هكذا تصرّف الكيان الصهيوني تُجاه السويد لمنع حرق التوراة
كتب / د. محمد المعموري
(شاهد كلامنا) ؛ أن الكيان الصهيوني في تصرف استباقي حذر السويد يوم الجمعة (28/7/2023 ) من حرق التوراة في بلادهم قبل انطلاق “تظاهرة لحرق التوراة وافقت عليها السلطات السويدية ” وذلك من خلال حديث وزير خارجية الكيان الصهيوني مع نظيره السويدي حيث تم تبليغ الأخير “بان حرق التوراة في السويد ممكن أن يضر بالعلاقات بين البلدين” وأكدت الخارجية للكيان الصهيوني “عن نشاط دبلوماسي لمنع حرق التوراة في السويد”.
وقبل هذا وذاك فإننا نلاحظ الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذت من قبلهم حيث كانت تلك الاجراءات “استباقية ” حركت من خلالها عجلتها السياسية والدبلوماسية من أجل ان لا يحرق كتابهم لأنهم يعلمون أن هذا الفعل يعني التجاوز على كرامتهم ومن هنا سنرى وسيرى رجال الدبلوماسية العربية هل سيحرق التوراة في أرض الغرب كما حرق القرآن “وطبعا نحن لسنا مع حرق أي كتاب مقدس” إلا أننا يجب أن نبين سياسة الغرب التي تنتهجها اتجاه القضايا العربية والتعامل بشكل يستفز مشاعرهم اما سياساتهم مع الدول الاخرى فتراعى فيها المصالح السياسية والاقتصادية المبنية على احترام ثقافاتهم ومعتقداتهم التي تحول دون المساس برموزهم .
هذا فقط الاجراء الذي اتخذته تل ابيب على مستوى وزير خارجيتهم مع السويد ولا نعلم بعد ماهي التدابير والضغوط السياسية الاخرى التي تم الاعلان عنها للحيلولة دون حرق التوراة ، ومن هنا تكون نقطة المقارنة بين اجراءاتنا كسياسيين عرب وبين رد فعل تل ابيب، وربما نرى من خلال هذا الفعل كيف تصان كرامة الأمم وكيف تبنى الدول، وماهي الدائرة التي يتحرك بها السياسيين اتجاه قضاياهم وكيف يكون رد فعل قياداتهم ، ….؛ والمصيبة الكبرى أن الوطن العربي يمتلك مقومات الضغط على الغرب أكثر مما لدى الكيان الصهيوني فإننا نمتلك الطاقة التي تعتبر اخطر سلاح في ترويض الغرب لاحترام مقدساتنا ، لان من المعلوم ان انتاج وتصدير البترول يتم في عشر دول عربية ونحن ايضا نمتلك الممرات المائية التي تبيح أو تخنق التجارة العالمية والسوق الغربية ونستطيع التحكم في خيوط التجارة العالمية “لو امتلكنا الإرادة”، …
ad
وعلى سبيل المثال فقط لو “علقنا ” صادرات السويد للوطن العربي ستحل بهم كارثة تجارية قد تفعل فعلتها في الاقتصاد السويدي ولا زلنا نحتج وندد بعد الحدث وغيرنا يحتج ويندد ويرسل رسائل التهديد بقطع العلاقات قبل الحدث.
ولو تمعنا في الفرق بين الأمة العربية والكيان الصهيوني فإننا نجد على سبيل المثال لا الحصر أن الأمة العربية تمتد حضارتها منذ 5000 سنة قبل الميلاد وان الكيان الصهيوني عمر دولته “75” عام إضافة إلى أن عدد سكان “الكيان الصهيوني” يبلغ (9,071,546) حسب آخر أحدث إحصائية رسمية للأمم المتحدة حول سكان الكيان الصهيوني. ويبلغ عدد سكان الوطن العربي ب (423 مليون نسمة)، وتبلغ الدول العربية (22دولة) أي لدينا (22 وزير خارجية) أما الكيان الصهيوني فلديه وزير خارجية واحد والعرب لديهم (23 برلمانا)، وترجح زيادة برلمان واحد إلى أن قمة الجزائر التي عقدت في مارس 2005 قررت إنشاء برلمان عربي على غرار البرلمان الأوربي، أما الكيان الصهيوني فإن لديه (كنيست وهو مجلس تشريعي يمثل السلطة التشريعية للكيان الصهيوني) كل هذه المقومات ستجعل .
ولو افترضنا أن كل رئيس برلمان عربي اتجه نحو الأمم المتحدة للاحتجاج وان كل وزير خارجية اتصل بوزير خارجية السويد قبل حرق القران، وماذا سيكون موقف السويد ولو أننا طردنا (٢٢) سفير سويدي من أراضينا وماذا لو اوقفنا التعامل الاقتصادي والتجاري معهم بقرار عربي واحد. فهل ستقدم السويد او أي دولة غربية على تشجيع مواطنيها لانتهاك مقدساتنا، أم ماذا …؟!.
والسؤال هنا ماذا سيكون رد فعل العرب اتجاه السويد لو أوقفت حرق التوراة، فهل سيتخذ إجراء عربي مواز لمنع تكرار حرق القران وهل سنضغط دبلوماسيا على الأمم المتحدة بإرغام الغرب على تجريم جريمة حرق القران أو المساس بمقدساتنا والإساءة لرموزنا، أم أننا سننتظر لنندد ونستنكر ونحتسي الشاي والقهوة مع السفير السويدي ومن سواه لنبلغه هذا الاستياء؟
وسواء أوقفت السويد حرق التوراة في أراضيها او انها لم تفعل كما فعل مواطنيها ومن ( تأويهم ) في حرق القرآن مرتين مؤخرا في العاصمة السويدية خلال اقل من شهرين معتبرة هذا الإجراء جزء من الحرية التعبير عن الرأي وربما ستقف لتفكر في مدخل آخر ليخرجها من انتهاك حريات التعبير عن الراي إلى انتهاك كرامة المسلمين بحجة أنها تحترم حرية التعبير عن الرأي وأعتقد أن التوراة او اي كتاب مقدس اخر لا يشمله حرية التعبير عن الرأي باستثناء القران .
(وشاهد كلامي ) علينا ان نستبق الاحداث ونتابع مجرياتها لتصب في خدمة مصالحنا ، والاهم كيف نؤثر بما نملكه من قوة ليستخدم في قضيتنا ، وعلينا ان نحلل الاحداث السياسية بشكل علمي لكي نصل الى تفكير ومكر اعدائنا ، واذا اردنا ان نبني اوطاننا علينا اولا بتحرير فلسطين وبناء اتحادنا العربي ، لاننا مهما تقدمنا في اقطارنا “كدويلات ” يبقى بنائنا “كزرع اشتدت به الريح ” هذا شاهد كلامي اللهم إني بلّغت ….
والله المستعان.