبلوغ اهدافها
ما يحصل ان شعيرة عاشوراء لاتحتاج الى اوقات طويلة فهي في وجدان المجتمع الشيعي على طول العام وتتجدد انبعاثاتها الاخلاقية في كل سنة لتفشل من يخطط طويلًا في اصطياد المجتمع العراقي وتستخدم تكرار في ذكر الاخلاق والقيم الانسانية والاجتماعية والثقافية لتربية الاجيال وحمايتها من
خطط الأعداء فلا خطط تنمية تستمر ولا مشاريع تنموا وتزدهر ليبقى النوع الحسيني الاجتماعي هو المتسيد في الاخير ،
ولان الله هو من وضع هذا القيم العليا وهو المتكفل بحمايتها ورعايتها ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) الاية 8 سورة الصف
ولان كما ورد في تراث آل محمد ( الحمد لله الذي جعل اعدائنا من الحمقى ) فهؤلاء يجهلون الثقافة الشيعية فيضعون برامجهم في توقيتات حرجه جدًا
في النصف من شعبان او في العاشر من محرم او الاربعين وهكذا حيث يكون المجتمع ممتلىء عبقًا حسينياً يصعب ان يفهمه من لا يعيشه ويتم
الحديث او التشكيك في القيم الاجتماعية لتأتي المنابر الحسينية الواعية لردع هذه الاعتداءات والتصدي لخبثها
وفي هذه الايام الحُسينية الحزينة والعظيمة يتجدد التحدي وتبرز فتنه اخلاقية جديدة يحاول الشيطان وادواته
تمريرها على الشعب العراقي انها ( الجندر) والحمد لله راقبت حجم الاهتمام العالي من نخب ومثقفين ومنابر واعية تُحذر من تمرير هذه الفتنة للطعن بثقافة المجتمع العراقي ورهن مصير الأجيال لقوانين وتشريعات حاول الشيطان تمريرها فتصدت لها اقلام وطنيةً والاهم من ذالك ان حماقة من تبناها هو جهله في التوقيت وما الجموع الحسينية الزاحفة نحو كربلاء
الا تعبير عن هويتها وتبنيها للقيم الاسلامية والانسانية للطف وعاشوراء والمرجعية والمُثل العليًا للمجتمع العراقي وبهذا تكون نوعًا اجتماعيًا صلدًا اتجاه الاختراق وصلبًا امام التحديات وتثبت انها النوع الحسيني الاجتماعي الباقي باذن الله ولطفه .