لا (مِثلِيَّة)، ولا (جَندَرِيِّة)، ولا(مجتمع ميم)، ولا (نوع اجتماعي) !..
كتب / سعد صاحب الوائلي ||
بل قولوا (لواطون) و(سحاقيات) و(مخنثون).. سَمّوا الأسماء بمسمياتها
خشيةَ أن ينسب البعض، او تنسب جهات او دول الى خانة (معادات السامية)، بدأ مسلسل التطبيع مع كيان الاحتلال الغاصب وضاعت القضية الفلسطينية، واليوم خشية من ان ينسب البعض، او تنسب جهات او دول او مؤسسات الى خانة (نشر الكراهية!!)، بدأ (مسلسلُ) الصمت، وديدن الخنوع، وسياسة التذلل، ومنهجية التستر، وأسلوب التأويل والتَكنية، وممارسات الإخفاء، خلال تعاطي هذا البعض (الضعيف) او تلك الجهات او الدول (الخانعة) مع (قائمة الاصطلاحات) المورَّدة الينا عنوةً (مِثلِيَّة)، (جندر)، (النوع الاجتماعي)، (مجتمع الميم)، وغيرها كثير، فنسي قومنا ، بل تَعَمَّدوا أنْ لا يُسَمُّوا الأشياء بمسمياتها.
وطبقاً لذلك، إستحالت الخشية والخوف والوجل الى حائلٍ دون (التصريح) ، بل حتى عدم الاقتراب من (التلميح)، فالخشية من أنْ يُحسبَ القوم ضمن خانة (نشر الكراهية) المزعومة ساهمت هذه (الخشية) في قلب المفاهيم، وبات (سيل المصطلحات) المواردة الينا عن عمدٍ من المراكز الأميركية والأوروبية والإسرائيلية يجرفُ كُلَّ الثوابت (مجتمعيةً كانت، ام دينيةً، ام شعبيةً، ام قيميةً، وسواها كثير). فتجد جمهرة مؤسساتنا ووزاراتنا ودوائرنا يُمررُ في أدبياتها، ومخاطباتها الرسمية، وفي مؤتمراتها ونداواتها وورشها العلمية، إستخدام ذات (الاصطلاحات المشبوهة) الموارّدة والمصدّرة من اميركا وإسرائيل والغرب، وباتت تلك القائمة هي المُتَبَنَّاة من قبلنا، كـمصطلح (المِثلِيَّة) و(الجندر) و(النوع الاجتماعي) و(مجتمع الميم)، وسواها كثير.
و بالطبع يعاضد وتعاضد (عملية نشر وتعميم) تلك الجردة والقائمة من المصطلحات، العشرات من المراكز البحثية (المرتبطة بصورة ما) بالجهات الأميركية والغربية، ومعها (مئات ومئات) منظمات المجتمع المدني المدسوسة في مجتمعنا، بل في جميع مجتمعاتنا بالمنطقة، يضاف اليها، عددٌ كبيرٌ من مراكز البحوث ودور النشر وبيوت الشباب والدراسات المنشورة والممثليات والمراكز الثقافية التابعة الى العديد من السفارات والقنصليات الغربية والاميركية وسواها.
وقبل هذا وذاك، يصطف الكارتل الإعلامي الضخم والمهول من خلال (بحر الفضائيات التلفزيونية) المُسَلَّط علينا عبر (الستلايت)، وتحاذيه وتآزره (ملايين المواقع) في الانترنيت، وعلى رأسها، ورأس حربتها (مواقع التواصل الاجتماعي) التي نخرت المجتمع بالكامل واصبح اسيرا مقودا بيدها وبيد أصحاب القرار في اميركا وإسرائيل والغرب عموماً..
وهكذا، باتت تلك المصطلحات (المثلية)، (الجندرية)، (مجتمع الميم)، (النوع الاجتماعي)، (نشر الكراهية)، (رهاب المثلية)، و( جرائم التمييز الجنسي)، و(الهوية الجنسية)، و(الجنسية الاجتماعية)، و(الأدوار الجندرية)، و( الجندر المحايد)، و(اللاجندرية)، و(الثنائية الجندرية)، و(أحرار الجندر)، و(مثلية الميول الجنسية)، و(ثنائية الجنس)، و( ثنائية الميول الجنسية)، و( مزدوجي الميل الجنسي)، و(شموليي الجنس)، و(مغايرو الهوية الجنسية)، و( التعددية الجنسية)، و(الجنس التقليدي)، و(مقاربة النوع الاجتماعي)، و( المساواة النوعية)، و(العدالة النوعية)، و(الاندروجينية)، و(مناهضة النوع الاجتماعي)، و(الجنسانية)، و(الهوية الجندرية)، و(التعبير الجندري)، و(ملكية الجسد)، و(الهوموفوبيا)، و(الجنس البايولوجي والميل الجنسي)، و(المتحولين جنسيا)، و(المعيارية الجنسية)، و( المظهر الجندري)، و(المغايرة الجنسية القسرية)، و(اللاجنسيين)، و(الجندر والتنمية)، و(قضايا الجندر)، و(إدماج قضايا المرأة)، و(المساواة بين الجنسين)، و(تمكين المرأة)، و(تهميش النساء)، أصبحت كل تلك القائمة الطويلة وغيرها كثير وكثير كمصطلحات دارجة ومستخدمة ومستساغة في ادبياتنا ودراساتنا ومناهجنا، ومتبناة من قبل مؤسساتنا ووازاراتنا الرسمية ودوائرنا العامة، وقبل ذاك منتدياتنا ونوادينا الأدبية ومراكز بحوثنا وجامعاتنا الاكاديمية حكومية او أهلية، وباتت تلك المصطلحات تقرع الاسماع ليل نهار وصباحا ومساءا كي تكون مُتَقَبَّلَة ومُستَساغة من المجتمع، والتي قلما يواجِهُهَا اهلُ القلم او الخطباء او الأساتذة الجامعيون او الاكاديميون فبات المجتمع يغرق في طوفانها ويخضع لها ويتأثر بفاعليتها الموجهة المشبوهة، وهو المطلوب.
وإزاء كل هذا، المطلب (العاجل والمُلح) من قِبل (حكومتنا) و(برلماننا) و(دبلوماسيينا) و(سفاراتنا وقنصلياتنا) و(مؤسساتنا) و(دوائرنا) و(مراكزنا البحثية) و(جامعاتنا) و(كلياتنا) وكل (مؤسساتنا الاكاديمية العلمية والتعليمية) و(منتدياتنا) و(مؤتمراتنا) و(حوزاتنا) و(مبلغينا) و(خطبائنا) و(علماء ديننا) و(مثقفينا) و(مفكرينا) و(إعلاميينا) و(كتابنا) و(ساستنا) وكل جهة او شخص مؤثر في هذا المجتمع ان يتبنوا منهجيةً واضحةً وبيِّنةً في (تسمية الأسماء بمسياتها)، فلا ينبغي ان نتداول او نتعامل مع مصطلحات : (المِثلِيَّة)، ولا (الجَندَرِيِّة)، ولا(مجتمع الميم)، ولا (النوع الاجتماعي) او باقي القائمة التي ذكرنا جزءا منها اعلاه!.. بل قولوا (لواطون) و(سحاقيّات) و(مخنثون).. وهكذا. فمن الحتمي علينا جميعا – بكل التفصيلات التي ذكرناها أعلاه- أن نُسَمّي الأسماء بمسمياتها، وان نوضح لأبنائنا وشبابنا وبناتنا الحقائق كما هي، كي نحول دون إنجرافهم في هذا المَدِّ العارم وهذا التيارِ الجارف الذي يحرق الأخضر واليابس ويدمر العائلة التي هي لبنة من لبنات المجتمع، ويجعل شبابنا وبناتنا نهبا لتلك الآفات المجتمعية والسموم السلوكية المهلكة للعائلة وللمجتمع، وحينها.. لات حين مندم. فما تم ذكرهم أعلاه من طبقات المفكرين والمتصدين والسياسيين والمنظّرين والمشرّعين، هم المسؤولون أولا واخرا عن انجراف المجتمع والشباب وانسياقهم وراء المرامي الأميركية والغربية والإسرائيلية الرامية لمسخ المجتمع وسلخه عن دينه وثوابته وقيمه وجعله لقمة سائغة لهم ليسهل إستبقاء المجتمع وأجياله تحت ذل سلطتهم وسيطرتهم وعنجهيتهم واستغلالهم ونهبهم لثروات الشعوب وخيراتهم ، ورمي الاسرة والمجتمع المحافظ بذات الوقت في أتون الرذيلة والتسافل المجتمعي لينقطع النسل ويهلك الحرث. ولا يغير الله ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم.
إن الله سبحانه وتعالى، ومنذ بدأ الخليقة عَلَّمَ آدم الأسماء كلها، وسمّى الأسماء بمسياتها، فلنتخذ (تسمية الأسماء بمسياتها) منهجيّةً لنا، فهي منهجية بسيطة ويسيرة، عَلَّها تسهمُ في صنع رادعٍ قويٍ فطريٍ للمجتمع يحول دون هلاكه وإستحقاقه للعذاب والإبادة من الباري تعالى، فالله تعالى قال في كتابه الكريم:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” صدق الله العلي العظيم.